المسلة

المسلة الحدث كما حدث

العراق ولبنان.. تضامن نُسج بدماء النصر

العراق ولبنان.. تضامن نُسج بدماء النصر

27 نوفمبر، 2024

بغداد/المسلة:  في زوايا التاريخ المكتوب بأصوات الثائرين وأحلامهم المتوقدة، تبرز حكاية لن يمسحها الزمن. إنها حكاية انتصار حزب الله، وكيف انحنت أمامه الآلة العسكرية الإسرائيلية الضخمة.
حزب الله، هذا الكيان الذي تجاوز حدود التنظيم ليصبح رمزًا، لم يُقصَ عن المشهد ولم يُكسر، رغم أن إسرائيل جاءت بكل ما في جعبتها من عتاد وجبروت، راغبة في اجتثاثه من معادلات المنطقة، لكنها وجدت نفسها تتراجع أمام حقيقة مذهلة: هذا الحزب الذي أرادوا القضاء عليه، أصبح الصوت المفاوض الأول، والعنصر الحاسم في التوازن.

إسرائيل، التي طالما تباهت بعظمتها العسكرية، وجدت في حربها هذه مرآة تكشف عيوبها المخفية. أرقام استطلاعات الرأي الإسرائيلية كانت قاسية وواضحة: قال شعبها كلمته دون مواربة “لقد خسرنا”. إنها لحظة نادرة، حين تُفضح الأسطورة، حين يتجلى العجز الاستراتيجي رغم التكنولوجيا والدعم الغربي.

الحرب كانت أكثر من مجرد معركة، كانت مسرحًا يتصارع فيه الحق مع الباطل. القنابل الإسرائيلية انهالت على المدنيين، على القرى التي كانت آمنة تحت ظلال أشجارها. وفي المقابل، ارتقى حزب الله بمبادئه، مستلهمًا قيم الإسلام ومبادئ الحرب العادلة. لم تُطلق صواريخه إلا نحو أهداف عسكرية، وكأنه يُخطّ رسالة للإنسانية جمعاء: حتى في الحرب، هناك خطوط لا تُمحى، وأخلاقيات لا تنكسر.

في قلب هذه الملحمة، برزت معاني التضحية كما لم تُروَ من قبل. رجال حزب الله كانوا يتقدمون بصدور مفتوحة، كأن أرواحهم وقودٌ لهذه الأرض، يتصدرهم القائد الشهيد حسن نصر الله، الذي بقيت سيرته تُلهم المجالس والمقاومين. صورته لم تكن مجرد ذكرى، بل أيقونة محفورة في قلوب الأمة.

وفي اللحظة التي صمت فيها كثير من العرب أمام جحيم النيران الإسرائيلية، جاء العراق ليكسر ذا الصمت. مدّ يده إلى لبنان دون تردد، احتضن الفارين من الحرب لا كلاجئين، بل كأشقاء وضيوف أعزاء. كان ذلك الموقف صرخة مدوية تذكّر بالأخوّة الحقيقية.

إسرائيل، التي كانت تمسك بمفاتيح المبادرة لعقود طويلة، وجدت نفسها تفقد السيطرة على رسم المشهد. المقاومة التي تمتد جذورها من شموخ العراق إلى جبال لبنان، أثبتت أن الشعوب المظلومة هي التي تصوغ خرائط المستقبل.
لم تعد المقاومة مجرد وسيلة للدفاع، بل أصبحت اللغة الجديدة للعصر.

 


المسلة – متابعة – وكالات

النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.

About Post Author