بغداد/المسلة: نشرت مجلة “فورين أفيرز” Foreign Affairs مقالا عن الذكاء الاصطناعي، ودوره في تشويه صناعة القرار، والتنافس بين الصين والولايات المتحدة في هذا المجال.
وجاء في المقال أن النقاشات والحوارات داخل الدوائر السياسية حول الذكاء الاصطناعي تضع دوما الصين في سباق مع الولايات المتحدة على التفوق التكنولوجي، وفق تعبير المقال الذي شارك في كتابته 3 من الأكاديميين البارزين في الولايات المتحدة.
والأكاديميون هم: هنري فاريل أستاذ الشؤون الدولية بجامعة جونز هوبكنز، وأبراهام نيومان أستاذ نظم الحكم بجامعة جورجتاون، وجيرمي والاس أستاذ نظم الحكم بجامعة كورنيل.
ويفترض الخبراء أن الغلبة في مجال الذكاء الاصطناعي ستؤدي بطبيعة الحال إلى تفوق إحدى الدولتين على الأخرى اقتصاديا وعسكريا بشكل أوسع.
لكن الذكاء الاصطناعي لن يغير طبيعة التنافس بين القوى بقدر ما سيغير المتنافسين أنفسهم، كما يعتقد كُتّاب المقال.
ويقارن المقال بين الولايات المتحدة التي تنتهج الديمقراطية نظاما للحكم، والصين التي تتبنّى نظاما “استبدادي” الطابع، ويشكل التعلم الآلي تحديا للنظامين السياسيين كل بطريقته الخاصة.
ولعل التحديات التي تواجه الأنظمة الديمقراطية -مثل الولايات المتحدة- واضحة تماما، وقد يفاقم التعلم الآلي من ظاهرة الاستقطاب من خلال إعادة هندسة عالم الإنترنت لتكريس الانقسام السياسي.
وقد أدرك رواد الذكاء الاصطناعي الأوائل، كالعالم السياسي هربرت سيمون، أن ثمة قاسما مشتركا بين تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي والأسواق والبيروقراطيات والمؤسسات السياسية، أكثر مما بينها وبين التطبيقات الهندسية البسيطة.
وعلى أن الأمر غير المفهوم جيدا -برأي كتّاب المقال- هو أن الديمقراطية والدكتاتورية نظامان إلكترونيان أيضا، إذ بموجبهما تسنّ الحكومات سياساتها ثم تسعى لمعرفة إذا كانت تلك السياسات قد نجحت أو فشلت.
ولدى الحكام الطغاة، فإن تقنية التعلم الآلي تمكنهم من معرفة إذا كان رعاياهم يحبون ما يفعلونه من دون حاجة إلى استطلاعات الرأي أو التعرض لمخاطر سياسية تتسبب فيها الحوارات والمناظرات المفتوحة والانتخابات.
ولهذا السبب -كما يرى الأكاديميون الثلاثة في مقالهم- انتاب العديد من المراقبين القلق من أن التقدم في تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي لن يؤدي إلا إلى تقوية يد الطغاة وتمكينهم من السيطرة على مجتمعاتهم.
وعلى عكس الاعتقاد السائد، يمكن للذكاء الاصطناعي أن يقوّض الأنظمة الاستبدادية بشكل خطير، من خلال تعزيز أيديولوجياتهم وأوهامهم على حساب فهم أدق للعالم الحقيقي.
ويمضي المقال إلى أن الحكام الطغاة استخدموا المقاييس الكمية كبديل صارم وغير كامل لمعرفة ردود فعل الجمهور.
ويوحي العديد من المراقبين أن الانتشار الواسع لتقنية التعلم الآلي سيضرّ حتما بالديمقراطية، وسيساعد ذلك بالمقابل النظم الاستبدادية.
ومن وجهة نظر هؤلاء، قد تؤدي خوارزميات وسائل التواصل الاجتماعي التي تعمل على تحسين المشاركة -على سبيل المثال- إلى تقويض الديمقراطية من خلال الإضرار بجودة تعليقات المواطنين وردود فعلهم.
ووفقا لأصحاب هذا الرأي، فإن الذكاء الاصطناعي يعمل على تركيز البيانات والسلطة، وذلك يسمح للقادة بالتلاعب بالمواطنين العاديين من خلال تزويدهم بمعلومات محسوبة “لاستثارة عواطفهم الجياشة.
وقد يتحول الاستبداد المتكئ على “البيانات المؤتمتة بالكامل” إلى فخ لدول مثل الصين التي تركز السلطة في مجموعة صغيرة معزولة من صانعي القرار.
وينصح كتّاب المقال حكومات الدول التي تفكر في الاستعانة بالذكاء الاصطناعي بأن تدرك أننا نعيش في عالم مترابط، حيث من المرجح أن تتسلل مشاكل الحكومات الاستبدادية إلى الديمقراطيات.
المسلة – متابعة – وكالات
النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.
أخبار ذات علاقة
ماذا يتوقع العالم بعد الهجوم الايراني على اسرائيل؟
وول ستريت جورنال: الضربة الإيرانية على إسرائيل الأكبر في التاريخ
العراق يتحفظ على عبارة دولة إسرائيل