بغداد/المسلة الحدث:
عباس عبود
من مهازل العقل ان تضيع الغاية وتتضخم الوسيلة والنتيجة (نضيع المشيتين)..
كنا في الثمانينات شباب صغار في الجامعات عندما يحل شهر رمضان المبارك نكتشف تغييرات واضحة على وجوه زميلاتنا السافرات اللواتي تتغير اشكالهن ويتحجبن ويتوقفن عن استخدام المكياج احتراما للشهر الفضيل.
واليوم نستسلم لنفوذ صاحبات البشوت او البشتات وهن يتكاثرن كتكاثر البرامسيوم ويتمدد نفوذهن لياكل من جرف هذا الشهر الذي اختصه الله بالعبادة وتم تحويله إلى موسم للاستعراض والمجاملات الفاهية في الولائم والعزائم التي لايذكر بها الله..
صاحبات البشوت الملونة والمطرزة ينتظرن رمضان بفارغ الصبر من اجل جلسات سمر ومجاملة وسهر ووناسة ويخرجن من صالونات التجميل إلى هذه الجلسات التي أقيمت كي يتم تصويرها والتباهي بعرضها
فبعد كل مجلس يخرجن علينا بصور ومقاطع تنتشر في أنحاء الفيس بوك والتيك توك والإنستغرام لكسب قلوب معجبة وعيون فارغة في الشهر الَّذِي أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَىٰ وَالْفُرْقَانِ ۚ..
فهل من قيم المدنية التجاوز على شهر أراده الله للعبادة والمناجاة والصلاة والدعاء وطلب الرحمة والمغفرة وحب الصدقة والإحسان والإحساس بمعاناة الفقراء والمحتاجين ..
ولا استغرب من تسابق هذا النوع من النسوة وتهافتهن امام هذا النوع من الموائد ! وتحت هذا النوع من الاضوية …
لكني استغرب صمت عقلاء القوم الذين يعرفون الخيط الأبيض من الأسود !
ويميزون الوسيلة عن الغاية ..
ويحفظون كتاب الله وتفسيره على ظهر قلب
لكنهم اختاروا حبس النصيحة وانتهاج خط المصالحة مصالحة المعروف مع المنكر في بلد كتب في مقدمة دستوره انه موطن الرسل والأنبياء ومثوى الائمة الأطهار
واقترح عليهم اما تغيير ديباجة الدستور او السعي إلى تطبيقه وتشريع قانون يحفظ لرمضان حرمته ..
المسلة – متابعة – وكالات
النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.
أخبار ذات علاقة
زعماء الوسطية.. هل قادرون على توجيه السكة على مفترق طرق إقليمي؟
اشنطن “ترفض بشكل قاطع” مذكرتي التوقيف بحق نتانياهو وغالانت
القسام: أجهزنا على 15 جنديا إسرائيليا من المسافة صفر