بغداد/المسلة الحدث: تشير تقارير إلى أن السعودية تبدو بصدد التسليم بدور الشيعة ومكانتهم في حكم العراق حالياً، والتعامل مع ذلك كأمر واقع والعمل في ضوئه على ترسيخ الهدوء والاستقرار في المنطقة بالتعاون مع بلدانها.
تستفيد السعودية من هذا التوجه في تهدئة الصراعات الإقليمية والتوترات الطائفية، سواء داخل المملكة أو في اليمن ومع إيران. وتجسدت هذه السياسة في زيارات قام بها السفير السعودي عبدالعزيز الشمري إلى أماكن عراقية ذات قداسة خاصة لدى الشيعة، بالإضافة إلى اتصالاته مع مراجع دينية ذات مكانة كبيرة لدى المكون الشيعي العراقي.
شملت زيارات السفير السعودي العتبة الحسينية في كربلاء والعتبة العلوية في النجف، حيث مرقد الإمام علي بن أبي طالب، الشخصية التاريخية الأكثر قداسة لدى الشيعة. ولتعزيز حسن النوايا تجاه شيعة العراق، سمحت السعودية بتسيير رحلات جوية تجارية من الدمام، حيث تتركز الأقلية الشيعية بشرق المملكة، إلى النجف التي تستقطب سنوياً الملايين من الحجاج الشيعة القادمين من المنطقة وخارجها.
تحتضن النجف، حيث التقى السفير السعودي باثنين من كبار مراجع الشيعة، واحدة من أهم الحوزات العلمية التي تمثّل مدارس للعلوم الدينية الجعفرية. وعلق حسن المصطفى، المحلل السياسي السعودي المتخصص في الشؤون الشيعية، على تحركات الشمري وتصريحاته، قائلاً إنها تمثل “تعبيراً عن جدية الرياض في بناء علاقات حسنة مع بغداد، والانفتاح على مختلف مكونات الشعب العراقي”. وأضاف المصطفى أن “السعودية لا تقف عند حدود مذهبية بل يهمها المصلحة العامة للشعبين السعودي والعراقي” في تصريحاته لموقع قناة الحرة الأميركية على شبكة الإنترنت.
وتسعى السعودية في الآونة الأخيرة إلى إعادة تشكيل سياستها الخارجية تجاه العراق، مع التركيز على التعامل مع المكون الشيعي باعتباره جزءاً أساسياً من البنية السياسية والاجتماعية العراقية.
وهذا التحول في السياسة السعودية يعكس رغبة في تحقيق الاستقرار الإقليمي من خلال تقليل التوترات الطائفية والعمل على بناء جسور مع مختلف الأطراف العراقية.
وتمثل التحركات الدبلوماسية الأخيرة جزءاً من استراتيجية أوسع تهدف إلى تهدئة الأوضاع في المنطقة، بما في ذلك الصراعات مع إيران والتوترات الداخلية في اليمن.
وتعزيز العلاقات مع الشيعة العراقيين يمكن أن يساعد في تحسين الوضع الداخلي للسعودية من خلال تقليل التوترات الطائفية، خاصة في المناطق الشرقية حيث تتركز الأقلية الشيعية.
زيارة السفير السعودي عبدالعزيز الشمري إلى الأماكن المقدسة لدى الشيعة في العراق والتواصل مع مراجعهم الدينية تعكس سياسة “اليد الممدودة”، والتي تهدف إلى بناء علاقات مبنية على الاحترام المتبادل والتعاون. كما أن السماح برحلات جوية مباشرة من الدمام إلى النجف هو خطوة إضافية تؤكد هذا النهج.
المسلة – متابعة – وكالات
النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.
أخبار ذات علاقة
سوريا تواجه اختبارًا وجوديًا.. شعارات طائفية وانتقام متبادل
الجامعة العربية تدعم سوريا ضد إيران رغم المواقف المتحفظة لبعض الدول
اعلامي مصري لـ “الجولاني”: قتلت الابرياء في العراق بسبب خلافات قبل 1400 سنة!