بغداد/المسلة: أصبحت التهدئة الأمنية في العراق أمام اختبار حقيقي، بعد أن أكد متحدث باسم وزارة الدفاع الأمريكية وقوع هجوم على المنطقة القريبة من قاعدة عين الأسد الجوية.
وهذا الهجوم يهدد استقرار الأوضاع في البلاد ويعيد فتح ملف التصعيد الأمني الذي تسعى القوى السياسية المعتدلة إلى تجنبه بأي ثمن.
وفي الوقت الذي تعمل فيه القوى السياسية المعتدلة في العراق على الحفاظ على الهدنة، باعتبار أن التصعيد الأمني يسبب خسائر اقتصادية وفوضى سياسية، يبقى الوضع معقداً بسبب تعارض المصالح بين الأطراف المختلفة.
رئيس الوزراء العراقي، محمد شياع السوداني، يسعى جاهداً لاستمرار الهدنة وتجنب التصعيد، معتبراً أن الحفاظ على الاستقرار الأمني هو السبيل الوحيد لتحقيق التنمية الاقتصادية والسياسية في البلاد.
ومع ذلك، لا تزال الفصائل المناوئة للوجود الأمريكي تترقب المشهد بحذر، معارضةً لإطالة أمد الهدنة.
وهذه الفصائل ترى في استمرار الوجود الأمريكي تهديداً للسيادة الوطنية، وتضغط من أجل إنهاء الهدنة واستئناف العمليات ضد القواعد الأمريكية.
في هذا السياق المعقد، هناك جهات تنتظر الفرصة لاستغلال أي تصعيد، بما في ذلك إسرائيل، التي قد تتخذ من الهجمات المتكررة ذريعة لضرب أهداف استراتيجية في العراق. الصحافي الإسرائيلي الذي أشار إلى احتمال قصف موانئ البصرة إذا انطلقت صواريخ عراقية على إسرائيل، يعكس تصاعد التوترات الإقليمية وانعكاساتها على الوضع الداخلي في العراق.
إيران تلعب دوراً كبيراً في رسم معالم الهدنة من خلال علاقاتها الوثيقة مع الفصائل العراقية المسلحة حيث القرار الإيراني بدعم الهدنة أو السماح بالتصعيد يؤثر بشكل مباشر على الاستقرار في العراق.
والعلاقات المتشابكة بين طهران والفصائل المسلحة تجعل من الصعب التنبؤ بالخطوات القادمة، إلا أن إيران تدرك أن تصعيداً غير محسوب قد يجر المنطقة إلى مواجهة أوسع.
إن الوضع الأمني في العراق يبقى هشاً، والهدنة القائمة تعتمد على توازن دقيق بين المصالح المحلية والإقليمية والدولية.
والقوى السياسية المعتدلة تواجه تحدياً كبيراً في الحفاظ على هذا التوازن، في ظل التهديدات المستمرة من الفصائل المناوئة والتدخلات الخارجية. استمرار الهدنة يتطلب جهوداً دبلوماسية مكثفة وتفاهماً عميقاً بين مختلف الأطراف لضمان استقرار البلاد ومنع انزلاقها إلى دائرة جديدة من العنف والفوضى.
المسلة – متابعة – وكالات
النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.
أخبار ذات علاقة
من نظام الأسد إلى علم الاستقلال.. الإعلام السوري يغيّر جلده في ليلة وضحاها
العرب بين حداثة الزيف وأزمة الوعي
الازدواجية بين الأسد وصدام