المسلة

المسلة الحدث كما حدث

العراقي يعاني أزمة نفسية  

العراقي يعاني أزمة نفسية  

29 سبتمبر، 2022

بغداد/المسلة:

عدنان أبوزيد

ماعاد العراقيون يتابعون الدراما والأفلام، بعدما انقلبت السياسة والعنف في بلادهم إلى مسلسل هوليودي متلاحق الحلقات، عبر برامج الحوار السياسي، وصار السياسيون ومقدمو البرامج، ممثلين على الجمهور بامتياز، لكن هذا المسلسل على نقيض البرامج الترفيهية، يوقِع فيهم أمراضا نفسية، وأزمات قلبية، سيما اذا اطّلعوا على 18 ملف فساد في البلاد باعتراف رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي.

انتبه الزعيم العراقي عمار الحكيم، إلى خطورة تفشي الخيبة، ليدعو إلى (نشر الإيجابيات وتعميمها)، والترويج للأمل، المصل المضاد لليأس الذي تتمدد عدواه، أسرع من كورونا.

والأمل مخطوف من العراقيين حين يقاسون من مستشفيات بلا كوادر فاعلة، وخريجين عاطلين، وكهرباء غير مستقرة، وموظف يعمل لمدة 15 دقيقة، وجامعات تتناسل، دون منفعة، وعشائر تتناحر، وانهيار في المواصلات والمدن.

والصراحة في السياسة مُرّة، ومريرة، لكنها مطلوبة، إلا أنّ مسؤولين وأصحاب قرار يتذمّرون منها، لأنها تفضح الكثير من الفساد والتقصير.

سياسيون تاريخيون، أتقنوا عمليات جراحية للظواهر، وأحدثوا صدمة في مجتمعاتهم، لتحفيزها على القِيام، فقد عاب تشرشل على الإنكليز، الاسراف في الخيبة، وانتقد الزعيم الشيوعي لينين الديماغوجيين الكاذبين، الذين يلوون اعناق الحقائق، ولا يصارحون الشعب بما يجري.

وفي العراق، فانّ الخطاب السياسي الدهمائي لبعض النخب، يهاجم الناقمين، بدلا من استيعابهم بتنفيذ المطالب، ما جعل النوبات القلبية، والدماغية، ظاهرة عراقية بامتياز.

 


المسلة – متابعة – وكالات

النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.