بغداد/المسلة:
اسعد عبدالله عبد علي
وقعت بين يدي بعض اعدادا من صحيفة الثورة, وهي الناطقة باسم حزب البعث المحظور, وتعود تلك الاعداد لشهر كانون الثاني من عام 1980, حيث لاحظت ان الصحيفة خصصت موقع يومي من الصفحة الأولى لشتم الامام الخميني وللطعن في نظام الجمهورية الإسلامية, مع تقارير خاصة يومية عن ايران واعتبار ان نظام الجمهورية يظلم الشعب العراقي, هكذا تحول صدام لمدافع عن حقوق شعوب المنطقة, وكل هذا قبل اندلاع الحرب بتسعة اشهر, وهو دليل دامغ على ان صدام كان يعد العدة للهجوم على ايران, فقط كان ينتظر الاذن من أمريكا للهجوم.
وكل هذا الحقد على ايران لان صدام يدرك ان الأغلبية في العراق هم الشيعة وعمقهم المذهبي هي ايران, لذلك سعى بكل الوسائل المتاحة لخلق جدار مانع لأي ترابط بين العراقيين والإيرانيين, فكان مصمم على جعل العراقي يكره ايران بشكل نابع من ذاته.
وكان هذا الإصرار الصدامي البعثي واضح وعبر الأفعال, على وضع حالة نفسية من الكره داخل الانسان العراقي ضد ايران.
· الصحف والإذاعة والتلفزيون ضد ايران
كان النظام العفلقي (نظام صدام) يدرك جيدا تأثير الاعلام على الانسان, وكلما زاد الضخ الإعلامي تبدلت معه قناعات المتلقي, مع خاصية دعم تجهيل المجتمع, لذلك قام نظام صدام بتسخير الصحف لنشر مقالات وتقارير ورسوم مضحكة عن ايران وثورتها, وتحولت جميع الصحف والمجلات الى باب للتأثير على قناعات القارئ, اما التلفزيون والاذاعات المحلية فكان توجهها واحد, وهو نشر الأكاذيب بحق ايران واعتبارها عدو للشعب العراقي.
فكانت الرسالة الإعلامية الرسمية هي:- ان ايران العدو الرئيسي للعراق! وكرس البعث التعبير عنهم بالفرس باعتبارها سبة! وكرس فكرت بان الإيرانيين حاقدين على العراق, وطامعين بثرواته, ويحيكون المؤامرات ضده.
فلم القادسية والفشل الذريع
اهتم نظام صدام بتسخير السينما لنشر الكراهية ضد ايران, فقام بإنتاج فلم دخل ضمن الحرب الاعلامية ضد ايران, وتتمحور أحداث الفيلم حول معركة القادسية (636م)، بين الجيش الإسلامي بقيادة سعد بن أبي وقاص (بعد وفاة المثنى بن حارثة الشيباني قبل المعركة)، والجيش الفارسي بقيادة رستم, وقُدّرت تكلفة الإنتاج ب4 ملايين دينار عراقي، وكانت تعادل حينئذً 15 مليون دولار، فهو بذلك يُعدّ أغلى فلم عربي الى اليوم.
وقد فشل الفيلم فشلا ذريعا, حتى اعلن بطل الفيلم الفنان المصري عزت العلايلي وبطلة الفيلم الفنانة المصرية سعاد حسني عن ندمهما مشاركتهما بالفيلم, ولم يكن للفيلم اي رسالة فنية او تاريخية او انسانية, بقدر توجيهه لخدمة نظام صدام في الحرب, ومساعيه في نشر الكراهية ضد ايران, والسعي للضحك على عقول الامة العربية.
فعمل نظام صدام على تسخير السينما لخدمة أهدافه, لذلك سقطت السينما العراقية وخصوصا افلامها عن الحرب او المعبرة عن رؤية حزب البعث.
تضخيم انتصار منتخب الشباب على ايران
وحاول البعثيون البعثيون والدخول من بوابة عالم الكرة, للتأثير على الجماهير الرياضية, فكان انتصار منتخب شباب العراق على شباب ايران عام 1977 مناسبة للعبث بالعقول, فضمن بطولة اقليمية للفئات العمرية لا يعتبر انجاز تتغنى به الأجيال, الا صدام ونظامه فقد جعل من هذه المباراة مناسبة للاحتفال والتذكير ببطولات ابن الرافدين وكيف خطف الكاس من طهران, هذه الرسائل السرية العميقة للتأثير على المتلقي والمشاهد بهدف جعل ايران عدو على كل الأصعدة ومنها الرياضة.
