المسلة

المسلة الحدث كما حدث

نتائج الامتحانات الوزارية.. أسئلة لاتحتاج الى ذكاء أعدتها وزارة يسحقها الفساد

نتائج الامتحانات الوزارية.. أسئلة لاتحتاج الى ذكاء أعدتها وزارة يسحقها الفساد

29 أغسطس، 2022

بغداد/المسلة: كتب إياد عطية… اعلنت نتائج الامتحانات الوزارية للصف السادس، وقد حقق نحو 183 طالبا المرتبة الاولى في العراق بمعدل 99.86 اغلبهم من مدارس المتميزين اربعة من بينهم على سبيل المثال من ثانويات المتميزيات في الرصافة و ثلاثة من ثانوية كلية بغداد واثنان من كلية بغداد زيونة ، وفي الاجمال 44 من هؤلاء من بغداد، وحقق اكثر من 600 طالب معدل 99 الى 99.5 بينهم 26 طالبا من ثانوية كلية بغداد، وسيكون القبول في جامعة بغداد مثلا لأعلى المعدلات اي فوق 99.5 في كلية الطب و 99 لطب الاسنان و98 للصيدلة و 97 للتقنيات الطبية وكلية التمريض وهي معدلات عالية جدا.

من هذه النتائج نستنج انه من الصعوبة التمييز بين ذكاء الطلبة وان افضل المدرسين قالوا لطلبتهم لا توجد اسئلة للذكاء من يحفظ المادة عن ظهر قلب هو من يحقق اعلى الدرجات، وهذا بالفعل ما يحدث، ومع تطور تقنيات التعليم، فانه لا احد يعرف كيف يجري اختيار المدرسين الذين يضعون الاسئلة الوزارية التي يمكن القول انها اسئلة حفظ ، لايمكن ان نفرز من خلالها الطلبة الاذكياء عن سواهم، فلا توجد امتحانات وزارية في العالم تحقق فيها هذه الدرجات، وقد تساءل من قبل احد الزملاء هل طلبة العراق افضل واذكى من طلبة دولة اوربية حتى يحققون هذه الدرجات ويعجز طلبة تلك الدولة الاوربية المتقدمة علميا عن تحقيقها؟

ماذا يعني ذلك، يعني ان ثمة خللا كبيرا في بناء مؤسسات الدولة وصل الى ابسط تفاصيلها، الى حد تفاصيل دقيقة وبينها اختيار الاساتذة الذين يضعون اسئلة الامتحان والذين ينبغي ان يجري اختيارهم وفق معيار محدد ومن الطبيعي ان يجري اختيارهم من المدارس التي تحقق افضل المعدلات على اقل معيار، وان يكونوا ذوي سمعة وخبرة ومشهود لهم بالكفاءة.

وفي الواقع ساهم الاعلام بشكل سلبي بتخوف وزارة التربية الى حد الرعب من وضع اسئلة اختبارات منطقية ، فهناك اعلام لا اعرف كيف اصفه، وضع نتائج الامتحانات ومعدلات النجاح والرسوب معيارا لعمل وزارة التربية ومعيارا لنجاحها، وشنت قبل سنوات هجمة اعلامية حمقاء ضد وزارة التربية بعد ان فشل نصف طلبة الصف السادس الابتدائي في تحقيق النجاح، ما جعل الوزارة متخوفة من وضع اسئلة اختبارات صعبة لطلبتها وحريصة على اخفاء كل فسادها وتقصيرها امام الرأي العام خلف هذه النتائج ، تجاهل الاعلام بنية المدارس ومسائل طباعة الكتب وقصص المدارس الطينية ومليارات الدولارات المهدورة وحاكم التربية فقط على نتائج الامتحانات عندما وضعت اللجان اسئلة حقيقية لاختبار قدرات الطلبة.

نتساءل عن اسئلة الفيزياء اذا كان نحو الف طالب واكثر قادرون على حلها من دون خطأ يذكر فاين سؤال الذكاء في درس ينبغي ان نمييز فيه بين طالب واخر، وهل الطلبة الذين حققوا معدل 99.83 وهم الاوائل اذكى من الطلبة الذين حققوا معدل 99 او 98 او 97 مثلا ، من الصعوبة ان نقول ان اولئك اذكى واكثر استحقاقا من هؤلاء فثمة خلل فادح في موضوع الامتحانات ينبغي معالجته وينبغي ان نميز بين طلبتنا الذين يتنافسون في سباق غير منطقي وبظروف مختلفة.

واتمنى على ذوي الاختصاص والتربويين ان يقولوا كلمتهم وتحليلهم وان يرفع المدرسون اصواتهم عاليا، وان يكون هاجسنا جمعا المصلحة العليا والانصاف فما يحدث غير منطقي غير مقبول وبات امرا يتكرر كل عام، وانا يمكنني ان اتخيل مشاعر التلاميذ وعوائلهم ممن حققوا معدلات 98 ولم يتمكن ابناؤهم من الحصول على مقعد في كلية الطب.


المسلة – متابعة – وكالات

النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.