المسلة

المسلة الحدث كما حدث

زوار أجانب لوكالات عالمية:كأننا في الجنة حين نحضر الأربعينية

زوار أجانب لوكالات عالمية:كأننا في الجنة حين نحضر الأربعينية

17 سبتمبر، 2022

بغداد/المسلة/ فرانس بريس:  عبرت المدرّسة نجمة، الحدود من ايران إلى العراق للمشاركة في زيارة الأربعين التي يحييها المسلمون سنويًا في مدينة كربلاء المقدّسة حيث أمكن سماع الحديث بالفارسية في كل مكان تقريبًا.

ونجمة واحدة من ملايين، قدموا من انحاء العالم ومن داخل العراق لاحياء أربعينية الامام الحسين ع في كربلاء.

تعدّ هذه المناسبة من أكبر التجمّعات الدينية في العالم ويحيي خلالها المسلمون ذكرى أربعين مقتل الإمام الحسين ع.

وبعد عامين هيمنت عليهما جائحة كورونا، تجمهر هذا العام 20 مليون في وسط العراق في مدينة كربلاء التي تضمّ مرقد الإمام الحسين وأخيه العبّاس.

مرتديةّ عباءة سوداء تقليدية وحذاء رياضياً، قالت نجمة “كما لو أنني وطأت الجنّة. أنا سعيدة جداً”.

جاءت المعلّمة البالغة من العمر 37 عاماً برفقة زوجها وأهلها من قم الإيرانية بالسيارة إلى النجف، المدينة الأخرى المقدّسة بالنسبة للمسلمين الشيعة. ومن هناك، سارت العائلة على الأقدام مسافة 80 كلم إلى كربلاء.

ولا تخفي والدتها لطيفة سعادتها بهذه الزيارة، وتقول “نتصّل باستمرار بالعائلة في إيران… أرسل لهم الصور والفيديوهات لكي يشعروا وكأنهم معنا” خلال الزيارة التي تختتم السبت.

– دموع حارة –

نظرًا لتوافد أعداد كبيرة من الزوار، امتلأت غرف الفنادق في كربلاء . وفي غياب خيارات أخرى، افترش العديد من الزوار الأرصفة.

في ظل حرارة قاسية، يسير الزوّار في الساحة الواقعة بين مرقدي الإمام الحسين والعباس، وفي الشوارع المحيطة بهذين المسجدين المزخرفين بالذهب والخزف الأزرق.

في الليل، تحت ضوء النيون، يقيم الزوّار الشعائر. يجوب رجال بالأسود الشوارع ضاربين على صدورهم على إيقاع الأناشيد الدينية الصادحة في المكان عبر مكبّرات صوت.

ردّد البعض لطميّات مرتبطة بهذه الذكرى. وذرف بعض الرجال دموعاً حارة ولطم آخرون وجوههم، مستذكرين حدث مقتل الإمام الحسين في العام 680 على يد جنود الخليفة الأموي يزيد في صحراء كربلاء.

وأحصت السلطات العراقية خمسة ملايين زائر أجنبي من بين 20 مليون توافدوا إلى كربلاء هذا العام، مقابل 17 مليونًا في العام الماضي.

يشرح الباحث أليكس شمس من جامعة شيكاغو، المختصّ في الشيعية السياسية في العراق وإيران، أن “الأربعين ديني واجتماعي”.

ويضيف أن “العراق من الدول القليلة التي يستطيعون الذهاب إليها ويحظون باستقبال جيد”.

قبل العام 2003 وإسقاط صدّام حسين إثر الغزو الأميركي للعراق، كان يمنع على الشيعة الذين يشكّلون غالبية السكان إحياء ذكرى الأربعين في العلن، تحت طائلة التعرّض للسجن.

قال المدرس الإيراني المتقاعد البالغ من العمر 60 عاماً علي تكلو إنها أول زيارة له منذ ظهور الجائحة.

وقال الرجل متأثّراً “أشعر وكأنني قادم لزيارة عائلتي الكبيرة”. لكنه أقرّ في الوقت نفسه أن كانت لديه بعض “المخاوف” قبل أن يأتي بسبب الوضع الأمني. لكن “أرى أن الوضع جيد جداً، الأخبار كلها كذب وغير صحيحة”.

وفي حين هدأت الساحة في العراق على المستوى الأمني حتى اللحظة، ما زالت الأزمة السياسية متواصلة، وما زالت البلاد غير قادرة على تعيين رئيس جديد للحكومة، بينما تعجز القوى السياسية الشيعية البارزة عن إيجاد سبل للتفاهم.

 

 


المسلة – متابعة – وكالات

النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.