واستمر تضخيم المباراة من عام 1980 الى 2003 وان ايران عدو حتى في الكرة, مما جعل تلك المباراة تصبح حقيقة في عقول البعثيون والسذج, والى اليوم يعدها البعض فتحا كرويا فقط لأنها ضد ايران, مع انها بطولة لا قيمة لها لأنها فقط للصغار “للفئات العمرية” وليست بطولة منتخبات الكبار.
مطاردة كل من يمدح الامام الخميني
عمل النظام البعثي على مطاردة كل من يتفوه باسم الامام الخميني او يمدحه او ينقل مواقفه الراقية! بل ويعتبر معارض للنظام, وسعى النظام عبر كل الوسائل المتاحة على تشويه صورة الامام الخميني, واستمر هذا الفعل 23 عام, حتى وصل الحال بالنظام البعثي انتاج أفلام كارتون موجه للصغار الهدف منها السخرية من الامام الخميني, كي يتربى الطفل على هذه الأفكار المغلوطة.
فالعوائل البعثية تتبنى هذه الرؤية لأنها تفعل ما يفعل صدام, اما السذج والجهلة فيقعون تحت تأثير الضخ الإعلامي البعثي والاشاعات, حتى تصبح قناعاتهم حسب ما يريدها النظام البعثي, ويصبحون مجرد اداة تحركها أدوات البعث كيف ما تريد.
لذلك نجد اليوم فئة كبير تشتم وتسب وتعتبر الامام الخميني عدو, مع انهم مجرد صدى للأعلام البعثي وهم الثمرة لتلك الشجرة الملعونة.
تهمة التبعية
كان صدام وزبانيته منزعجون من الاغلبية الشيعية, وخائفون من ردة فعل الشيعة اذا انكشف النظام عن وجهه القبيح, حيث كان النظام الصدامي يرفع شعارات تتناغم مع رغبات الشعب, لذلك وجد في كلمة “التبعية” خير وسيلة لطرد العراقيون خارج الحدود, فرجع لسجلات الحكم الملكي وقام بنقل خمسمائة الف عراقي ورمى بهم على حدود ايران, باعتبارهم تبعية لإيران وليسوا عراقيين! في تصرف بعيد عن قيم العرب ولا يفعلها الا ابناء الزنا.
وكان ايضا يلاحق العراقيون بتهمة التبعية, واعدم الالاف بهذه التهمة (التبعية لإيران).
لذلك على العراقيين الحذر من المنهج البعثي, لان هدفه فقط خلق عدو وهو ايران, وتسقيط كل من يساند مواقفها.
اخيرا
كل هذه الاساليب اثمرت الان, حيث اصبحت قضية كره ايران حقيقة تعشعش في عقول السذج والجهلة, وفي عقول ابناء الرفيقات والبعث الاوفياء لسيدهم صدام, لذلك نجد فئة من المجتمع حاقدة عل ايران, تقبل بإسرائيل ولا تقبل بإيران, وهذا من نتاج ما فعله صدام طيلة 23 عام, وبقي على نفس النهج الماكنة الاعلامية لقنوات البعث مثل الشرقية والبغدادية والكثيرون ممن يلقون تمويلهم من بقايا حزب البعث.
عسى ان يفهم “البعض” الجذور الحقيقية لرفض ايران, من قبل الكثيرون داخل جسد مجتمعنا الان.
المسلة – متابعة – وكالات
النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.
السيد الفاضل …اتمنى ان تعود الى بيانات وزارة الدفاع في فترة الستينات من القرن الماضي لتعرف من الذي اعتدي على مخافر العراق الحدوديه ومن شتم وبغض ونشر الحقد ضد العرب ….ايران لاتعتبر للعرب اي اعتبار واعلامها التلفزيوتي في فترة السبعينات كان يمجد انتصارات الجيش الساساني على العرب …مثقفي اصفهان يعتبرون الكلب في اصفهان انظف من العربي .فالكلب الاصفهاني يشرب ماءا نقيا اما العربي فيشرب بول البعير ….اقرأ بعضا من نصوص كتاب الشاهنامه كتاب الملوك لتعرف من هو الحقود…الحسود ….العنود المتكبر …مالك الشرق والغرب