بغداد/المسلة:
– الخلافات والمعارك والصفقات التجارية والتبدلات الحربائية لا يستطيع الدبلوماسيون الامريكيون الجدد في بغداد فهمها لاسيما الدبلوماسيون الأمريكيون
– مصطفى الكاظمي ليبرالي قائم على نشاطه المناهض لصدام وعمله في تأريخ انتهاكات حقوق الإنسان. قد يكون هذا صحيحًا قبل توليه السلطة ، لكنه لم يفعل الكثير تجاه تراجع حرية الصحافة في العراق.
– عندما يكون الأمريكي الزائر مهما، سيناقش البرزانيون معه مشروع كردستان مستقلة موالية للغرب ويضعون امامه ما قيمته 75000 دولار من زجاجات الويسكي والسيجار، حتى وهم يدعون بالفقر وانهم لا يستطيعون دفع حتى الرواتب.
– ملاحظة للمسؤولين الأمريكيين: إذا كان البرزانيون تقدميون وذو توجه غربي ، فأين زوجاتهم؟ أين بناتهم؟.
– ليس من الحكمة، الاعتقاد بأن الصدر كان مكافحا ضد الفساد فمن يسعى فعلا الى الحكومة النزيهة او يحارب الفساد لا يتحالف مع عائلة البرزاني، أكثر العائلات فسادًا في العراق.
كتب مايكل روبين وهو زميل أقدم في معهد أمريكان إنتربرايز ، مقالا في “نشونال انتيرست” ألقى فيه جانبا من النفاق السياسي في العراق، محذرا من خُدع وألاعيب الساسة العراقيين. وقد ترجم الباحث عدنان ابوزيد، التقرير (بتصرف محدود).
يقول روبين: قبل نصف قرن، أعاد وزير الخارجية هنري كيسنجر تشكيل وزارة الخارجية، و قبل ذلك، فإن وزارة الخارجية كانت توظف وتزرع أولئك الذين لديهم معرفة لغوية عميقة وروابط ثقافية مع منطقة. وقد نشأ جراء ذلك العديد من المستعربين الأكثر نفوذاً في وزارة الخارجية كأبناء من منطقة الشرق الأوسط، يجيدون اللغة والفروق الثقافية التي فقدها معظم المسؤولين الأمريكيين. لكن كيسنجر رأى أن هذه المعرفة العميقة أدت إلى نتائج مشوهة بعدما لاحظ إن هؤلاء يدافعون عن الدولة التي خدموا فيها (دولة الجذور) وليس البلد الذي يمثلونه.
لذلك، فقد حدد هو وخلفاؤه عمومًا فترة عمل الدبلوماسيين الأمريكيين بسنتين أو ثلاث سنوات في أي بلد ، وهي فترة كافية لتطوير الخبرة ولكن ليس وقتًا طويلاً حتى يصبحوا مواطنين خادمين للدول التي يعملون فيها. وفي الوظائف الصعبة مثل العراق أو ليبيا ، قد تقترب فترة عمل الدبلوماسي الأمريكي من عام واحد.
لننظر إلى العراق، حيث النخبة السياسية هي نفسها منذ عام 2003. تهيمن عائلتا البرزاني والطالباني على كردستان العراق . نوري المالكي ، ومقتدى الصدر ، وهادي العامري ، وبدرجة أقل ، عمار الحكيم و حيدر العبادي ، لا يزالون من أصحاب النفوذ بين الشيعة العراقيين.
القيادة السنية أكثر مرونة ، إلى حد كبير لأن جذورها غير راسخة ، على الرغم من أن أي سياسي طموح في الأنبار يتلمس طريقه اليوم عبر الإشادة بمحمد الحلبوسي فيما انحسر نفوذ الإخوين النجيفي.
هذه الشخصيات العراقية ذاكرة سياسية مؤسسية تعود إلى عقود وما تخللتها من الخلافات والمعارك والصفقات التجارية والتبدلات الحربائية بطريقة لا يستطيع الدبلوماسيون الجدد في بغداد فهمها لاسيما الدبلوماسيون الأمريكيون ، الذين لا تمثل فترة ولايتهم سوى جزء بسيط مقارنة مع نظرائهم الإيرانيين أو الأتراك والذين يميلون إلى البقاء داخل جدران السفارة ، ويعملون على استدعاء العراقيين اليهم بدلاً من البحث عنهم.
هذه الديناميكية تشوه الواقع. يرث الدبلوماسيون الأمريكيون كما من المعلومات والتقييمات من نظرائهم السابقين. وإذا عطس سياسي عراقي أثناء الاجتماع، فإن تقييم وكالة المخابرات المركزية بعد عشرين عامًا قد يستمر في استنتاج أنه مصاب بنزلة برد، فيما هناك أسباب مرضية أخرى للعطسة قد استجدت.
