المسلة

المسلة الحدث كما حدث

ماذا بعد إزالة كل الطبقة السياسية الفاسدة

ماذا بعد إزالة كل الطبقة السياسية الفاسدة

23 أغسطس، 2022

بغداد/المسلة:

ماذا بعد إزالة كل الطبقة السياسية الفاسدة والتبعية .. هل سيصبح العراق كإحدى بلدان مجلس التعاون الخليجي!

احمد باسم القزاز

جدلاً لو ان العراق بات خالٍ من الفساد واضحى يحكمه شلة من السياسيين الملائكة الذين لا ينوون السرقة بأي شكل من الاشكال وتبعيتهم هي العراق ولا شيء غيره هل سينعم العراقيون بالنعيم الذي يحلمون بهِ؟

العراق الذي يعد ثاني اكبر منتج للنفط الخام بعد السعودية ويمتلك أيضا غاز طبيعي ومعادن وثروات مهولة أخرى غير مستغلة يمكن استغلالها بسهولة.

بالمقابل يعاني العراق من أزمات اقتصادية وسياسية وبيئية وغذائية والى اخره ، ويعيش اكثر من عشرة مليون فرد فيه تحت مستوى خط الفقر أي اكثر من ربع الشعب.

عملت بعض الجهات الدولية بعد سنة 2003 على خطة محكمة التنفيذ طويلة المدى لتجريد العراق من الكفاءات بشتى الطرق وبالدلائل فقد قادت مجموعات من تلك الدول المستفيدة من خراب العراق أيام الانفلات الأمني حملات شديدة للقضاء على الكفاءات والعلماء والعباقرة فيه واغتالتهم وشردتهم هم واهاليهم او دفعتهم لمغادرة البلاد.

فبات العراق يعاني من فساد ونقص في كفاءات الزاد البشري ما إن حُلت جدلاً مشكلة الفساد والمحاصصة والتبعية باتَ العراق يُعاني من مشكلة وجود عقول تدير شؤون البلاد او تتخذ إجراءات استراتيجية من شأنها تجعل الشعب يعيش كإحدى دول الخليج العربي!

فعلى سبيل المثال في احدى اقل الوزارات جدلاً او طلباً من قِبل السياسيين “وزارة الشباب والرياضة” وبالرغم من الدعم المنقطع النظير على المستوى الشخصي لشخص عدنان درجال وبشهادة كل اعداءه قبل حتى اصدقاءه بالنزاهة وبإنه يد بيضاء وفي يوم تعيينه صرح رئيس مجلس النواب بأنه وزيراً عابراً للطائفية فإنه ملكاً للشعب اجمع والكل يشهد باستقلاليته وبإنه يرفض أي املاءات خارجية بل إن الكتلة التي رشحته قد ندِمت على ترشيحه لكن ماذا حل بعد ذلك باتت هذه الوزارة في زمن حكومة الكاظمي من اكثر الوزارات خمولاً بل اكثرها جدلاً بقرارات غريبة وفردية وجدلية وبات العراق يمتلك عدداً من البرامج الرياضية اليومية مصاحب لملفات ساخنة يومياً لن تجد له نظير في أي دولة أخرى في العالم بل ان الوزير اصبح رئيساً لاتحاد كرة القدم بعد مدة من تسلم الوزارة بسابقة خطيرة في الجمع بين منصبين مهمين وحساسين لا يجوز الجمع بينهما وفق مجلس شورى الدولة وقد تعامل أيضا مع الاتحاد بعشوائية فضيعة إلى أن وصل الحال بالمنتخب الوطني لكرة القدم شبه منحل بلا أي هوية.

مثال آخر يدل على ان الفساد والتبعية ليسا هما العاملان الوحيدان في تردي حال البلد وهو الاستثمارات الخاصة لرجال الاعمال العراقيين فتجد مستشفيات أهلية مدعومة بأحدث التقنيات ويظل المواطن العراقي الرائد الأول في العلاج خارج العراق لما تعانيه من قلة كفاءات وسوء إدارة او حتى تسويق صحيح وسلسلة الأخطاء الطبية في المستشفيات الاهلية اكبر دليل على ذلك.

القضاء على الفساد والتبعية ليس هو العصا السحرية التي يحتاجها الشعب فقط بل ان العراق يحتاج الى شعب آخر أيضا ليقوم بحكمه.

اذا تم القضاء على الفساد مثلا قد نرى بنايات مزخرفة وناطحات سحاب بداخِلها بيروقراطية شديدة وتعسر في حل ابسط الأمور.

الحال الذي امسى العراق عليه لن تقوم بحله ورقة إصلاحات او حوار علني او قضاء على الفساد لكنها تظل بذرة صالحة نحو مستقبل قد يشرق لأحفاد احفادنا.

ان استرداد الكفاءات “الحقيقية” لا “الزجاجية” منها يتطلب جهد وعمل كبير من قبل أي حكومة قادمة وهنا يكمن مربط الفرس فمن الأولى الاستعانة حتى بالأجانب لإدارة البلاد وثرواته كما فعلت دول الخليج العربي وان الاعتماد على الخبرات الخارجية لا يعني بالضرورة التبعية بل المعيارية في الاختيار تعتمد على الإمكانية والجودة.

نفس تلك الدول المستفيدة من خراب العراق وفساد حكامه وتبعيتهم لها ستعمل على منع استقدام الكفاءات الاصلح لإدارة البلاد بواسطة تكرارها سيناريوهات أخرى لافتعال أزمات جديدة بنفس الهدف وهنا يكمن جل التحدي القادم.

هذا إن حصلَ أي إصلاح أصلا!


المسلة – متابعة – وكالات

النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.

About Post Author