بغداد/المسلة: اصطف متصيدو الأزمات والباحثون عن الأكشن في صف واحد، يصرخون ويولولون: “أين إيران من الحرب؟” كأنما الحرب لعبة تدار بالأزرار، وكأن قرارها يتطلب فقط لمسة واحدة من أصابعهم على لوحات مفاتيحهم.
هؤلاء الذين يتدثرون بحالة من الفوضى الفكرية، ليس بينهم، لو دققت، خبراء استراتيجيون أو محللون عسكريون، بل مدونون يجلسون خلف الحواسيب، يلهثون وراء الأضواء، يكتبون وينتقدون ويتباكون على أوهام صنعوها بأنفسهم.
إنهم يصورون الحرب كأنها مشهد درامي يمكن ادارته من مقاعد المتفرجين.
الأكثر إثارة للدهشة هو اعتقاد هؤلاء الكثر أن إيران، إذا لم ترد، فهي متخاذلة أو متواطئة، بل هي في عداد المشاركين في المؤامرة، وكأنما غاب عنهم أن الحرب ليست مجرد قرار عابر، بل هي دمار شامل قد يُحرق الأخضر واليابس.
هذا المنطق غير السوي لم يأتِ اعتباطاً، بل هو نتيجة طبيعية لافرازات الحرب المضادة التي تؤثر على الأفراد دون أن يشعروا بها، فهُم ينقادون إليها وكأنهم قطيع من الخراف.
تجارب التاريخ تُفيد بأن كل قرارات الحروب المستعجلة كانت خاطئة، أدت إلى خسائر جسيمة.
التأني والدراسة هما الأساسان اللذان يُفرزان دخول الحرب من عدمه، وليس قرارات عواطف وارتجاليات تُبث عبر منصات الإعلام المدفوع الثمن.
إننا نعيش زمنًا يتطلب التفكير العميق، لا الانجراف وراء الأصوات الصاخبة.
وفي زمن الضياع، تبقى الحكمة وحدها القادرة على إنقاذ ما يمكن إنقاذه.
المسلة – متابعة – وكالات
النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.
أخبار ذات علاقة
إيران ترد على قرار الوكالة الذرية بأجهزة طرد مركزي متطورة
زعماء الوسطية.. هل قادرون على توجيه السكة على مفترق طرق إقليمي؟
اشنطن “ترفض بشكل قاطع” مذكرتي التوقيف بحق نتانياهو وغالانت