المسلة

المسلة الحدث كما حدث

نواب ومسؤولون سابقون يتحولون الى “ملائكة” نزاهة و تنظير حال ابتعادهم عن المناصب

نواب ومسؤولون سابقون يتحولون الى “ملائكة” نزاهة و تنظير حال ابتعادهم عن المناصب

30 نوفمبر، 2022

بغداد/المسلة: يتحول المسؤولون الحكوميون والنواب السابقون في العراق الى “ملائكة” حين يفقدون مناصبهم، ويتحولون الى منظرين في الاصلاح والاداء، ويشرعون في كيل الانتقادات الى المؤسسات الحكومية بمجرد تقاعدهم أو ازاحتهم عن مناصهم، على الرغم من تربعهم على رأس هرم القيادة لسنوات طويلة، من دون يقدموا ما يشير الى تميز وكفاءة في الاداء.

بل ان البعض منهم متهم بالفساد، وسوء الادارة وعدم الكفاءة، لكنهم يصبح نزيها وخبيرا وناصحا ومخططا حين يفقد المنصب.

واضافة الى ذلك، فهو  حين يتقاعد او يزاح من المنصب، ويتمتع براتب ضخم، ينافس الاخرين على منصب جديد.

ووضع النائب السابق، هوشیار عبدالله، يده على الظاهرة، فبقول ان أن اكثر ما یدهشني أن الذين ينتهي عملهم في الحكومة والسلطة التنفيذية یبدأون بانتقاد النظام السياسي رغم أنهم يعتبرون جزءً من السلطة!.

وأضاف: اليوم قرأت سفسطة تحت يافطة النقد من أحد مسؤولي الحكومة السابقة، علما أنه كان راعيا لهذه الكوارث والاخطاء، بالنهاية صاروا ملائكة!.

وقال الخبير الاقتصادي، داود هاشم: اليقين والشواهد على الأرض تقول ان جميع من تبوؤا مناصب حكومية منذ 2005 لليوم كانوا ضمن منظومة الفساد والتخريب الحكومي الفوضوي وبتشجيع وحماية أحزاب اليوم اما الشرفاء فكانوا قلة وتم محاربتهم انسحبوا ليتركوا الساحة لمهاترات هؤلاء الفاسدين يزايد احدهم على الاخر.

ولا ينكر المسؤولون العراقيون وجود فساد مستشر في الدولة.

و في أغسطس/آب 2015 كشف عادل عبد المهدي الذي كان يشغل حينها منصب وزير النفط أن الموازنات العراقية منذ 2003 ولغاية 2015 بلغت 850 ملیار دولار، وأن الفساد في العراق أهدر 450 ملیار دولار، مضيفا أن استغلال المناصب من جانب المسؤولين لمصالح خاصة كلف الدولة 25 ملیار دولار.

والمناصب في العراق لم تعد محترمة، بعدما ضربها زلزال الفساد والمحسوبية والمنسوبية، فيقول السياسي العراقي عزت الشابندر ان هناك الكثير من  بيع وشراء المناصب الحكومية في العراق،ولكن كم هو مخجِلٌ ومُقرِفٌ أن يدخل موقع رئاسة الجمهورية في هذا المزاد القذر بإدارة شخصيات لها شأنها السياسي والاجتماعي والديني وهي ليست بعيدةً أصلًا عمّا وصلنا إليه من خيبة .

وتنقل  الاكاديمية والباحثة عواطف رشيد، عن  بيتر دراكر بان الدرس الأكثر أهمية هو أن المنصب لا يعطي امتيازاً أو يمنح قوة، و إنما يفرض مسؤولية، متسائلة: كم عدد صناع القرار و أصحاب المناصب ممن لديهم شعور بالمسؤولية في العراق؟.

 

اعداد محمد صلاح


المسلة – متابعة – وكالات

النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لا يعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.