المسلة

المسلة الحدث كما حدث

الأمية السياسية وضبابية الرؤية

الأمية السياسية وضبابية الرؤية

28 مايو، 2024

بغداد/المسلة الحدث:

الامية السياسية وضبابية الرؤية: تحديات تواجه صناع القرار

زهراء موسى جابر

عند الحديث عن الامية السياسية وضبابية الرؤية عند صناع القرار فأننا في هذه الحالة سوف ندخل في ميادين ذات أهمية بالغة، لصحوة المجتمعات وتطورها؛ ففي عالم يتسم بالتغيرات السياسية والاقتصادية السريعة, و التحديات المعقدة يجد صناع القرار انفسهم قبالة معضلة تتمثل في فهم شواغل تلك الأمور, وتحديد الأهداف بوضوح؛ فالسياسة ليست محصورة في مجال محدد يتعلق بالقرارات الحكومية والانتخابات, وانما تمثل نسيج لحياة الشعوب والمجتمعات، وعدم فهمها وتقديم رؤية واضحة لها يمكن ان يكون له تحديات كارثية وجوهرية تعيق التنمية السياسية والاقتصادية, لكونها تتعارض مع فهم العملية السياسية, ورسم الخطوط المستقبلية, مما يؤثر سلباً على الديمقراطية والاستقرار السياسي, وبالتالي يجعل عملية اتخاذ القرارات اكثر تعقيداً. إذ يشير مصطلح الامية السياسية الى افتقار صناع القرار للفهم الدقيق للعملية السياسية، وعدم القدرة على استيعاب الديناميات والتفاصيل المعقدة للسياسة، مما يعمل على اتخاذ قرارات قد تكون غير مبنية على معرفة عميقة بالقضايا؛ فعند اتخاذ قرارات سياسية مصيرية دونما الفهم الكامل لتأثيراتها على المواطنين سوف ينعكس ذلك في سياسات قد تكون جائرة او غير فعالة للقصور في فهم الوضع العام. ومن جانبها تعكس ضبابية الرؤية عدم وضوح الأهداف والتوجهات المستقبلية، فعدم وجود رؤية استراتيجية واضحة للمستقبل يمكن ان تعمل على تشتت الجهود وفقدان التوجه، مما يجعل القرارات عرضه للفشل والانتقاد؛ فعندما يتخذ القادة سياسات عشوائية وقصيرة المدى دونما تحليل للأثار على المدى البعيد يمكن ان تعمل على استمرار دورة الفشل والتعقيد. ومن بين الأسباب التي يمكن اجمالها لهذه الظاهرة عند صناع القرار؛ هي:

1. التأثر بالضغوط السياسية والمصالح الشخصية: في احياناً كثيرة قد يتأثر صانع القرار اما بضغوط سياسية من جهات مختلفة كأن تكون داخلية او خارجية، او نتيجة لغلبة المصالح الشخصية على المصلحة العامة، وهذا بدوره سوف يؤثر على قدرته على اتخاذ القرارات بشكل مستقل وواعٍ، فضلاً عن عدم رؤية الأمور بوضوح وتحديد أفضل السياسات.

2. القصور في الرؤية الاستراتيجية والطموح: قد يكون هناك نقص في الرؤية الطويلة الأمد، والاستراتيجية لدى بعض صناع القرار، مما يعمل على اصدار تقييمات سطحية واتخاذ قرارات تكتيكية دون النظر إلى الآثار البعيدة المدى.

3. التعقيد في الأوضاع السياسية والاجتماعية: قد تكون الأوضاع السياسية والاجتماعية في بلد ما معقدة للغاية، مما يصعب فهمها وتحليلها بشكل صحيح على صانع القرار؛ وبالتالي هذا يمكن أن يؤدي الى التخبط في اتخاذ القرارات.

4. عدم الالمام بالتكنولوجيا والمعلومات: في عصرنا الراهن تلعب التكنولوجيا والمعلومات دوراً مهماً في صنع القرار السياسي، فعدم الالمام بأحدث التطورات التكنولوجية وقدرتها على تحليل البيانات وتوجيه السياسات من قبل صناع القرار، سيجدون أنفسهم في حيرة بالغة أمام القرارات الكبيرة.

5. انعدام الثقة في الحكومة والمؤسسات السياسية: عند انعدام الثقة في الحكومة والمؤسسات السياسية من قبل المواطنين، سيعمل ذلك على تقليل القدرة على فهم السياسات والتحليل السليم للمشكلات، مما يزيد من الضبابية والارتباك.

للتغلب على تحديات الأمية السياسية وضبابية الرؤية، يجب على القادة الاستثمار في تطوير مهاراتهم السياسية والتحليلية، فضلاً عن تعزيز التواصل مع المختصين والمجتمع المدني لفهم أعمق للقضايا والاحتياجات؛ علاوة على ذلك، ينبغي عليهم وضع رؤية استراتيجية مستدامة للمستقبل، تعتمد على معرفة دقيقة بالتحديات والفرص المتاحة، كما ينبغي عليهم تبني سياسات شفافة وقائمة على الأدلة لتحقيق النمو والاستقرار.


المسلة – متابعة – وكالات

النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.

About Post Author