بغداد/المسلة الحدث: يعد قرار المفوضية العليا المستقلة للانتخابات في العراق بشطب أحد المرشحين الفائزين بمقعد الكوتا في محافظة البصرة، واستبداله بمرشح آخر، خطوة مثيرة للجدل، ويثير تساؤلات حول دوافعها وفيما اذا كانت سياسية.
وجاء قرار المفوضية بعد أن تلقت ما يفيد بأن المرشح المستبعد مشمول باجراءات المسائلة والعدالة.
ولكن المثير في الأمر أن هناك كتابا رسميا من قبل، يؤكد أن المرشح غير مشمول باجراءات المسائلة.
وبناء على ذلك، فإن هناك احتمالين واردين حول دوافع قرار المفوضية، أن يكون القرار ناتجا عن خطأ إداري، حيث تلقت المفوضية كتابا خاطئا من وزارة العدل.
لكن مناصري، المرشح يرون دوافعا سياسية، حيث تم استبعاد المرشح لإضعاف قائمة محافظ البصرة التي ينتمي إليها.
وإذا كان الاحتمال الأول هو الصحيح، فإن ذلك يشير إلى ضعف التنسيق بين المفوضية العليا المستقلة للانتخابات وجهات المسائلة، وإلى ضرورة اتخاذ إجراءات لمعالجة هذه المشكلة.
أما إذا كان الاحتمال الثاني هو الصحيح، فإن ذلك يشير إلى وجود تدخل سياسي في العملية الانتخابية، وإلى ضرورة اتخاذ إجراءات لمنع تكرار هذه الظاهرة.
وبحسب المفوضية، فأن الاستبعاد جاء وفقا لكتاب هيئة المساءلة والعدالة والوارد في 26 كانون الأول 2023، بشمول المرشح فاهرام هايك ضمن مقعد الكوتا في محافظة البصرة، لشموله باجراءات المساءلة والعدالة.
وبينما حصل المرشح على 132 صوتا، سيتم استبداله بمرشح عن حركة بابليون ضمن مقعد الكوتا نائل غانم والذي يمتلك 43 صوتا فقط.
وتطرح تساؤلات عن كيفية مجيء كتاب متأخر بشمول المرشح بالمساءلة والعدالة في الوقت الذي كانت المفوضية العليا المستقلة للانتخابات قد استلمت كافة المعلومات والتقارير والاجابات الخاصة بالمرشحين من هيئة المساءلة والعدالة قبل المصادقة على المرشحين أساسا، مايعني ان المفوضية من المفترض انها استلمت إجابة المساءلة والعدالة بعدم شمول المرشح فاهرام بالإجراءات، وهو مادفع المفوضية للمصادقة عليه ودخوله في السباق الانتخابي وفوزه بالمقعد.
ومن جانبه، أصدر المرشح المستبعد فاهرام هايك، بيانا اكد فيه “تفاجئه” بالأمر، مشيرا الى ان إجابات المساءلة والعدالة والداخلية ووزارتي التربية والتعليم جميعها جاءت إيجابية الى المفوضية.
وقال هايك في بيان “إلى أبناء مدينتي البصرة الفيحاء بمختلف أطيافهم وشرائحهم وبالخصوص إلى جمهورنا وناخبينا ممن يسأل عن كتاب أستبعادنا من عضوية مجلس محافظة البصرة والصادر من المفوضية العليا المستقلة للإنتخابات نقول لكم بأننا تفاجئنا بهذا القرار كما تفاجأتم أنتم”.
وأضاف: “وحقيقة القرار مفاجأة لأننا حين قدمنا أوراق ترشيحنا للمفوضية العليا المستقلة للإنتخابات فقد تم أرسال ملفنا كبقية المرشحين إلى الجهات هيئة المسائلة والعدالة، وزارة الداخلية ( القيد الجنائي )، وزارتي التربية والتعليم”.
وتابع: “الحمد لله جاءت الردود إيجابية وتم المصادقة على ترشحينا وبدأنا القيام بحملتنا الإنتخابية معتمدين على تأريخنا المهني ومحبة البصريين لنا والحمد لله وفقنا الله وفزنا بثقة البصريين كعضو مجلس محافظة البصرة عن مقعد الكوتا المخصص للمكون المسيحي في محافظة البصرة”.
واستدرك: “لكن اليوم الثلاثاء الموافق ٢٦ / ١٢ / ٢٠٢٣ تفاجئنا كما تفاجأتم بصدور هذا القرار من مجلس المفوضين بأستبعادنا من عضوية مجلس محافظة البصرة بناءاً على كتاب وارد من هيئة المسائلة والعدالة”، مبينا: “ولإننا من دعاة الدولة المدنية الحديثة دولة المؤسسات والقانون ونحترم السلطة القضائية سوف نلجأ إلى الطرق القانونية للطعن بهذا القرار وفق السياقات الدستورية والقانونية وكلنا امل بالقضاء العراقي ومجلس المفوضين من أجل إعادة الحق إلى أصحابه”.
وبالمقابل، يقول المتحدث باسم المفوضية العليا المستقلة للانتخابات عماد جميل، إن “هيئة المساءلة والعدالة اصبح لديها مستجدات وأبلغت المفوضية بذلك والمفوضية ملزمة بالتنفيذ”، دون وجود معلومات إضافية عن المعلومات المستجدة وكيف استجدت.
المسلة – متابعة – وكالات
النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.
أخبار ذات علاقة
وكالة مهر الإيرانية: إلغاء جميع الرحلات الجوية في البلاد
رجل يحرق منزل زوجته في النهروان
العراق يوجه رسالة إلى بايدن والاتحاد الأوروبي