بغداد/المسلة: مع بداية العام الدراسي الجديد في العراق، تبرز الحاجة الملحة لتطوير المناهج الدراسية بما يتلاءم مع تحديات المرحلة الراهنة والتوجه نحو بناء جيل جديد واعٍ بحقوقه وواجباته منفتح على الآخر وقادر على التعامل مع الواقع الديمقراطي الذي يسعى العراق لتكريسه بعد سنوات طويلة من الدكتاتورية والحروب.
هذه الحقبة القاسية من تاريخ البلاد أثرت بشكل كبير على نظام التعليم وثقافة المجتمع بشكل عام إذ فرضت على أجيال متعاقبة الانغلاق الفكري والانصياع لأفكار السلطة الحاكمة دون تشجيع للحوار أو قبول الاختلاف، فيما ترى ترى تحليلات ان تطوير المناهج في هذا السياق لا يعني فقط إدخال مواد جديدة أو تحديث الكتب بل يتطلب تغييرًا جذريًا في فلسفة التعليم نفسها يجب أن تكون المناهج الجديدة معنية بتعزيز ثقافة الديمقراطية وحقوق الإنسان وفتح مجالات التفكير النقدي للطلاب بما يساهم في بناء شخصيات مستقلة قادرة على اتخاذ قرارات مبنية على منطق الحوار والتفكير الحر كما ينبغي أن تشمل المناهج جوانب تطبيقية تسهم في تعزيز مهارات الحياة العملية للطلاب وتوسيع مداركهم في مجالات مثل حل المشكلات والابتكار والعمل الجماعي.
وأكد رئيس تحالف قوى الدولة الوطنية، عمار الحكيم، على أهمية تطوير المناهج الدراسية وتكريس ثقافة الديمقراطية وتقبل الرأي الآخر.
وذكر بيان لمكتبه، ان الحكيم “وفي اليوم الدراسي الأول من العام الدراسي الجديد زار عددا من المدارس بجانب الكرخ في بغداد وبارك لهم إنطلاق العام الدراسي ودعا الطلبة لأن يكونوا نافعين لأنفسهم وعوائلهم وبلادهم”.
وأكد الحكيم “أهمية تطوير المناهج الدراسية بما يسهم في تعزيز مساحة التفكير والجوانب التطبيقية وبناء الشخصية المستقلة للطالب” مؤكدا أيضاً “أهمية أن تكون شخصية الطالب شخصية متفائلة ذات حس وطني ومحبة للحياة والوطن”.
وشدد الحكيم “أيضاً على تكريس ثقافة الديمقراطية وتقبل الرأي الاخر وإدارة الاختلاف وبينا أيضاً ضرورة الإهتمام برباعية الطالب والمدرسة والمعلم والمنهج الدراسي” مؤكداً “أهمية الاهتمام بالملاكات التربوية وتوفير البيئة المناسبة لهم ومنح المعلم حصانة اجتماعية تمكنه من أداء وظيفته وبناء الأجيال كما دعونا لمنح الأسرة التعليمية الامتيازات التي تناسب مع جهدهم ودورهم فضلاً عن توزيع قطع الأراضي عليهم كما دعونا لإستذكار طلبة فلسطين ولبنان وكل الشعوب التي تعاني والتي هدم الاحتلال الإسرائيلي مدارسها ومنشآتها التربوية”.
والجيل الجديد في العراق بحاجة ماسة إلى مناهج تعزز ثقافة السلام والعيش المشترك بعد عقود من الحروب والعنف الطائفي والسياسي.
ويقول المعلم علي عزيز من بغداد انه يجب أن يكون التعليم وسيلة فعالة لبناء مجتمع أكثر تسامحًا وقبولًا للتنوع الديني والعرقي والفكري وذلك من خلال إدماج مفاهيم حقوق الإنسان والحقوق المدنية في مختلف مراحل التعليم وغرس مبدأ أن الاختلاف في الرأي أو الخلفية الثقافية لا يجب أن يكون سببًا للصراع بل مدخلاً للتعاون والتكامل من أجل مستقبل مشترك
والتحدي الأكبر الذي يواجه العملية التعليمية في العراق اليوم هو كيفية تغيير العقليات التي تأثرت بالحقبة الدكتاتورية لتصبح أكثر استعدادًا لتقبل القيم الديمقراطية وحقوق الإنسان.
وقال المدرس علي فاهم: هنا يأتي دور المدارس في إعداد جيل جديد يؤمن بأن الحقوق والواجبات وجهان لعملة واحدة وبأن الديمقراطية لا تتحقق إلا من خلال احترام الآخر وتقدير حرياته الأساسية وفي مقدمتها حرية التعبير والمشاركة السياسية
ويتحدث المشرف التربوي محمد فرحان عن ان بناء مناهج تعليمية تعزز هذه القيم سيخلق بيئة تعليمية قادرة على تخريج طلاب يمتلكون القدرة على المساهمة في بناء مجتمع ديمقراطي قائم على العدالة والمساواة كما أن التركيز على تنمية التفكير النقدي وتقبل الرأي الآخر سيكون له أثر إيجابي على العلاقات الاجتماعية داخل المدرسة وخارجها إذ سيصبح الطلاب أكثر وعيًا بأهمية التعاون والعمل الجماعي في حل المشكلات المجتمعية والسياسية
المسلة – متابعة – وكالات
النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.
أخبار ذات علاقة
دعوات لإيقاف صفقة تاليس مع وزارة الداخلية بعد تصريحات الدعم الفرنسية للكيان
مخطط لتغيير موازين القوى في المنطقة
الأمن العراقي يضبط 6 مزارع للمخدرات في بغداد وديالى