بغداد/المسلة: في ظل التوتر المتصاعد في المنطقة، يعمل العراق بشكل دؤوب على منع الحرب في غزة ولبنان من التوسع، مع الحفاظ على موقفه الإنساني الداعم للأشقاء الفلسطينيين واللبنانيين. الدعوات التي أطلقها زعماء و سياسيون وإعلاميون ومؤثرون على مواقع التواصل الاجتماعي في العراق أكدت ضرورة تجنيب البلاد الانجرار إلى حرب مفتوحة، فيما دعا آخرون للاستمرار في تقديم الدعم والمساعدات للأشقاء.
عمار الحكيم ودعوات لوقف التصعيد
رئيس تحالف قوى الدولة الوطنية، عمار الحكيم، كان له دور بارز في هذا السياق، حيث ناقش مع السفير الإيراني لدى العراق، محمد كاظم آل صادق، تطورات الوضع السياسي في المنطقة، ولا سيما التصعيد الخطير في غزة ولبنان. الحكيم أكد على أهمية تضافر جهود الجميع لوقف الحرب التي يسعى الكيان الإسرائيلي إلى توسيع نطاقها، مشدداً على أهمية تكثيف الجهود الإنسانية، ودعم النازحين عبر مسارات رسمية وغير رسمية.
الحكيم دعا أيضًا إلى التحرك لعقد اجتماعات لمنظمة التعاون الإسلامي وجامعة الدول العربية، بالإضافة إلى المنظمات الدولية، للضغط باتجاه إيقاف الحرب وتطبيق القوانين الدولية ومخرجات الشرعية على الكيان الإسرائيلي. كما أثنى على جهود الحكومة العراقية والعتبات المقدسة والمؤسسات السياسية والاجتماعية التي استجابت لنداء المرجعية الدينية العليا في تقديم الدعم الإغاثي.
موقف الحكومة العراقية
الحكومة العراقية، بقيادة رئيس الوزراء محمد السوداني، تتبنى موقفًا واضحًا يقوم على مبدأ “تجنيب العراق وشعبه الخوض في الحرب الجارية”، والتي تتسع رقعتها بشكل تدريجي. في الوقت ذاته، لم يتخل العراق عن دوره في دعم الشعبين اللبناني والفلسطيني؛ إذ ما زال يعمل على مد جسور التعاون من خلال المساعدات الغذائية والطبية والدوائية، في إطار التزامه الإنساني تجاه الأزمات التي تواجه شعوب المنطقة.
دعم العراق لمبادرة وقف إطلاق النار
من جهة أخرى، أعلن العراق دعمه لمبادرة وقف إطلاق النار في لبنان، محذراً من العواقب الخطيرة لاستمرار الحرب هناك. وزير الخارجية العراقي، فؤاد حسين، أكد ذلك خلال مشاركته في جلسة حوار تفاعلي لترويكا القمة العربية في نيويورك مع أعضاء مجلس الأمن الدولي.
حسين حذر من أن استمرار التصعيد الإسرائيلي قد يؤدي إلى توسيع نطاق الصراع إلى حرب غير قابلة للسيطرة، مما يهدد الاستقرار الأمني في المنطقة بشكل واسع، وقد يفتح المجال أمام الفوضى وعودة التنظيمات الإرهابية لإعادة تشكيل صفوفها.
التضامن العراقي مع لبنان
وفي سياق متصل، أكد مندوب العراق لدى الجامعة العربية، أحمد نايف الدليمي، أن مساعدة لبنان في الكارثة الإنسانية الناتجة عن العدوان الإسرائيلي تبقى أولوية بالنسبة للعراق.
الدليمي شدد خلال كلمته أمام مجلس الجامعة العربية الطارئة على أهمية التضامن العربي في مواجهة الأزمات الإنسانية التي يعيشها لبنان، خاصة مع الأثر المدمر الذي خلفه العدوان من قتل وتشريد وتدهور الأوضاع المعيشية.
الدليمي أكد استعداد العراق لتقديم المساعدات اللازمة في أقرب وقت، مما يعكس موقف العراق الثابت في دعم الشعوب المتضررة من الحروب والصراعات، وسعيه لتجنب دخول البلاد في حرب مباشرة.
التحركات العراقية في المنظمات الدولية
إلى جانب المسارات الدبلوماسية والإغاثية، يسعى العراق للتحرك في المحافل الدولية عبر دعواته لعقد اجتماعات لمنظمة التعاون الإسلامي وجامعة الدول العربية. هذه التحركات تهدف إلى تشكيل ضغط دولي على الكيان الإسرائيلي لوقف العدوان وتطبيق القوانين والقرارات الدولية، ودفع المجتمع الدولي إلى اتخاذ خطوات ملموسة لوقف التصعيد.
و يظهر دور العراق في الأزمة الراهنة بمنطقة الشرق الأوسط حرصه على البقاء بعيداً عن أجواء الحرب، مع تحمل مسؤولياته الإنسانية تجاه الأشقاء في فلسطين ولبنان. العراق يقف داعمًا للحلول السلمية ويحث على التحرك الجماعي، سواء على المستوى العربي أو الدولي، لوقف التصعيد وحماية شعوب المنطقة من تداعيات الحرب.
المسلة – متابعة – وكالات
النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.
About Post Author
أخبار ذات علاقة
الإعلام الإسرائيلي: صواريخ وقذائف حزب الله تفوق قدرة فرنسا وبريطانيا
إغلاق 4 مختبرات تحليلية ومصادرة أدوية منتهية الصلاحية في بغداد
وزيرة الخارجية الألمانية تؤيد قصف المدنيين في غزة “بشرط”