بغداد/المسلة الحدث: تفيد تحليلات بأن منع شيعة العراق من المشاركة في الانتخابات المحلية سيؤدي إلى نتائج كارثية، ليس فقط على الشيعة، بل على العراق ككل.
وافاد تحليل استقصته المسلة ان المقاطعة الشيعية للانتخايات ستؤدي إلى حرمان الشيعة من حقهم في المشاركة السياسية، وهو حق أساسي من حقوق الإنسان، فالانتخابات هي أداة أساسية لممارسة الديمقراطية، وحرمانها من الشيعة سيعني حرمانهم من حقهم في اختيار ممثليهم، والتعبير عن آرائهم في شؤون بلدهم.
وسيؤدي هذا إلى إضعاف التمثيل الشيعي في المجالس المحلية، ما سيؤدي إلى تراجع نفوذ الشيعة في إدارة شؤون بلدهم، فالمجالس المحلية هي المسؤولة عن إدارة الخدمات الأساسية في المدن والأقضية، وضعف التمثيل الشيعي فيها سيؤدي إلى تراجع الخدمات المقدمة للشيعة.
كما ستؤدي المقاطعة الشيعية، إلى زيادة الاحتقان الطائفي في العراق، مما قد يؤدي إلى مزيد من العنف والصراع، فالشيعة يشكلون الأغلبية السكانية في العراق، ومنعتهم من المشاركة في الانتخابات المحلية يعني اختلال التوازن المكوناتي.
وبشكل أكثر تحديداً، فإن منع شيعة العراق من المشاركة في الانتخابات المحلية سيؤدي إلى تحولهم إلى أقلية تستجدي الكوتا في المجالس المحلية. ففي ظل غياب التمثيل الشيعي القوي، فإن الأقليات الأخرى، مثل السنة والكرد، ستكون قادرة على السيطرة على هذه المجالس، في المناطق المختلطة طائفيا، مما سيؤدي إلى حرمان الشيعة من حقوقهم الأساسية.
وهناك العديد من الأمثلة التاريخية على تأثير منع الأقليات من المشاركة السياسية على هذه الأقليات. ففي جنوب إفريقيا، على سبيل المثال، كان منع السود من المشاركة السياسية سبباً رئيسياً في استمرار نظام الفصل العنصري لفترة طويلة. وفي الهند، على سبيل المثال، كان منع المسلمين من المشاركة السياسية سبباً رئيسياً في عدم تاثيرهم في السياسات.
ولذلك، فإن منع شيعة العراق من المشاركة في الانتخابات المحلية سيكون بمثابة خطأ فادح سيؤدي إلى نتائج كارثية على العراق ككل.
وفي محاور منفصلة، ندرج اهم التداعيات:
١/سيُمنع الشيعة في كلٍ من بغداد وديالى عن المشاركة، وستذهب المقاعد بشكل مطلق للسنة في بغداد، وللسنة والكرد في ديالى.
٢/ستكون هناك حكومات محلية منتخبة وكاملة الصلاحيات في جميع المحافظات العراقية ماعدا المحافظات الشيعية.
٣/ستتحول المحافظات الشيعية الى بيئة غير مستقرة سياسيا وإجتماعيا وأمنيا، وطاردة إقتصاديا، وستتعرقل فيها مشاريع التنمية والإعمار والإستثمار، بخلاف المحافظات السنية والكردية.
٤/سيجد السنة المبررات الكافية للتحرك من أجل إعلان الأقلمة، وسيتحرك الكرد مجددا لإحياء مشروع الإنفصال ولو بدون الحاجة لإعلانه من خلال التمادي في ممارسات التمرد على الحكومة الأتحادية والتفرد بالقرارات، تحت ذريعة (إن الشريك الشيعي مضطرب ومفكك وغير مؤهل للتعايش معه).
وسترافق ذلك حملة متضامنة مع طرح السنة والكرد، تقودها سفارات مؤثرة، وستنضم لهما منظمات ومعاهد “عراقية” مرتبطة بها ومدعومة منها، فضلا عن سياسيين وباحثين ومحللين ومؤسسات اعلامية ممولة ومهيئة لصناعة رأي داعم لمثل هذا التوجه.
المسلة – متابعة – وكالات
النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.
أخبار ذات علاقة
كيف انتهى حلم الكيان باحتلال ست دول عربية ؟
مقتل 3 ضباط من الكيان بمخيم جباليا
دول خليجية تحث أميركا على منع الكيان من قصف حقول نفط إيرانية