بغداد/المسلة:
تعد خطوة إعادة افتتاح الأسواق المركزية في بغداد خطوة بالغة الأهمية لتحقيق استقرار الأسعار في السوق المحلية، ودعم الشرائح الفقيرة من المجتمع. يسعى هذا المشروع إلى إعادة دور الدولة في السيطرة على الاقتصاد المحلي، وهو أمر حيوي للعراق في ظل التحديات الاقتصادية الراهنة.
ومع اقتراب افتتاح ثلاثة أسواق مركزية في بغداد، يبدو أن الحكومة تسير بخطى ثابتة نحو تحقيق أهدافها الاقتصادية والاجتماعية.
و منذ إعلان وزارة التجارة عن قرب افتتاح هذه الأسواق، شهدت الساحة الاقتصادية العراقية تفاعلات متعددة.
يرى المحللون أن هذه الخطوة من شأنها أن تعزز قدرة الحكومة على التحكم في الأسعار، وتمنع التضخم الذي يهدد استقرار السوق.
ومن خلال توفير السلع بأسعار مدعومة، يمكن لهذه الأسواق أن تقدم حلولًا عملية للفئات الأكثر احتياجًا، وتخفف من عبء تكاليف المعيشة. ذلك لأن هذه الأسواق ستستورد بضائعها وفقًا لسعر الصرف الرسمي، مما يضمن وصول المنتجات إلى المواطنين بأسعار معقولة.
هذا التحرك يكتسب أهمية إضافية في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة التي يمر بها العراق. فإلى جانب دورها في تخفيف الضغط الاقتصادي على المواطنين، ستساهم الأسواق المركزية أيضًا في توفير فرص عمل لآلاف الشباب العاطلين عن العمل.
ووفقًا لما أعلنته وزارة التجارة، ستوفر كل سوق مركزي ما لا يقل عن 5000 فرصة عمل، مما يعكس تأثيرًا مباشرًا على تحسين الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية في البلاد.
لكن رغم التفاؤل الكبير الذي صاحب إعلان إعادة افتتاح الأسواق المركزية، تبرز مخاوف حقيقية من إمكانية استغلال المشروع من قبل جهات متنفذة. فتجربة العراق مع الفساد الإداري ليست بجديدة، وهناك خشية من أن تتحول هذه الأسواق إلى بؤر فساد جديدة، تستغلها أطراف معينة لتحقيق مكاسب شخصية على حساب مصلحة المواطنين. لذلك، يظل التحدي الأكبر للحكومة هو ضمان شفافية العملية وضبط الرقابة لمنع أي تجاوزات قد تؤدي إلى انحراف المشروع عن مساره الصحيح.
تأسيس الأسواق المركزية في العراق عام 1981 تحت مسمى “الأورزدي باك” كان يهدف في الأصل إلى توفير منتجات متنوعة من مختلف أنحاء العالم بأسعار مناسبة. واليوم، يُعاد إحياء هذا المشروع في إطار جهود أكبر لتحسين الاقتصاد المحلي. لذا، فإن نجاح هذا المشروع سيعتمد بشكل كبير على قدرة الدولة في إدارة هذه الأسواق بشكل فعّال ومنع أي محاولات لاستغلالها من قبل المتنفذين.
في النهاية، يُنظر إلى إعادة افتتاح الأسواق المركزية كخطوة صحيحة وضرورية، يتوجب على الحكومة تنفيذها بحذر لضمان تحقيق الأهداف المرجوة منها. تحقيق التوازن بين تقديم الدعم للفئات المحتاجة وضبط الفساد سيكون العامل الحاسم في نجاح هذا المشروع على المدى الطويل.
المسلة – متابعة – وكالات
النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.
أخبار ذات علاقة
زعماء الوسطية.. هل قادرون على توجيه السكة على مفترق طرق إقليمي؟
اشنطن “ترفض بشكل قاطع” مذكرتي التوقيف بحق نتانياهو وغالانت
القسام: أجهزنا على 15 جنديا إسرائيليا من المسافة صفر