المسلة

المسلة الحدث كما حدث

الحدود العراقية السورية تحت وطأة التوترات: إجراءات احترازية مكثفة

الحدود العراقية السورية تحت وطأة التوترات: إجراءات احترازية مكثفة

30 نوفمبر، 2024

بغداد/المسلة: تشهد الحدود العراقية السورية إجراءات احترازية وأمنية غير مسبوقة مع تصاعد الاشتباكات في حلب وإدلب شمال سوريا، حيث استطاعت المعارضة السورية المسلحة بسط سيطرتها على حلب بالكامل. هذا التطور أثار موجة من القلق داخل الأوساط العراقية حول احتمالية امتداد الأعمال الحربية إلى المناطق الغربية من العراق، التي تشترك مع سوريا في البيئة السنية والأهداف السياسية المتشابكة.

مصادر أمنية أكدت أن وحدات حرس الحدود والجيش العراقي تسلمت توجيهات صارمة بالانتشار الفوري على طول الحدود، مع تكثيف الدوريات الراجلة وتسيير طائرات المراقبة. ووفقًا لتحليل عسكري، فإن هذا الانتشار يأتي استجابة لخشية عراقية حقيقية من استغلال خلايا تنظيم داعش الموجودة في البادية السورية التصعيد العسكري الجاري لتنفيذ أنشطة تسلل أو هجمات داخل الأراضي العراقية.

زتحدثت تغريدة على منصة “إكس” عن “أهمية الرصد العميق الذي تقوم به القوات العراقية لمنع أي محاولات تسلل في ظل الظروف المتوترة في الجوار”.

من جانبه، قال الباحث الاجتماعي علي الزبيدي إن التوترات المتصاعدة في سوريا تشكل تهديدًا مزدوجًا للعراق، ليس فقط على المستوى الأمني بل أيضًا الاجتماعي. وذكر أن “المناطق الغربية للعراق تشترك مع شمال سوريا في تحديات معيشية واجتماعية تجعلها عرضة لتأثير مباشر من النزاع الجاري”.

وأوضح أن الحلول الأمنية وحدها لن تكون كافية، مشيرًا إلى أهمية تعزيز التعاون الإقليمي لاحتواء الأزمة.

وفي مشهد يكشف عن أبعاد المخاوف العراقية، تحدث المواطن أحمد الجبوري من الأنبار عن مخاوف سكان المناطق الحدودية من عودة سيناريو عام 2014 حين اجتاح تنظيم داعش مساحات واسعة من العراق. وقال: “نحن نتابع الأخبار القادمة من سوريا بقلق، فالتاريخ يعلمنا أن النار لا تقف عند الحدود”.

وذكرت مواطنة من الموصل في منشور على فيسبوك أن “الأوضاع المتوترة في سوريا هي بمثابة جرس إنذار لكل المنطقة، وإذا لم يتم احتواء الموقف فإن العواقب ستكون وخيمة على الجميع”.

سياسيون عراقيون أبدوا قلقهم من احتمال توسع المواجهات إلى مناطق قريبة من الحدود، حيث تحدث مصدر سياسي عن أن “أي تصعيد إضافي في سوريا قد يؤدي إلى تدفق موجات جديدة من اللاجئين إلى العراق، مما يزيد الضغط على الحكومة العراقية في ظل ظروف اقتصادية صعبة بالفعل”.

وقالت تغريدة أخرى: “إذا لم تتحرك الأطراف الدولية لوقف التصعيد في سوريا، فإن ذلك سيؤدي إلى زعزعة استقرار العراق والمنطقة بأكملها”.

و على الرغم من كل الإجراءات الاحترازية، فإن التحليلات تتوقع أن تبقى الحدود العراقية السورية نقطة توتر رئيسية في المرحلة المقبلة. وفي ظل سيطرة المعارضة المسلحة على مساحات واسعة من شمال سوريا، يرى مراقبون أن احتمالية امتداد المواجهات إلى داخل الأراضي العراقية تظل قائمة ما لم يتم التوصل إلى تسوية سياسية شاملة للأزمة السورية.

 


المسلة – متابعة – وكالات

النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.

About Post Author