المسلة

المسلة الحدث كما حدث

السيناريو السياسي ما بعد الزيارة الاربعينية

السيناريو السياسي ما بعد الزيارة الاربعينية

19 سبتمبر، 2022

بغداد/المسلة: معراج احمد الحديدي

دخل الواقع السياسي في العراق بعد العاشر من شهر المحرم الحرام – في ذكرى استشهاد سيد الاصلاح والثائر ضد الظلم الحسين بن علي رضوان الله عليهم جميعاً –  من مرحلة الانغلاق السياسي الى ومرحلة السكوت او الصمت السياسي, تحسباً وانشغالاً بإحياء مراسيم الزيارة الاربعينية وتوافد الزوار من شتى انحاء المعمورة الى كربلاء الحسين في اجواء مليئة بالنفحات الروحانية والشذرات الحسينية مستلهمين منه فكرة العدالة وتقديم الغالي والرخيص من اجل اعلاء صوت الحق, وعلى الرغم من أن المنتصر بالسيف غالباً ما يخلده التاريخ بيد أن الحسين رغم استشهاده فقد انتصر على السيف ومجده التاريخ ولم يذكر المنتصر بهذه الواقعة الا بالسوء والخذلان.

وبهذا الصدد فقد قدم شعبنا العراقي صورة بهية للعالم واثبت انه ما زال معطاء وجواد وكريم فالزائر لا يحتاج الى مأوى ولا مأكل ومشرب, فكل هذه الطلبات يجدها لدى السير الى كربلاء, وعلى الطرقات تقدم العشائر افضل ما لديها في خدمة الزائر فلا يحتاج الاخير الى أي شيء الا وجده دون طلب منه, فشكراً لكل من ساهم في نحاج هذه الزيارة.

اما على المستوى السياسي فالمشهد ظل صامتاً من اجل انتهاء الزيارة دون توتر أو مشاكل أو تصادم تنعكس على الشارع العراقي خصوصاً بعد احداث اقتحام انصار التيار المنطقة الخضراء, وما نتج عنه  من مواجهات وسقوط شهداء من الطرفين بالتالي فالسكوت كان خير وسيلة لتجاوز الازمة السياسة في ظل هذه الايام.

لكن بعد الانتهاء من الزيارة ما هو السيناريو المتوقع من قبل الاحزاب السياسية؟ هل هناك توجه لحلحلة الازمة أم اعتراض التيار يبقي الحال على ما كان؟

لا شك ان انسحاب التيار الصدري القى بظلاله على تشكيل الحكومة وما زال حتى بعد الاحداث الاخيرة, مصرا على عدم الموافقة على تشكيل الحكومة مستنداً بذلك على المعارضة الشعبية بعد ان فقد المعارضة البرلمانية, داعماً رئيس الوزراء الحالي في اكمال المدة والتمهيد لانتخابات مبكرة, وهو ما يرفضه الاطار جملة وتفصيلا ويعمل جاهداً من اجل سحب بساط الحكومة منه من خلال تقديم مرشحهم السوداني او اي شخصية لها مقبولية لدى الاخرين من اجل تشكيل حكومة بالاتفاق مع بقية المكونات   السياسية تحت قبة البرلمان وهو السيناريو الاقرب الى الواقع  وسيطرح خلال هذه الايام.

اما الشركاء في مجلس من الكرد والسنة فالواضح انهم اصبحوا في حلإ من تحالف انقاذ وطن وبدا انهم  يفكرون بواقعية المشهد والجدية في تشكيل من اجل الحصول على المكاسب, فالبرغماتية هي التي تسيطر على الفلسفة السياسية من قبل هذه المكونات _بحجة استحقاق المكون_ , بالتالي لا اشكال يُذكر من قبلها فيما يتعلق بالتوجه حول عقد المجلس وتكليف الشخصية التي يطرحها الاطار, الا أن الخلاف الكردي الكردي هو الذي يعقد نوعاً ما بسبب منصب رئيس الجمهورية والذي يحل بمجرد انعقاد المجلس سواء بالتراضي ام بالانتخاب مثلما حصل في الدورة السابقة.

وفيما يتعلق بالنواب المستقلون الذين كانوا سابقاً بيضة القبان ومحور التوازن فيما بين الاحزاب السياسية, فقد جاءتهم الفرصة ومد التيار الصدري يده لهم لكن الخوف من تكرار تجربة التيار مع التحالف الشيوعي قد يكون العائق الذي اوجسوا منه خيفة, بالتالي فإن الفرصة كانت مؤاتية لهم ابان التيار الصدري اما اليوم فقد يكون دورهم اقل مما سبق فيما يتعلق بتشكيل الحكومة, سيما وأن الواضح من الواقع أن البعض منهم مع توجه الاطار أو التيار فقل حجمهم الحقيقي داخل البرلمان.

ومع فكرة  تشكيل الحكومة من عدمه  والتي لا حل ثالث لها فإن التكهن في المشهد السياسي العراقي صعب جداً تحليله وقراءته لان المتغيرات فيه بين ليلة وضحاها بالتالي الايام حُبلى بالمفاجآت!!!


المسلة – متابعة – وكالات

النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.