المسلة

المسلة الحدث كما حدث

الحوار مع نساء داعش.. ذبح الاخلاق لأجل وليمة الشهرة

الحوار مع نساء داعش.. ذبح الاخلاق لأجل وليمة الشهرة

17 فبراير، 2024

بغداد/المسلة الحدث:

بعض الأقلام تخترق الوقائع كالسيف يخترق الجليد، لكن هناك خطٌا يجب ألا نتجاوزه، حتى في زمن القتال ضد الإرهاب والظلم، إنّه الخط الذي يحمي كرامة الإنسان ويحترم حقوقه، ويتجنب الوقوع في الانحدار الأخلاقي الذي يصنع الأفعال اللاإنسانية باسم الحقيقة.

في زمنٍ تجتاح فيه البشاعة الإعلامية، تبقى الأخلاق هي الصخرة التي لا يستطيع الزمن الزلزالي أن يهزها. وإذا كان الهدف هو محاربة الإرهاب، فلن يكون ذلك بإذلال الضعفاء والأسرى، بل في الاستمرار في المعركة معه بنبل وشجاعة وان هناك حدودا إنسانية، يجب المحافظة، عليها.

ليس سبقا صحافيا أن قناة العربية، تجري تحقيقًا مع امرأة أسيرة، في موقف ضعف وانهيار، بطريقة تجريمية كما يفعل البوليسيون الأمنيون، وتعتبرها فريسةً تذبح في وليمة السبق الصحافي.
هذه المرأة مهما كانت، فهي خارجة من مستنقع الإرهاب، وتبدو عليها علامات المذلة والندم، وفي مثل هذا الموقف يجب أن نظل نؤمن بأن هناك قوة أعظم تستطيع تحويلها الى انسان من جديد، وهي قوة الأخلاق والإنسانية.

ان داعش الإرهابي الذي قهره رجال العراق، لا يحتاج لمثل هذه الحوارات المقززة التي لا تسفر سوى عن نتائج ضئيلة وخالية من الفائدة، سواء من الناحية الأمنية أو الاجتماعية أو العسكرية، سيما وان الأسئلة الشخصية المبتذلة، تثير الاستياء حتى في نفوس الرجال، فكيف بالنساء؟.

في مواجهة هذا الارتزاق المروع، يظهر أمامنا مشهد لامرأة، مهما كانت منزلتها في داعش، فانها تخشى حتى النظر الى الكاميرا، لكنها تُخضع لأسئلة شخصية مُهينة، تمتد حتى تفاصيل حياتها الشخصية الأكثر حساسية.

إنها ليست سوى محاولة صحفية فاسدة، تتحدى بشكل كبير، الأخلاق والمبادئ الصحافية السامية، إذ تسعى فقط لاستحداث الفضيحة وتحقيق الشهرة بأثمنة باهظة.

 

 

 


المسلة – متابعة – وكالات

النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.

About Post Author