المسلة

المسلة الحدث كما حدث

إيران تعتزم رقمنة عملتها قريبا لتجاوز العقوبات

إيران تعتزم رقمنة عملتها قريبا لتجاوز العقوبات

30 يونيو، 2022

بغداد/المسلة: بعد نحو عام من اتخاذ الحكومة الإيرانية قرارا باستخدام العملات الرقمية لاستيراد البضائع، أعلن المصرف المركزي الإيراني مطلع الأسبوع الراهن عزمه طرح “الريال الرقمي” في السوق بالمستقبل القريب.

وصرح محافظ المصرف المركزي الإيراني علي صالح آبادي في وقت سابق، أن الريال الرقمي سيحل مكان الأوراق النقدية المتداولة بين الناس حتى سبتمبر/أيلول المقبل، وحدد الفترة التجريبية لطرح العملة الرقمية الوطنية بـ6 أشهر تقوم خلالها لجنة مكونة من خبراء اقتصاديين ومصرفيين بتشخيص النواقص لرفعها قبل طرح العملة بشكل نهائي.

وتزامن الإعلان عن طرح العملة الرقمية مع تناول وسائل إعلام إيرانية تقارير عن حلول العملة الوطنية في المرتبة الثانية بعد عملة البوليفار الفنزويلية في سلم العملات الأقل قيمة مقابل الدولار الأميركي، ما أثار انتقادات واسعة بين الأوساط الإيرانية.

وأوضح رئيس جمعية البلوك تشين الإيرانية عباس أشتياني، أنه لا فرق بين العملة الرقمية والريال المتوفر حاليا بين أيدي الناس، مؤكدا أن الريال المشفر سيتم استخدامه في التداولات العامة على غرار تداوله رقميا خلال الفترة الماضية عبر بطاقات الائتمان وأجهزة الصرافة الآلية.

ورأى -في تصريح صحفي- أن العملة الرقمية خطوة متطورة سوف تسهم في زيادة الشفافية المالية بالبلاد، مؤكدا أنها سوف تسهل المبادلات المالية بين العملة الوطنية المشفرة وسائر العملات الرقمية التي تعتمد تكنولوجيا البلوك تشين.

وأوضح أشتياني أن الريال الرقمي يعد من “العملات الرقمية المستقرة” (Stablecoins). ويختلف في طبيعته عن العملات المشفرة في سوق العملات الرقمية “الكريبتو” (Crypto)، حيث الذي يطرح العملة هو المصرف المركزي الإيراني وليس شركة خاصة.

ونظرا للتضخم المستفحل في إيران، توجهنا بسؤال حول “ما إذا كان الريال الرقمي يرمي لمواجهة انهيار الريال” إلى الباحث الإيراني في الاقتصاد السياسي محمد إسلامي، الذي رد بالنفي، قائلا إن قيمة الريال الرقمي لا تتجاوز نظيرتها الورقية، وإن الريال الرقمي سوف يسهل المبادلات المالية بين الناس من دون الحاجة إلى دور الوساطة الذي تلعبه المصارف حاليا.

وفقدت العملة الإيرانية نحو 25% من قيمتها منذ تولي الرئيس إبراهيم رئيسي السلطة أواخر أغسطس/آب الماضي.

وأكد إسلامي أن الريال الرقمي لم يكن الأول من نوعه في العالم؛ حيث هناك دول أخرى سبق أن طرحت عملتها الوطنية بشكل رقمي، مضيفا أن طرح العملة المشفرة محفوف بالمخاطر والتحديات وأن نتيجة تطبيق التجربة في الدول الأخرى تفاوتت بين النجاح والإخفاق.

ورأى الباحث الإيراني أن نسبة نجاح المشروع مرتبطة ارتباطا وثيقا بالتطور التكنولوجي لدى الدول، مستدركا أن بلاده تتمتع بتكنولوجيا متطورة في سلاسل البلوك تشين وأنها قامت بدراسة كل ما تحتاجه لضمان عملتها الرقمية ومنع الجهات الخارجية من التلاعب بها.

وبالرغم من أن المخاوف الأمنية بشأن الهجمات السيبرانية ستبقى قائمة، فإن إيران لا تخشى تعرض عملتها الرقمية لتلاعبات خارجية، وفق إسلامي، وإن سعر الريال الرقمي يعادل قيمة العملة الوطنية الذي يضمنها المصرف المركزي الإيراني.

وأشار إسلامي إلى تأثير العقوبات المالية على اقتصاد بلاده الوطني، موضحا أن الريال الرقمي من شأنه أن ينمي التجارة الخارجية عبر تسهيله المبادلات المباشرة من دون المرور بالأنظمة المالية العالمية.

 

المسلة – متابعة – وكالات