بغداد/المسلة:
كاظم غيلان
الكتابة واحدة من أفعال المجابهة الحياتية بكامل تفاصيلها ثقافيا بالنسبة لي ، فما جدوى ان تكون مثقفا وأنت تلوذ بصمتك منزويا عما يجري في حقل الثقافة الذي تنتمي اليه؟ وما الذي يبرر تهربك تحت ذرائع خجولة ك ( التحفظ ) أو ( الحياد) والتي لاتعني سوى الهزيمة من مواجهة واقع بلغت به الرداءة ما لايحتمل ؟ . أن _ المنولوج الداخلي_ الذي يعتمل بدواخلنا يوميا هو الذي يدفعني للكتابة دوما بعد رصد دقيق لما أرى وأقرأ واستمع ، وها هو اليوم يوقفني أمام جدارية صفحة فيسبوك لأحد _ الشعراء _ او المحسوبين على الشعر وقد وضع تعريفة قبيل اسمه الا وهي ( الدكتور) مع علمي بأنه لم ينلها ، بل ولم يكمل الاعدادية . فحتما وضعها عمدا مع سبق الاصرار ومن باب المباهاة ليس الا.
كتبت بذات عنوان هذه المادة نهاية تسعينيات القرن الماضي عن موسيقي بمستوى ( مايسترو) حين اخذ يضع صفة _ الدكتور_ ( قبيل اسمه وأقفلت كتابتي تلك ببيت شعري بتصرف من اغنية ( دكتور) لعبد الجبار الدراجي فقلت :
_( دكتور بس هذا اللقب عوفه). وحين اطلع على مادتي بعد نشرها راح يهدد ويعربد وتقدم بشكوى ضدي نجوت منها بفضل تدخل الصديق الكاتب علي حسين الذي كان يشرف على جريدة ( الوان) الاسبوعية الفنية وقتذاك اذ كنت محررا لصفحة _ شعبيات.
هذه _ الدكتور_ ( الفخرية طبعا)دأبت على منحها العديد من الجامعات الوهمية وغير الوهمية لمن تشاء ، وعبر علاقات واخوانيات ملتبسة، بعضها منحت بواسطة اماكن ترفيه واستراحة كأن تكون ( كافتيريا) ذائعة الصيت … وهكذا راح اصحابها يستعرضون صفتهم هذه التي تشير في كل الاحوال الى درجة اكاديمية لها ميزتها العلمية التي تجلب الاهتمام والاحترام .
ما الذي تضيفه هذه ال( د) لمبدع يحترم موهبته وله منجزه الذي يحظى بمقبولية واهتمام ولربما اعجاب الالاف من الناس ؟ لنقترح وضعها قبيل اسماء ك( بدر شاكر السياب ، غائب طعمة فرمان، فائق حسن ) على سبيل المثال لا الحصر . فما الذي ستضيفه لتجاربهم الفذة ؟ ثم الا ترون معي ان الشهادات العليا والدكتوراه في مقدمتها غدت مثار لغط وشبهات ودخلت اروقة محاكم التحقيق ووضعت تحت رحمة مخاطبات التاكد من سلامتها عبر كتب ( صحة الصدور).
ان عددا من شعراء العامية اليوم وجدوا الطريق الوحيد الذي يختصر السبل كلها لاغراض الوجاهة والتباهي هو التعريف بأنفسهم عبر هذه ال(د) التي بات استخدامها محط سخرية من يطلع على كتاياتهم.
لا اريد الاطالة عليكم فالمشهد يغص بشواذ اخرى لربما ادناها ( الشاعر الشيخ) التي تؤكد لجوء البعض الاخر للاعلان عن عشائريته قبل شاعريته.
وتظل الموهبة هي الاعلى والاسمى.
المسلة – متابعة – وكالات
النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.
سيدي الفاضل ….اجد في الصفه الاكادميه مرضا نفسيا لكل من يتباهى بها دون ان يقدم ما يوازي هذه الصفه من ابداع …اما العشائريه فهي مصدر قوه تفرض علينا نحن المساكين وضعا مخيفا تجعلنا مع الجبناء على مستوى واحد….وهي بعرف القانون الغائب حاليا …..تشكيل عصابي اجرامي …. لكن غياب السلطات مكن اولئك علينا وجعلنا نقف على الحياد او اقرب ما نكون الى التملق لهذا وذلك…..خوفا ولربما في بعض الاحايين طمعا لفرصة قد لا تؤل الينا وتذهب سدا الى الصفقاء