المسلة

المسلة الحدث كما حدث

صراع منصب محافظ كركوك: طموحات الكرد ورفض التركمان والعرب

صراع منصب محافظ كركوك: طموحات الكرد ورفض التركمان والعرب

18 فبراير، 2024

بغداد/المسلة الحدث:  تتمحور الخلافات السياسية في ديالى وكركوك حول منصب المحافظ، المسؤول التنفيذي الأول، بالدرجة الأساس، وبدرجة أقل حول منصب رئيس مجلس المحافظة المحددة مهمته بالمراقبة والإشراف على منصب المحافظ.

وتعتبر مدينة كركوك مدينة عراقية متعددة القوميات، حيث يسكنها العرب والكرد والتركمان، إضافة إلى أقليات أخرى. وتشهد المدينة صراعًا سياسيًا عميقًا بين هذه القوميات، خاصة على منصب المحافظ. ويزداد هذا الصراع تعقيدًا بسبب وجود صراعات داخلية بين الأحزاب من نفس القومية أو المنطقة أو المذهب.

و تمتلك كركوك احتياطات نفطية كبيرة، مما يجعلها هدفًا للتنافس بين مختلف القوميات، ولكل قومية تاريخها وتراثها الخاص في كركوك، مما يخلق شعورًا بالملكية والحق في المدينة، وتسعى الأحزاب السياسية إلى استخدام الصراع القومي لتحقيق مكاسب سياسية، كما تلعب بعض الدول الإقليمية دورًا في تأجيج الصراع في كركوك.

ورغم مرور 28 يوماً على مصادقة القضاء لنتائج الانتخابات المحلية التي جرت منتصف ديسمبر (كانون الأول) الماضي، ما زال الفشل في عقد الجلسة الأولى للمجلس حاضراً، وهو أمر يتقاطع مع قانون مجالس المحافظات الذي يحتم عقد الجلسة الأولى بعد 15 يوماً فقط من تاريخ المصادقة، لكن مصدراً موثوقاً به في محافظة كركوك، رأى تجاوز المدد القانونية صار عرفاً شائعاً، سواء في البرلمان الاتحادي، أو في المجالس المحلية.

ويتركز الصراع بشكل رئيسي بين العرب والكرد والتركمان على منصب المحافظ، حيث يسعى كل طرف إلى فرض سيطرته على المدينة.

ويصر العرب على بقاء المنصب في أيديهم، وبينما يتمسك كل طرف بمطالبه، تأتي نتائج الانتخابات المتقاربة لتزيد الأمور تعقيداً، وتفتح الطريق أمام مزيد من التناحر والتأخير في حسم الصراع حول المناصب، طبقاً لمصدر عربي مقرب من أجواء المفاوضات.

يسعى الاتحاد الوطني الكردستاني، أحد أكبر الأحزاب الكردية في العراق، إلى طمأنة الأطراف الأخرى، خاصة التركمان والعرب، لضمان حصول المكون الكردي على منصب المحافظ. ويرى الكرد أنهم يستحقون المنصب لعدة أسباب منها نتائج الانتخابات، اذ حصل الكرد على أكبر عدد من المقاعد في مجلس محافظة كركوك في الانتخابات المحلية لعام 2021.

و يرى الكرد أن كركوك مدينة كردية تاريخيًا، ويجب أن يحكمها محافظ كردي.

وترفض الأطراف الأخرى، خاصة التركمان والعرب، ذهاب منصب المحافظ إلى الحزب الديمقراطي الكردستاني. ويرى التركمان والعرب أن انه لم تكن تجربة حكم الحزب الديمقراطي الكردستاني لكركوك إيجابية، حيث اتّهم بتهميش المكونات الأخرى.

و يطالب التركمان والعرب بتقسيم كركوك إداريًا، بحيث يحصل كلّ مكون على حكم ذاتي في منطقته.

ويعتبر صراع منصب محافظ كركوك من أهم التحديات التي تواجه العراق. ويجب على جميع الأطراف العمل على حل هذا الصراع بشكل سلمي من أجل تحقيق الاستقرار والوحدة في العراق.

في خضم ذلك هناك صراعات بين الأحزاب الكردية، وكذلك بين الأحزاب العربية، حول كيفية إدارة كركوك.
ويتجلى صراع طائفي بين السنة والشيعة في كركوك، وإن كان بدرجة أقل من الصراع القومي.استمرار الصراع:

ومن المتوقع أن يستمر الصراع على منصب المحافظ لفترة طويلة، في ظل عدم وجود توافق بين القوى السياسية في كركوك.

 


المسلة – متابعة – وكالات

النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لا يعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.

About Post Author