بغداد/المسلة:
ضياء ابو معارج الدراجي
قُتل رجل على يد الشاعر هدبة بن خشرم، فلُجئ به للقصاص. وكعادة العرب، سعت عشيرته بكل ثقلها لمنع القتل، وعرضوا دية ضخمة تعجز عن حملها الإبل، علّهم ينقذون ابنهم من حد السيف.
لكن أهل القتيل كانوا ثابتين: لا دية، بل دمٌ مقابل دم.
الغريب أن أحد أبناء القتيل كاد أن يلين، أن يقبل الدية وينهي الموقف، لكن أمه، المرأة العربية الحرة، أدركت خطورة هذا التنازل.
نظرت في عينيه وقالت:
“أقسم بالله، لئن قبلت الدية لأتزوجنه، فيكون قد قتل أباك ونكح أمك!”
كلمة واحدة، كانت كفيلة بأن تعيد الدم إلى رأسه، فابتلع ريقه وقال: القصاص ولا غيره.
الرسالة واضحة، لا تقبل التأويل. الكرامة لا تُشترى، والدم لا يُغسل بالمصافحات.
فكيف بكم اليوم، وأنتم ترضون أن يُصافح الإرهابي “الجولاني” – قاتل أبناء شعبنا، مفجّر أجسادنا، من انتهك حرمة أراضينا، وباع روحه للشيطان مرات ومرات؟
أي مبرر يمكن أن يُغلف هذا الفعل؟!
ألم تجف دموع الثكالى بعد؟ ألم تتفحّم جثث الشهداء في الذاكرة قبل أن تتبخر في رياح المصالح؟
هل ماتت الأمهات الشبيهات بتلك الحرة العربية؟! أم أنكم استبدلتموهن بصوت المساومة والسكوت؟!
نحن لا نحتاج من يساوم على دماء الشهداء، بل من يُقسم كما أقسمت تلك الحرة، ويثبت كما ثبت ابن القتيل.
أما أن تشرّعوا الأبواب لقاتلنا، وتُلبسوه ثوب السياسة… فهذه تسمى خيانة لا يغفرها التاريخ، ولا تسكت عنها الكرامة.
المسلة – متابعة – وكالات
النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.
أخبار ذات علاقة
أمير قطر يغادر بغداد دون خطاب في القمة العربية
انتخابات العراق: هل تُعيد التوافقية إنتاج الأزمات السياسية؟
العراق يتعهّد خلال القمة العربية تقديم 40 مليون دولار لإعادة إعمار غزة ولبنان