بغداد/المسلة الحدث: تُعدّ ظاهرة “الدكة العشائرية” من أبرز التحديات الأمنية في العراق، خاصةً في مناطقه الجنوبية. وتُعرف هذه الظاهرة بالقتال المسلح بين عشيرتين أو أكثر، ممّا يخلف خسائر بشرية ومادية جسيمة، ويعطل الحياة اليومية.
ويُعزى ازدياد ظاهرة “الدكة العشائرية” إلى غياب ثقافة الحوار والتسامح في حلّ الخلافات. ففي بعض الأحيان، يُفضّل البعض اللجوء إلى العنف بدلاً من الحوار لحلّ النزاعات.
وفي عام 2023، اندلع نزاع عشائري في محافظة صلاح الدين بين عشيرتين بسبب خلافٍ على ملكية مزرعة. وأدى النزاع إلى استخدام الأسلحة النارية، ممّا أدى إلى مقتل 4 أشخاص وإصابة 8 آخرين.
كما اندلع نزاع عشائري في محافظة كركوك بين عشيرتين في نفس العام، بسبب خلافٍ على مياه الري، أدى إلى استخدام الأسلحة النارية، ممّا أدى إلى مقتل شخصين وإصابة 5 آخرين.
وفي العام 2021، اندلع نزاع عشائري في محافظة البصرة بين عشيرتين بسبب خلافٍ على قطعة أرض. وأدى النزاع إلى استخدام الأسلحة النارية، ممّا أدى إلى مقتل 5 أشخاص وإصابة 10 آخرين.
وفي 2022، اندلع نزاع عشائري في محافظة ذي قار بين عشيرتين بسبب خلافٍ على مبلغ مالي أدى إلى استخدام الأسلحة النارية، ممّا أدى إلى مقتل 3 أشخاص وإصابة 7 آخرين.
ويُعدّ انتشار السلاح في العراق من أهمّ العوامل التي تُساهم في تفاقم ظاهرة “الدكة العشائرية”. فسهولة الحصول على الأسلحة تُشجّع على استخدامها في النزاعات العشائرية.
ويُؤدّي ضعف هيبة الدولة إلى غياب الأمن والقانون، ممّا يُشجّع على انتشار ظاهرة “الدكة العشائرية”. ففي بعض الأحيان، لا تُمارس الدولة سيطرتها على جميع المناطق، ممّا يُتيح الفرصة للعشائر لفرض سيطرتها الخاصة.
زيُعدّ التّعصّب العشائري من أهمّ العوامل التي تُساهم في تفاقم ظاهرة “الدكة العشائرية”. ففي بعض الأحيان، يُفضّل البعض الانتماء للعشيرة على الانتماء للوطن، ممّا يُؤدّي إلى نشوب صراعاتٍ بين العشائر.
ويُؤدّي غياب الوعي بخطورة ظاهرة “الدكة العشائرية” إلى تفاقمها. ففي بعض الأحيان، لا يُدرك البعض خطورة هذه الظاهرة على الأمن والسلم المجتمعي.
ويُعدّ الثأر من أهمّ الدوافع التي تُؤدّي إلى نشوب “الدكة العشائرية”. ففي بعض الأحيان، تُلجأ بعض العشائر إلى الثأر من عشيرةٍ أخرى بسبب مقتل أحد أفرادها.
كما تُعدّ النزاعات على الأرض من أهمّ الدوافع التي تُؤدّي إلى نشوب “الدكة العشائرية”. ففي بعض الأحيان، تُلجأ بعض العشائر إلى استخدام العنف لحلّ النزاعات على الأرض فضلا عن القضايا المتعلقة بالشرف من أهمّ الدوافع التي تُؤدّي إلى نشوب “الدكة العشائرية”. ففي بعض الأحيان، تُلجأ بعض العشائر إلى استخدام العنف لحماية شرفها، وفق الباحث الاجتماعي حسن الكلابي.
وبعد أن كانت “الدكة العشائرية” تعتبر في الماضي مقتصرة على القضايا الجدية والمسائل العرقية والقبلية، فقد تطورت هذه الظاهرة مؤخرًا لتشمل أمورًا تافهة وغير متوقعة في عيون الكثيرين. فبات من الشائع رؤية العشائر تتدخل فيما يعتبره البعض قضايا بسيطة مثل التعليقات على منشورات “فيسبوك” أو الإعجاب بها، حيث تعتبر بعض العشائر أو المجموعات القبلية هذا السلوك إساءة لها وتتخذ إجراءات بحق المعتدين.
وتتجلى هذه الظاهرة في الاعتداءات على المواطنين والإعلاميين والمسؤولين الحكوميين، حيث يُعتبر أي تصرف يُعتبر إساءة للعشيرة أو القبيلة تهديدًا لسلامتها ويستدعي رد فعل عنيف من قبل الدكات العشائرية.
على الرغم من الجهود التي بذلتها الحكومة العراقية، بما في ذلك إصدار قانون يجرم “الدكة العشائرية” كجريمة ترويع وتحديد العقوبات اللازمة لمواجهتها، إلا أن هذه الظاهرة لم تتراجع بالشكل المطلوب. يبدو أن هناك عدم كفاية في تطبيق القانون وفي التوعية بأخطار هذه السلوكيات على المجتمع والدولة.
في النهاية، يتطلب مكافحة ظاهرة “الدكة العشائرية” جهودًا مشتركة بين الحكومة والمجتمع المدني والمؤسسات الدولية لتعزيز الشفافية وتعزيز العدالة الاجتماعية والقانونية. إن عدم التصدي بفعالية لهذه الظاهرة يمكن أن يؤدي إلى تفاقم الأوضاع وتهديد استقرار البلاد في المستقبل.
المسلة – متابعة – وكالات
النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.
أخبار ذات علاقة
جنرال إيراني: المقاومة السورية ستنتعش خلال أقل من عام
العراق يسمح لإيران بتصدير البضائع إلى الكويت عبر أراضيه
إحباط عمليات إرهابية لاستهداف قيادات في الجيش الروسي