بغداد/المسلة الحدث:
سليم الحسني
سرقوا كل شيء.. ولم يبق سوى الذكريات الموجعة التي صنعها نظام صدام في العراق.
ذكريات مرسومة بالحزن والمآسي والجراح في قلوب المفجوعين من عوائل الشهداء، وعلى أجساد السجناء الذين كوتهم آلة التعذيب البعثية.
لم تبق إلا تلك الآثار، أما ما سواها فقد تناهبته أيدي المسؤولين، لكنهم تنبهوا اليها الآن، فكان قرار مجلس الوزراء بإزالتها وتحويلها الى منتزهات.
أمر لم يحدث في العالم مثله. فسجون القمع وشواهد التعذيب تتحول الى متاحف وطنية، لأنها جزء من ذاكرة الشعب، وهي الوثيقة الأكثر صدقاً ودقة على ما جرى.
لا يلجأ الى قرار إزالة مواقع القمع والتعذيب والقتل إلا الذين كانوا جزءاً من نظام الموت، فهم يلجأون الى إزالتها لمحوها من الذاكرة وشطبها من التاريخ، وفي نفس الوقت يريدون أن تندثر شهادات السجناء الى الأبد.
قرار مؤلم، يهين التاريخ ويُشعل جمرة الحزن في صدور عوائل الشهداء، ويفتح الجراح في أجساد السجناء.
عندما تنفذ الحكومة قرارها هذا، نكون قد دخلنا مرحلة التشويه المعلن للهوية والتاريخ. وعندما يسكت المحزون والسجين وهو يرى جرحه وحزنه صار متنزهاً، نكون قد دخلنا مرحلة المسوخ. لا ننتظر من الإطار التنسيقي موقفاً مشرفاً أو شبه مشرّف في هذه القضية، لقد نسي القضايا وما عاد يكترث.
١٥ مايس ٢٠٢٤
المسلة – متابعة – وكالات
النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.
أخبار ذات علاقة
زعماء الوسطية.. هل قادرون على توجيه السكة على مفترق طرق إقليمي؟
اشنطن “ترفض بشكل قاطع” مذكرتي التوقيف بحق نتانياهو وغالانت
القسام: أجهزنا على 15 جنديا إسرائيليا من المسافة صفر