بغداد/المسلة: نشر حبيب عبد..
من مذكرات احسان نراغي (من بلاط الشاه الى سجون الثورة):
في أيامه الأخيرة نظر الشاه من شرفة قصره، ورأى ما تخلفه الثورة الغاضبة على الجدران، لكأنها أحشاء حيوان عملاق قد التصقت بكل مكان، وقد اتصل جنرال قبل لحظات وقال “يا مولاي القمع لا يفيد، لكأن الرصاص يجتذب الحشود.. فأرسل الشاه بطلب عالم الإجتماع الإيراني المعروف إحسان نراغي. جلس الدكتور نراغي في قاعة كبيرة يحدق بسجادة فارسية كبيرة على الأرض، حتى حمله الحاجب إلى غرفة الملك الحزين.
قال الشاه لماذا يكرهونني لقد جعلت طهران باريس الشرق؟ فقال نراغي إنه المذهب الشيعي يا مولاي، أنت ملك ثري، تقيم الإحتفالات الفخمة التي يلمع فيها الذهب، وهم يؤمنون بعلي بن أبي طالب الذي يأكل الخبز اليابس. ويؤمنون برجل آخر من أحفاد علي يدعى المهدي المنتظر، سيأتي آخر الزمان ويحارب لأجل العدل.
فقال الشاه “أنا محاصر تماماً إذن، خلفي علي بن أبي طالب، وأمامي المهدي المنتظر”. فرد نراغي نعم يا مولاي، الشعب مفتون بالدكتور محمد مصدق، الذي يخرج عليهم بالبيجاما، وأعلن تأميم النفط فأسقطته وكالة المخابرات المركزية الأميركية في انقلاب عسكري.
فقال الشاه ماذا حقق مصدق وماذا سينجز الخميني؟ عندها صمت نراغي وأجاب بتردد، إن هناك أشياء غامضة في وجدان الشعوب، وهؤلاء ربما منحوا الشعب ذلك الإحساس بالكرامة الوطنية واحترام الذات.
المسلة – متابعة – وكالات
النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.
أخبار ذات علاقة
ترامب: سأوقف الفوضى في الشرق الأوسط والحرب بأوكرانيا
محافظ المثنى يكشف عن فتح مقبرة جماعية: أكثر الجماجم لأطفال صغار
البطالة القانونية: عندما تتحول العدالة إلى أزمة مهنية