مثال محدد على ذلك، قد يرى الأمريكيون مصطفى الكاظمي على أنه ليبرالي ذو توجه غربي قائم على نشاطه المناهض لصدام وعمله في تأريخ انتهاكات حقوق الإنسان. قد يكون هذا صحيحًا قبل توليه السلطة ، لكنه لم يفعل شيئا تجاه تراجع حرية الصحافة في العراق. وبينما يعرض رئيس الوزراء العراقي صورة للتعاون الوثيق مع وكالات الاستخبارات الغربية ، فإنه يزرع علاقات وثيقة مع إيران، و يسعى الى الدعم الإيراني لولاية جديدة.
يسرف الحزب الديمقراطي الكردستاني، على سبيل المثال، الأموال الضخمة المخصصة على زيارة المسؤولين الأمريكيين والتي يمكنها أن تساعد المئات من الفقراء. وخلال هذه المآدب والاجتماعات، ينتقد البرزانيون إيران ويشتمون زعماء الشيعة السياسيين والميليشيات. وعندما يكون الأمريكي الزائر مهما، سيناقش البرزانيون مشروع كردستان مستقلة موالية للغرب ويضعون امامه، ما قيمته 75000 دولار من زجاجات الويسكي والسيجار ، حتى وهم يدعون بالفقر وانهم لا يستطيعون دفع حتى الرواتب.
أخبرني الطلاب الذين قمت بتدريسهم منذ أكثر من عقدين والذين حضروا اجتماعات كمترجمين، ليس فقط في كردستان العراق ولكن أيضًا في العراق ككل، كيف يسخر هؤلاء السياسيون غالبًا من محاوريهم الأمريكيين عندما يخرجون من القاعة. ينظر السياسيون العراقيون عمومًا إلى الاجتماعات مع الدبلوماسيين الأمريكيين أو غيرهم من الزوار على أنها عمل روتيني. لا يتم إنجاز العمل الحقيقي في العراق في المكتب بل في المنزل، وغالبًا بعد منتصف الليل.
وفي بعض الأحيان، فان هناك دبلوماسيين إيرانيين، في القاعة المجاورة التي استقبلوا فيها الأمريكيين.
بيان سامي عبد الرحمن، التي تمثل حكومة إقليم كردستان في واشنطن هي في الواقع لا تمثل سوى الحزب الديمقراطي الكردستاني ومصالحه التجارية وهي تنتمي الى عائلة يكون فيها الجمع بين زوجتين وجرائم الشرف أمرًا شائعًا للغاية. ملاحظة للمسؤولين الأمريكيين: إذا كان البرزانيون تقدميون وذو توجه غربي، فأين زوجاتهم؟ أين بناتهم؟.
سيعزز البرزانيون أيضًا نفوذهم من خلال العمل مع خريجي إدارات بوش وأوباما وترامب ، الذين يعلقون عليهم أسهمًا في شركات النفط المربحة وشراكات أخرى.
لقد سعى رجل الدين الشيعي مقتدى الصدر، سليل عائلة دينية في النجف، إلى إعادة صياغة نفسه كمصلح، على الرغم من أن هذا كان دائمًا ضعيفًا. في حين أن قلة من العراقيين توقعوا قراره بالانسحاب البرلماني. تقلباته السياسية المتكررة تستحق التفكير.
ليس من الحكمة، الاعتقاد بأن الصدر كان مكافحا ضد الفساد. فهناك غموض في ثروته المالية الخاصة وقد صادر عقارات في النجف بالقوة. ومن غير الممكن لمن يسعى فعلا الى الحكومة النزيهة او يحارب الفساد إن يتحالف مع عائلة البرزاني، أكثر العائلات فسادًا في العراق.
يلعب أصدقاء أمريكا المزعومون في العراق دور الحمقى مع واشنطن. حان الوقت لوضع حد لمثل هذه الألعاب. الطريق الى بغداد المعتدلة والمسؤولة لا يمر بأربيل. علاوة على ذلك، يجب على خدع بارزاني في الغرفة الخلفية أن تتوقف لانها ستكون خطرا جسيما على المصالح الأمريكية.
المسلة – متابعة – وكالات
النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.
و هل اكتشف الذرة؟ كل ما تطرق اليه يعرفه اي عراقي لكن كلامه موجه للديبلوماسية الأمريكية. عوائل المافيات العراقية من شماله لجنوبه هي ممالك محدودة السلطة و النفوذ و هي كلها من ورق و تتساقط اما بصراعات بينها او بهزة بسيطة من غضب الشارع.
ذلك لان امريكا دولة لعينه ….والحقير يقع على شبيها له ….وهذا هو النفاق