المسلة

المسلة الحدث كما حدث

العراقيّ مفكّك.. مصعوق.. محطّم

العراقيّ مفكّك.. مصعوق.. محطّم

20 أكتوبر، 2022

بغداد/المسلة:

عدنان أبوزيد

العراقي، مُفكّك، مصدوم، نعم.

ومن رعب الصدمات يصاب بخِفَّةُ عَقْلٍ، ويتحول جلده إلى صدفة سلحفاة منقرضة.

العراق “ملجوم”، مكمود، منهار، منذهل، ليس بعد نهب نحو 2.5 مليار دولار، فهذا غيض من فيض، بل من تفسخ عميق، سحيق.

العراقي مأكول من الفكّ إلى الفكّ.

المواطن مشعول وثائر، وموتور، ومحطّم.

هو يدرك إنه منكوب، سليب،

وانّ الملف سيوضع في التنور، حال المليارات المنهوبة الفائتة.

المواطن “متهستر”، وطائش، ومُلَبَّدٌ، لأنه يعلم أن السارق شاخص، لكن لا أحد يلقي القبض عليه.

انه عندهم، ويأكل ويشرب بينهم..

العراقي يلطم على رأسه، لأنه يعرف أن العمل جار، ليس لكشف الجريمة بل لـ”طمطمتها” وتوزيع المليارات بين اللصوص.

المواطن، ينوح، لأنه يعرف أن كل البيانات والوعود بكشف الحقيقة، هي للضحك عليه، وأنه مضحكوك عليه مسبقا.

المليارات عبرت الحدود من زمن طويل،

والفاسدون استقلوا الطائرات،

وهم في أمان وعلى تواصل مع شركائهم الكبار في الداخل..

المواطن يجزع وسينتحر، قبل إن يرى فاسدا واحد معلقا على أعواد المشانق

لا تلوموه اذا ما ضيّع عقله، وأشهر سكينا كالمجنون في الشارع، ليطعن من يطعن..

..

“متى تفهم؟

متى يا أيها المتخم؟

تغوصُ الناس في دمها..

وأنت صريعُ شهواتك

تنام.. كأنما المأساةَ ليست بعضَ مأساتِك

متى تفهم ؟

متى يستيقظ الإنسان في ذاتِك؟

 


المسلة – متابعة – وكالات

النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.