بغداد/المسلة: تشهد محافظتا السليمانية وحلبجة في إقليم كردستان العراق احتجاجات متجددة لموظفي المؤسسات الحكومية، نتيجة تأخر صرف رواتبهم لشهري تموز وآب.
هذه الأزمة ليست بجديدة؛ فقد عانى الموظفون على مدار سنوات من تأخر مستمر في الرواتب بسبب الخلافات المالية المستمرة بين الحكومة المركزية في بغداد وحكومة الإقليم في أربيل.
في ظل هذا الوضع، تبدو الأحزاب السياسية الكردية منشغلة بشكل أكبر بصراعات النفوذ والمصالح الحزبية الضيقة، تاركة الشعب، ولا سيما الموظفين، يعانون من تداعيات هذه الأزمات المتكررة.
وبالرغم من وعود الحلول، لا تزال المشكلة تتفاقم.
ومع زيادة ضغوط الحياة المعيشية وارتفاع معدلات البطالة، لجأ العديد من الشباب إلى الهجرة، وهو خيار بدأ يفكر فيه الموظفون الحكوميون أيضًا بسبب غياب الأمل في تحسن الأوضاع.
منذ عام 2003، لم تفلح أي من الآليات التي تبنتها الحكومات المتعاقبة في بغداد وأربيل في وضع حل جذري لأزمة الرواتب.
بل إن العديد من المؤسسات الحكومية أضربت عن العمل بشكل متكرر، وكان إضراب المعلمين في العام الماضي على وشك أن يتسبب في إلغاء العام الدراسي.
الوضع الحالي دفع رئيس الجمهورية عبد اللطيف رشيد إلى عقد اجتماعات مع وزراء أكراد في الحكومة الاتحادية ورؤساء الكتل الكردية، لمناقشة مسألة الرواتب والميزانية، ومحاولة إيجاد حلول لمشكلة تأخير الرواتب.
ورغم هذه الاجتماعات، فإن الخلافات الفنية بين بغداد وأربيل لا تزال تعيق عملية صرف الرواتب بانتظام. وفي ظل هذا التأخير، تعيش العديد من الفئات المجتمعية في ظروف معيشية صعبة، خاصة ذوو الاحتياجات الخاصة، الذين تأخرت رواتبهم لفترات طويلة.
وترى تحليلات أن انشغال الأحزاب الكردية بالمصالح الشخصية والحزبية أدى إلى تجاهل المعاناة اليومية للشعب، ما أدى إلى تذمر واسع في أوساط المجتمع، الذي بات يشعر بالإهمال والتهميش.
وفي ظل هذا الصراع الداخلي، تتفاقم المعاناة الاقتصادية والاجتماعية، بينما تُركت المطالب المشروعة للموظفين والشعب دون استجابة حقيقية.
المسلة – متابعة – وكالات
النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.
أخبار ذات علاقة
تحديات داخلية تضغط على الاقتصاد: تقلبات أسعار النفط وارتفاع تكاليف الإنتاج
قائد الإدارة الجديدة في سوريا التقى فاروق الشرع ودعاه لحوار وطني
هل ستبقى سوريا موحدة؟