المسلة

المسلة الحدث كما حدث

‏الاسمدة الكيميائية السم القاتل غير المرئي

‏الاسمدة الكيميائية السم القاتل غير المرئي

25 مارس، 2024

بغداد/المسلة الحدث:

منار العبيدي

يشهد العراق نموا ملحوظا في القطاع الزراعي وتحديدا في زراعة الحنطة من خلال ارتفاع الاراضي المزرعة باستخدام تقنيات الري الحديث حتى وصل عدد المنظومات المحورية التي تم تنصيبها في 2023 الى اكثر من 4000 منظومة تقوم بارواء اكثر من 400 الف دونم ومن المتوقع ان يبلغ حجم المنظومات المحورية المنصبة في 2024 اكثر من 6000 منظومة.

الا ان هنالك خطرا كبيرا غير مرئي يتربص بصحة البشر الا وهو سوء استخدام الاسمدة والمبيدات الكيميائية..

سابقا كانت عملية رش الاسمدة والمبيدات تتم باشراف من قبل وزارة الزراعة ومن مديريات الزراعة في مختلف المحافظات ومع انحسار دور التوعية والارشاد والاشراف على عملية استخدام هذه الاسمدة فأن الكثير من المزارعين عمدوا الى الاسراف في استخدام الاسمدة الكيميائية وتحديدا سماد اليوريا اعتقادا ان زيادة كميات استخدام هذه الاسمدة سيؤدي الى زيادة الانتاج بشكل كبير..

اثبتت الدراسات ان استخدام الاسمدة الكيميائية التي تحتوي على مواد نيتروجينية قد تؤدي الى زيادة الاصابة بالامراض السرطانية كذلك يؤدي الافراط في استخدامها الى رفع نسبة التلوث في التربة و المياه.

ان هذا الخطر المحدق يتطلب متابعة كبيرة من وزارة الزراعة واعادة تفعيل دور مديرية الارشاد الزراعي ومديريات الزراعة في المحافظات والعمل على التوعية باستخدام الاسمدة العضوية عوضا عن الاسمدة الكيميائية والمبيدات.

ان هذا الخطر يتطلب تظافر جهود جميع الاطراف بدأ من توعية المزارعين بخطورة الافراط باستخدام هذه المواد وتحديد الكميات المستخدمة وضرورة قياس مستويات المواد الكيمائية المتواجدة في الحنطة المسلمة
وضرورة التشجيع على استخدام الاسمدة العضوية بدلا عن الكيميائية والعمل على وضع استراتيجية لزيادة الزراعة العضوية لتقليل تأثير هذه السموم المخفية والعمل على تثقيف المجتمع بضرورة البحث عن المنتجات العضوية بدلا عن المنتجات المشبعة بالمواد الكيميائية.

الزراعة مهمة لتحقيق الامن الغذائي ولكن يجب ان تكون زراعة صحية تراعي صحة البشر والحصول على منتجات بنوعية صحية اهم من الكمية التي قد تكون سببا في قتل ابناء هذا الوطن بشكل خفي.


المسلة – متابعة – وكالات

النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.