بغداد/المسلة الحدث: في خطوة مثيرة للجدل، أعلن الشخصية العشائرية رعد السليمان عن انعقاد المؤتمر العام في محافظة الأنبار في شهر سبتمبر المقبل لمناقشة قضية الإقليم السني. هذه الخطوة تأتي في سياق سياسي حساس، حيث لم يتم طرح أي حديث سياسي رسمي عن الإقليم، لكن هناك مؤشرات قوية على أن الساسة السنة يقرون ضمناً بترحيب معظم السكان السنّة بفكرة الإقليم.
تعود فكرة إنشاء الأقاليم في العراق إلى المادة 119 من دستور البلاد الدائم، والتي تمنح الحق لكل محافظة أو أكثر في إنشاء إقليمها الخاص من خلال استفتاء ينفذ بطريقتين: طلب من ثلث الأعضاء في كل مجلس من مجالس المحافظات التي تروم تكوين الإقليم، أو طلب من عُشر الناخبين في كل محافظة من المحافظات التي تروم تكوين الإقليم. ورغم أن الدعوات لإقامة أقاليم سنية ليست جديدة، فإنها تكتسب زخماً جديداً في ظل التحركات السياسية والاجتماعية الأخيرة.
حديات وتحفظات
هناك العديد من التحديات التي تواجه تحقيق فكرة الإقليم السني. أبرز هذه التحديات هو ضرورة موافقة الشريك الشيعي الذي يهيمن على معظم مفاصل القوة والنفوذ في البلاد. كما يجب إقناع دول إقليمية بمشروع الإقليم، والمتوقع أن إيران لن توافق عليه.
محافظ نينوى الأسبق، أثيل النجيفي، حذر من إثارة موضوع الإقليم السني في محافظة الأنبار، مشيراً إلى أن هناك تحرك إعلامي متسرع يقوده شيوخ عشائر في الأنبار. من جهته، رد رئيس حزب تقدم، محمد الحلبوسي، على تصريحات رعد السليمان بخصوص الإقليم السني قائلاً: “لا تسمحوا بجعل مناطقكم وقود نار.”
و في العام 2017، برّر المتحدث باسم عشائر نينوى العربية، مزاحم الحويت، الدعوة إلى تأسيس الإقليم السني، مشيراً إلى معاناة العرب السنة من القتل والتهجير وأن الحكومة لم تقدم لهم شيئاً. كما دعا رجل الأعمال العراقي خميس الخنجر في العام 2016 إلى إقامة منطقة حكم ذاتي للسنة.
وفي العام 2014، اعتبر أعضاء في مجلس محافظة الموصل أن قطر والسعودية ستباركان إعلان الموصل إقليماً عندما يحين وقت إنشائه. هذه التصريحات تدل على وجود دعم إقليمي لفكرة الإقليم السني، مما يزيد من تعقيد المشهد السياسي.
ويبدو أن الدعوات لإقامة إقليم سني في العراق تأتي كرد فعل على التهميش الذي يشعر به السنة في العراق، خصوصاً بعد النجاحات التي حققتها الأقاليم الأخرى مثل إقليم كردستان. ومع ذلك، فإن تحقيق هذه الفكرة يتطلب موافقة قوى داخلية وإقليمية، بالإضافة إلى التغلب على العديد من التحديات السياسية والاقتصادية.
من ناحية أخرى، يتعين على القادة السنة توخي الحذر في طرح هذه الدعوات، حيث أن التحركات المتسرعة قد تؤدي إلى تصعيد التوترات الطائفية والسياسية في البلاد. يجب أن يتم التعامل مع قضية الأقاليم بحذر وبأسلوب شامل يضمن تحقيق العدالة والمساواة لجميع المكونات العراقية.
المسلة – متابعة – وكالات
النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.
أخبار ذات علاقة
من نظام الأسد إلى علم الاستقلال.. الإعلام السوري يغيّر جلده في ليلة وضحاها
العرب بين حداثة الزيف وأزمة الوعي
الازدواجية بين الأسد وصدام