بغداد/المسلة: وجّه رئيس الوزراء، مصطفى الكاظمي، في 26 تموز، 2022، بضرورة الإسراع باستكمال متطلبات مطار الموصل الدولي بعدما كان الكاظمي قد ترأس في 18 تموز، 2022 اجتماعاً لمناقشة خطط إعادة إعمار المطار الذي تضرر أثناء الحرب ضد عصابات داعش.
وتمثل حركة الكاظمي السريعة نحو الموصل، استجابة لمطالبات أهالي المحافظة في 16 تموز، 2022 بالعمل على اعمار المطار والمصانع وانشاء مشاريع تشغيلية، فيما يقدر المتحدث باسم وزارة التخطيط عبد الزهرة الهنداوي، إن “الموصل نالت الجزء الأكبر من مبالغ الاعمار التي تقترب من الـ 90 مليار دولار، حيث تحطمت بناها التحتية، ودمرت فيها عشرات الالاف من المنازل”.
وبحسب تقرير كتبه عدنان ابوزيد لـ المونيتور العالمية فقد ألقى مشروع يونسكو في 25 مارس 2022 بصيص أمل في إعادة اعمار المحافظة.
ويقول محافظ نينوى نجم الجبوري ان “المشروع اصبح الان أولوية استراتيجية بعد توجيه الكاظمي”.
واعترف المكتب بان “الخلافات حول الأسعار، اضطرنا إلى الاستعانة بشركة تقييم وتدقيق عالمية الكلفة”.
لكن الناطق باسم سلطة الطيران، قال ـ إن “هناك مباحثات مع شركات الائتلاف الفرنسية حول التصاميم المناسبة لهذا المشروع الذي ينعش الحركة الاقتصادية والتجارية للمحافظة، ويعزز طاقة النقل الجوي بين محافظات العراق، وأيضا الخارج”.
ويتحدث قائمقام قضاء الموصل زهير الأعرجي عن ان “هناك عروضا من شركات عدة بينها شركات تركية”.
وكشف الاعرجي عن إن “احدى الشركات التركية اشترطت لتشييده، الزام الحكومة المحلية بتأمين 600 ألف مسافر سنوياً وهو عدد ضخم يصعب الوصول اليه في الظروف الراهنة”.
الدكتور مظهر محمد صالح، المستشار المالي لرئيس حكومة العراق يتحدث لـ المونيتور عن إن “مدينة الموصل عندما اشرقت في اول خمسينيات القرن الماضي المدينة بكونها مركز الثقل الاقتصادي لحزام الحبوب في العراق والثانية سكانيا، كان مطارها المدني وقت ذاك هو رافعة النقل الجوي للمنطقة الشمالية للسياحة والتجارة ويشكل مع مطاري بغداد والبصرة رابطة العراق داخليا وعالميا”.
ويقول صالح إن “الموصل خصوصا ومحافظة نينوى عموما هي بامس الحاجة الى مطار مدني عصري ومتطور يعزز قوة النقل الجوي في شمال العراق ويترابط مع مطاري اقليم كردستان في مجال النقل والتعاون الجوي وبقية مطارات العراق الذي ستبرز اهميته باستمرار في المجالين السياحي والتجاري فضلاً عن ان النقل الجوي يمثل احد اهم ركائز النقل التجاري المتخصص في العالم على الرغم من ارتفاع تكاليفه مقارنة بالنقل البحري والسككي”.
ويكشف صالح عن أسباب الاستثناءات التي حظي به مطار الموصل، ليقول إن “تعثر تنفيذ مطار الموصل ضمن حملة اعمار نينوى بعد تحريرها من الإرهاب، من اسبابه البيروقراطية وتأخر الاجراءات الادارية بسبب الروتين وتعثر اتخاذ القرارات واستحصال الموافقات التي رتبت كلفا اضافية باهظة، ما استدعى السرعة في التنفيذ لتجنب فوات المنفعة واضافة تكاليف تتحملها موازنة مشروع تأهيل المطار دون مبرر اقتصادي”.
ويثمّن صالح، قرار الكاظمي، بالقول إن “الحكومة اتخذت قرارات استثنائية في السير في الانفاق على تنفيذ اعمال مشروع مطار الموصل بالتعاقد والتجهيز خارج القيود البيروقراطية المعتمدة وعلى وفق الصلاحيات التي خول بها مجلس الوزراء”.
