المسلة

المسلة الحدث كما حدث

على أبواب السطحية: كيف تحولت البرامج الحوارية إلى ساحة للمشاحنات؟

على أبواب السطحية: كيف تحولت البرامج الحوارية إلى ساحة للمشاحنات؟

16 فبراير، 2024

بغداد/المسلة الحدث: ظاهرة سطحية البرامج الحوارية السياسية، وتحولها لما يشبه المقاهي، تعكس تطوراً مؤلماً في مشهد الإعلام العراقي وممارسات السياسيين والمحللين.

يُعَدّ البرنامج الحواري السياسي في الواقع مساحة هامشية للنقاش، إذ يتحول منصة الحوار إلى مجرد ساحة لتبادل الانتقادات والمزايدات الشخصية، بدلًا من أن تكون فضاءً لمناقشة القضايا الهامة وتقديم الرؤى والحلول المبتكرة.

وقال مراقبون اعلاميون عن ان العديد من البرامج الحوارية السياسية في الإعلام العراقي تظهر بأسلوب استهلاكي، حيث يكون الهدف الرئيسي من وراءها جلب المشاهدين وزيادة نسب المشاهدة، دون الانتباه إلى جودة المحتوى أو إلى دورها الحقيقي في توعية الجمهور وتوجيهه نحو التفكير النقدي والمسؤول.

وبالرغم من وجود العديد من البرامج الحوارية التي تضمنت مواضيع هامة ونقاشات مثمرة، إلا أن الغالبية العظمى منها تعاني من سطحية المحتوى وتضييع الوقت في التشاحن الشخصي، دون أن تلقي الضوء على القضايا الحقيقية التي تهم المجتمع والبلاد.

وقال محلل سياسي، قرر عدم المشاركة في البرامج الحوارية، ان تحول البرامج الحوارية السياسية لما يشبه المقاهي يعكس نوعاً من التفاهة والانحدار في مستوى النقاش العام وفقدان الرؤية الوطنية والمسؤولية الإعلامية.

واضاف: أصبح البرنامج الحواري مجرد ساحة لتبادل الاتهامات والتشهير، بدلًا من أن يكون فضاءً لاستعراض الأفكار والمناقشات الهادفة.

و الحاجة ماسة لتغيير هذه الوضعية وتحويل البرامج الحوارية السياسية لتكون فعلاً منبرًا لتوجيه الرأي العام وتقديم النقد البناء والحوار المثمر. وذلك يتطلب جهدًا مشتركًا من جانب المعنيين بالإعلام والسياسة لتعزيز دور البرامج الحوارية في تشجيع ثقافة الحوار والتسامح وتقديم الرؤى الهادفة لتحقيق التنمية والاستقرار في المجتمع.

وقال المحلل السياسي ‏كفاح محمود، ان – غالبية البرامج الحوارية في الاعلام العراقي مجرد جلسات تحقيق يجريها محقق فاشل!
واضاف:  البرنامج الحواري ليس مسرحا او منبرا يستعرض فيه المقدم عضلاته المعلوماتية او ارائه السياسية.

 

 


المسلة – متابعة – وكالات

النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.