بغداد/المسلة: اندلعت في الأنبار موجة جديدة من الصدامات الانتخابية حين تبادل كل من مثنى السامرائي ومحمد الحلبوسي الاتهامات في سباق بدا أقرب إلى معركة فضح متبادل منه إلى منافسة انتخابية طبيعية.
واختار السامرائي المنصة الجماهيرية ليوجه سهامه إلى رئيس البرلمان السابق، مستعيداً ملفات وزارة التربية وفضيحة تسريب الأسئلة الوزارية التي علقت بذاكرة العراقيين بوصفها دليلاً على ترهل النظام الإداري وتغلغل الفساد فيه. وركّز خطابه على صورة خصمه كمستفيد من الوزارات الغنية بالعقود، بينما تعمّد تجاهل أن الطبقة السياسية بأكملها تتقاسم هذا الإرث الفاسد منذ سنوات.
وحوّل الحلبوسي بدوره الخطاب العام إلى حملة مضادة، مستثمراً أدواته الإعلامية للتشكيك في خصومه، ليغدو المشهد السياسي مسرحاً مفتوحاً للتشهير والتلاوم، بينما تظل القضايا الجوهرية كالتعليم والخدمات والإعمار خارج أي نقاش جاد.
وبات من الصعب التمييز بين من يهاجم ومن يُدافع، لأن الجميع يتحدث بلغة الأخلاق بينما يتشارك في نفس منظومة الامتيازات والصفقات. وبدت خطابات التوبيخ كأنها صراع بين أجنحة داخل بيت واحد، لا مراجعة نقدية ولا محاولة إصلاح، بل إعادة توزيع للسلطة تحت لافتة “كشف الفاسدين”.
وتكشف هذه اللغة المتوترة عن مأزق السياسة العراقية الراهنة، إذ تحوّل الخطاب الانتخابي إلى أداة انتقام شخصي، لا مشروع سياسي. ووسط هذه الفوضى الكلامية يتراجع صوت الناخب أمام ضجيج المنابر، في بلد اعتاد أن يسمع صرخات الفضائح أكثر مما يرى نتائج الإصلاح.
المسلة – متابعة – وكالات
النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.

أخبار ذات علاقة
التسلسل الدستوري لتثبيت شرعية السلطة التشريعية والتنفيذية بعد الانتخابات
بيانات تشير الى نسب مشاركة منخفضة في انتخابات 2025
اقتراع لن يحقق الأغلبية.. انتخابات جديدة.. ونتيجة واحدة مكررة