رئيس مركز الاتحاد للتحليل السياسي هشام الهاشمي يتحدث عن إن “اعادة اعمار وتأهيل مطار الموصل الدولي خطوة على الطريق الصحيح، فهذه المحافظة هي الثانية بعد بغداد سكانا ومساحة، كما انها عريقة بتراثها وحضارتها، ومطارها ربما هو الاقدم فقد شيدته بريطانيا لاغراض عسكرية عام 1920 ثم تطور ليصبح مدنيا وشمله الاعمار على مدى سنوات حتى طالته يد الارهاب ليتحول الى مرعئً للحيوانات”.
لكن الهاشمي يحذر من “استثمار الاهتمام المفاجئ بمطار الموصل كورقة سياسية لكسب الولاءات بين القوى السياسية في المحافظة”.
نبيل العلي الباحث السياسي والاقتصادي في مركز القرار السياسي في بغداد، ينتقد الاستثناءات التي خصصت لتأهيل مطار الموصل، فيقول لـ المونيتور إن “منح الاستثناءات المتكررة من قبل الحكومة لرؤساء الادارات والمؤسسات الحكومية والوزارات هو اجراء يساهم في توسعة قاعدة الفساد ومسبباته، فالتعليمات ( تعليمات تنفيذ العقود الحكومية رقم 2 لسنة 2014 ) هي قواعد عليا لجميع الجهات والمؤسسات الحكومية العامة، ترسم مسارات لإجراء التعاقدات بما يحمي ويضمن حقوق الاطراف المتعاقدة كافة، ويحقق العدالة والمساواة بين المتنافسين على التعاقد ويحمي المال العام، ولا يستوجب الاستثناء من التعليمات وتجاوزها الا لظروف خاصة قد تتعلق بأهمية تجاوزها اثناء الحرب او الكوارث الطبيعية او الازمات الكبرى”.
يقول العلي انه “رصد العديد من الاستثناءات، فاستثنيت العقود الخاصة ببرنامج البطاقة التموينية، وعقود مشاريع تنمية الاقاليم بعشرات مليارات الدولارات، وعقود العديد من الوزارات، لتأتي أخيرا بمنح استثناءات خاصة بتنفيذ مشاريع تتعلق بإنشاء مطار الموصل”.
ويرى العلي أن “الاستثناء قد يؤدي الى اهدار للمال العام يقارب ٢٠٪ من حجم الانفاق المستثنى من التعليمات المذكورة”.
النائب السابق في البرلمان العراقي عن محافظة نينوى، والناشط المدني، والسياسي، جوزيف صليوا يتحدث لـ المونيتور عن ان “اكمال مطار نينوى مؤشر جيد وخدمة لمنطقة يسكنها اكثر من 3 ملايين نسمة، حيث اغلب الاهالي مجبرون على السفر عبر مطار اربيل الدولي”.
يعتقد صليوا إن “المطار سيكون نافذة ثقافية على العالم، من خلال انفتاح أهالي الموصل المتأثرين في نسبة كبيرة منهم بالأفكار المتطرفة الداعشية”.
ويركز صليوا على “أهمية المطار كنافذة حضارية تغذي روح التسامح عبر السفر والاختلاط بثقافات العالم” لان “الخطاب المتشدد والمتأصل هو السائد في الكثير من المنابر الموصلية الى درجة انه كانوا يقولون لا تشتروا بيوت المسيحيين فانها بالنهاية لنا ونمتلكها دون مقابل”.
وإذ يحذر صليوا من “اختراق الفاسدين والمبتزين للمشروع”، فان الكثير من مشاريع الاعمال في الموصل متعثرة، او فاشلة على رغم المبالغ المائية الطائلة التي رصدت لها، الأمر الذي يوجب دقة في الرقابة المالية وضمان سرعة وحسن التنفيذ.
المسلة – متابعة – وكالات
النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.
أخبار ذات علاقة
المحكمة الاتحادية تثبّت عدم جواز الترشح لأكثر من دورتين لرؤساء الاتحادات والنقابات
مليون عامل أجنبي: فرص العمل المحلية تحت الضغوط
أسود الرافدين يواجهون النشامى في سباق التأهل للمونديال!