المسلة

المسلة الحدث كما حدث

حكومة السوداني بين الواقع والطموح

31 أكتوبر، 2022

بغداد/المسلة:

عقيل الطائي

بمرور سريع للمشهد السياسي العراقي المتازم وما الت اليه قبل الانتخابات التي تسمى مبكرة ومابعدها.

اعتقد بعد تظاهرات تشرين في ٢٠١٩ التي كانت مطلبية بسبب عدم تلبية طموحات واستحقاقات الشباب وبقية شرائح الشعب ، رغم وفرة الاموال ، لكن غياب التخطيط الاقتصادي الاستراتيجي والخلط بين السياسة والادارة كان من ابرز اسباب الفشل

هذه التظاهرات التي استغلت من قبل الفواعل الخارجية وبعض السفارات ومن الداخل ايضا في تحييد سياسي منظم سيا لمكون الاغلبية في العراق ، ومالوحظ هو جغرافية التظاهرات واحداثها كذلك اتهام المنظومة السياسية الشيعية بالفساد دون غيرها لغرض التنكيل ب جمهورية ايران الاسلامية باعتبارها داعمة لهذه المنظومة السياسية والخلاف بين امريكا وايران وبعض دول الاقليم كل هذا تمخص باستقالة الحكومة وتمخضت عن انتخابات ليست مبكرة كما تعرف وحكومة هزيلهدة متهمة بالفساد ومتماهية مع امريكا واذرعها وبريطانيا واصبحت مصنع للازمات .

تمت الانتخابات وظهرت النتائج بعد ان رسمت بدقة متناهية وخلق للضد النوعي في المكونات وتسببت بانسداد وتعقيد سياسي استمر سنة ، نجح الاطار التنسيقي في تشكيل حكومة السوداني.

حكومة السيد السوداني طريقها ليس معبد  بالورود فهنالك واقع متردي في جميع الجوانب وخاصة الخدمية منها والاقتصادية ناهيك عن ارتفاع خط الفقر حسب احصائيات وزارة التخطيط السابقة ومنظمة الفاو ووجود دولة عميقة في جميع مفاصل الحكومة تغطي على الفساد وتسهل مهمة نهب الاموال اذن  فالواقع صعب وشائك.

السيد السوداني هو ابن العملية السياسية ويعرف حيثياتها ودهاليزها ، وهو ابن المعناة الشعبية العراقية وتدرج بعدة مناصب كان ناجحا ولم يؤشر عليه اي فساد اداري او مالي ناهيك عن الكارزما الجيدة التي يمتلكها.

طموح السيد السوداني ومن خلال منهاجه الحكومي فيه حلول لاغلب المعضلات التي شكلت عائقا امام رفاهية الشعب وتقدم الدولة .

من المعروف لجميع الدول اعداء ولجميع الحكومات منافسين ، وحكومة السوداني لها منافسين ومعترضين وبالتأكيد يحاولون وضع العصي وليس العصا في عجلة المنهاج الحكومي ، وهؤلاء ليس معارضة برلمانية حقيقية وانما معارضة تسقيطية واضحة بسبب ماحدث بعد الانتخابات وليس بمخفي عن  الجميع.

يريد رئيس الوزراء ان ينجح وينفذ برنامجه بدقة واهم مافية محاربة او تقليل الفساد الذي نخر جسد المؤسسات العراقية وحتى القطاع الخاص والمنتظمات الشعبية على مستوى افراد ايضا.

النجاح هنا ليس لشخص وانما لمنظومة حكومية متعاونة تمتلك الكفائة والنزاهة وشرف المهنة في جميع مؤسسات الدولة بالتعاون والمتابعة .

اعتقد ان تطبيق مبدا الثواب والعقاب وكذلك تطبيق قانون بسيط غير معقد وهو( من اين لك هذا) سيكون نافعا في مؤسسات ودوار الدولة.

طموح حكومة السيد السوداني ان تنجح ولو ٨٠% او اقل من هذا لان الشعب علق اماله بهذه الحكومة وبالتالي التحدي صعب وكبير لكن هنالك سؤال مهم جدا هو:

هل يتمكن السوداني من اجتياز التحدي والصعوبات والضبابية في بعض المفاصل ؟؟؟

نعم يستطيع اذا كانت ادواته جيدة بالاضافة الى المتابعة الحثيثة وابتعاد هذه الادوات عن منظومتها السياسية حتى وان اسماها البعض مستقلة ، لايوجد استقلال تام لكن نتمنى ان يكون جزئيا على اقل تقدير، واعتماد مبدا الشفافية مع الشعب.

ينجح اذا كان هناك دعما سياسيا بالاضافة الى تعاون البرلمان والاعلام والمنظمات اذا كان هنالك نية حقيقية لدى الكتل لان يحقق هذا النجاح وعبور المرحلة والصدق مع الجمهور ولو مرة واحدة بعد التغير..

نتمنى النجاح للحكومة صدق الوعد لعيش الشعب ولو بجزء بسيط من حقوقه وهي الخدمات التي اصبحت حلم وهي واجب وحق، ومن الرفاهية في العيش.

 


المسلة – متابعة – وكالات

النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.