المسلة

المسلة الحدث كما حدث

بغداد تستفيد من وقف إطلاق النار: الوسطية نجحت في تحصين العراق

بغداد تستفيد من وقف إطلاق النار: الوسطية نجحت في تحصين العراق

26 نوفمبر، 2024

بغداد/المسلة: مع إعلان وقف إطلاق النار بين لبنان وإسرائيل، تتجه الأنظار نحو العراق، حيث تشتد التحديات السياسية والأمنية التي تواجه حكومة محمد شياع السوداني.

ففي ظل تصاعد الدعوات من بعض الفصائل العراقية للمشاركة في الصراع، تجد الحكومة نفسها في اختبار حاسم حول قدرتها على الحفاظ على حيادها النسبي وترسيخ مبدأ احتكار الدولة لقراري الحرب والسلم.

مصدر سياسي مطلع أفاد بأن “الحكومة تعمل بجد على تجنب استدراج العراق إلى صراعات إقليمية قد تكون عواقبها وخيمة”. وأضاف أن “الفصائل التي تروج لشعار وحدة الساحات تواجه الانتقادات لان ذلك يقحم العراق في حرب سوف تكلفه الكثير”.

على الجانب الآخر، قال تحليل نُشر على منصة “إكس” إن موقف السوداني جاء مدعوماً من قوى سياسية بارزة مثل تيار الحكمة بزعامة عمار الحكيم، الذي دعا إلى تبني نهج أكثر دبلوماسية من خلال تقديم الدعم السياسي للقضية الفلسطينية واللبنانية، مع تجنب أي انخراط عسكري مباشر. وذكر أحد المغردين: “العراق بحاجة إلى الاستقرار، وليس الانزلاق في مغامرات إقليمية لا تخدم سوى أجندات ضيقة”.

وفق معلومات مصادر محلية، فإن الفصائل الداعية للمشاركة في الصراع تريثت كثيرا بسبب الضغوط، كما أن وقف إطلاق النار جاء ليحد من تلك الطموحات. وقال مواطن من بغداد يدعى علي الكرخي في منشور على “فيسبوك”: “نريد حكومة تركز على بناء العراق وليس الزج بشبابنا في حروب لا تعنيهم”.

وفي السياق ذاته، قالت السفيرة الأميركية لدى العراق، ألينا رومانوسكي، خلال لقاء مع وسائل الإعلام: “إسرائيل أوضحت أن أي تهديد ينطلق من العراق سيقابل برد قاسٍ”. هذه التصريحات عكست جدية الولايات المتحدة في منع أي تصعيد إقليمي، ما وضع الحكومة العراقية في موقف صعب بين ضغوط الفصائل والالتزامات الدولية.

التحليلات تشير إلى أن وقف إطلاق النار سيعزز موقف حكومة السوداني داخلياً، خاصة مع تراجع احتمالات التصعيد الإسرائيلي ضد العراق.

وقال باحث اجتماعي من الموصل إن “الشعب العراقي بات أكثر وعياً بالمخاطر التي قد تأتي من الانخراط في صراعات خارجية”، مشيراً إلى أن “الضغط الشعبي يدفع باتجاه الاستقرار وإعادة البناء”.

ومع ذلك، لا تزال التحديات قائمة . وذكر  تعليق على وسائل التواصل الاجتماعي: “العراق بحاجة إلى قادة يتخذون قرارات جريئة لحماية البلد من التدخلات الخارجية”.

التوقعات المستقبلية تشير إلى أن العراق سيستفيد بشكل كبير من التهدئة الإقليمية، لكن الاستقرار الحقيقي يتطلب إجراءات حاسمة لتعزيز سيادة الدولة والحد من نفوذ الجماعات المسلحة. ربما يكون هذا الحدث نقطة تحول نحو عراق أكثر استقراراً، لكنه يعتمد على قدرة الحكومة على ترجمة الموقف الحالي إلى إصلاحات داخلية تضمن استدامة السلام.

 


المسلة – متابعة – وكالات

النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.

About Post Author