المسلة

المسلة الحدث كما حدث

المحلل السياسي العراقي

المحلل السياسي العراقي

8 سبتمبر، 2022

بغداد/المسلة:

حسنين الساعدي

يُنظر إلى التحليل السياسي على أنه استقراء بواطن الأحداث وتنبؤ بما يحتمل وقوعه وقراءة ما بين السطور وأن من شروط المحلل السياسي الناجح أن يكون من ذوي المعرفة وواسع الثقافة السياسية والتاريخية والاجتماعية ومطلع على القضايا السياسية والأزمات الداخلية والإقليمية والدولية ويفضل أن يكون من حملة وان يكون حياديا بالأفكار والطروحات بغض النظر أن كان مستقل أو منتمي لانتهاء فرعي معين ومن ثمّ يتحصن بما يمتلكه من معلومات ويدرسها ويحللها وفق أدوات التحليل السياسي المبنية على أسس علمية صحيحة فالتحليل السياسي هو دراسة للواقع السياسي والاجتماعي للشعب والوطن ومحاولة فهم الأحداث السياسية التي تحدث وليس كل من عرف الكتابة وحصل على شهادة اكاديمية هو يفهم بدراسة وتحليل الواقع السياسي نعم هؤلاء قد يكونوا مبدعين في اختصاصات علمية متنوعة لكن ليس بالضرورة أن يكون هؤلاء مبدعين في التحليل السياسي فواجب المحلل والمثقف ابداء الفكر السديد الصحيح ووجهة النظر الحقيقية الموضوعية والنصيحة لحل المشاكل السياسية العالقة بغض النظر عن إرضاء هذا الطرف السياسي او ذاك بل المهم إن تكون وجهة نظر سياسية وطنية عقلائية تقنع الضمير والمستمع والقارئ وترضي العقل المفكر بالأدلة العقلائية والأفكار الخلاقة فالمحلل والكاتب المهتم بالشأن السياسي يحتاج لتحليل بيانات منهج ومواقف الأحزاب السياسية والشخصيات القيادية السياسية وربط الاحداث والعمل على الاستفادة من التجارب التاريخية السابقة القريبة والبعيدة والبحث عن إيجاد أفكار وسيناريوهات محتملة للواقع السياسي القادم وليس من الاخلاقيات الوطنية والإنسانية أن يكون المحلل والباحث بالشأن السياسي العراقي الرقص على أنين وجراحات الشعب وعلى أوضاع الناس البائسة والكلام بحديث بعنوان التحليل السياسي وهو في الحقيقة كلام مأجور مباع مقدما بالأموال لأجل إرضاء الحزب الفلاني او الفضائية الفلانية التي يظهر على شاشتها بشكل متكرر وانا شخصيا توقفت الكتابة عن الشأن السياسي بصفحة الفيس بوك لأنك قد تضطر أن تنجر للرد على أناس مؤدلجة او جهلة بعضهم مستفيد ماديا من الجهة السياسية التي تموله وتدعمه ماديا ولوجستيا ليكون شغله الشاغل ان يهاجم طرف سياسي وإن كان موقفه السياسي وطني صحيح ومعتدل ويمدح الطرف السياسي الآخر وإن كان موقفه السياسي خاطئ وفيه فساد وظلم ودكتاتورية وذلك لأجل ارضاء النزوات والرغبات الشخصية واستمرار كسبه المالي حيث يعتبر الكثيرون أن من لا يملك مهنة أو وسيلة عيش قد يسوق نفسه كمحلل أو باحث سياسي لأجل الكسب المادي فقط.

لذلك على من يظهر بالفضائيات بصفة المحلل او الباحث السياسي أن يكون وطنياً معتدلاً وملماً بمعلومات دقيقة عن حقيقة الأوضاع السياسية بشكل عام لأن أغلب الأزمات المحلية مرتبطة بأزمات إقليمية ودولية فضلا عن ذلك لا بد أن يكون المحلل السياسي موضوعياً وعقلانياً في ما يطرحه من أفكار بمعنى أن يستشرف مدى وانعكاسات الأزمات السياسية حاضرا ومستقبلا.

أخيرا أقول أن ظهور وبروز ظاهرة المحللين السياسيين العراقيين الذين يميلون للأموال الحزبية هي من ساعدت وتساعد على تضليل الجمهور أكثر مما تسلط الضوء على طبيعة ما يجري وهي في الحقيقة بيان وجهات نظر وشرح للأحداث أكثر مما ترتبط بالتحليل الذي يتطلب كثيرا من الموضوعية والتعامل مع البنى المكونة للأحداث فأصبح اغلبهم مجرد ببغاوات يرددون ما يقوله وينشره أصحاب المال والجاه السياسي الفاسد فيطمسون الحقائق ويحرفون الوقائع وحسب طلبات وأوامر وافق صاحب التمويل.


المسلة – متابعة – وكالات

النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لا يعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.