بغداد/المسلة: يوسف رشيد الزهيري
ان إقامة صلاة الجمعة الموحدة في كل عام أمر طبيعي، وفي بعض السنوات أقيمت هذه الصلاة في مدينة الكوفة، وأحيانا في مدينة الصدر ببغداد، لكن صلاة هذه السنة ستكون لها أصداء خاصة، خصوصا مع تصاعد وتيرة الأزمة السياسية التي يعيشها العراق منذ سنوات
لكن اضحت صلاة الجمعة الموحدة التي دعا اليها زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر في ١٥ تموز الجاري ،مثار اهتمام القوى السياسية لان نزول جمهور التيار إلى الشارع في ظل ظروف الازمة السياسية الخانقة وتداعياتها، ربما تكون رسالة غضب شعبي لمنع تشكيل أي حكومة توافقية أمر وارد جدا، فيما يوجد قرارات وتوجيهات مهمة سوف تصدر خلال الخطبة السياسية”.
كما أربك زعيم الكتلة الصدرية في العراق، مقتدى الصدر، حسابات منافسيه في القوى الشيعية المنضوية تحت ما يعرف بالإطار التنسيقي وحلفائها لتشكيل الحكومة الجديدة، كما ان الحذر والترقب للقوى السياسية من خطوات الصدر القادمة تثير وتربك المشهد السياسي بعد استقالة نواب الكتلة الصدرية من البرلمان العراقي كرسالة احتجاجية ضد القوى السياسية المعارضة والمقربة من ايران والتي عطلت تشكيل حكومة الاغلبية السياسية الوطنية .
وباتت صلاة الجمعة الموحدة القادمة، محط ترقب واهتمام من قبل الأطراف السياسية، نظرا للتوقعات بأنها ستتضمن أوامر من الصدر لأنصاره بالتظاهر أو الاعتصام، إلى جانب رسائل سياسية تخص مساعي الإطار التنسيقي لتشكيل الحكومة، لكن بالمقابل فأن الإطار طالب التيار الصدري بالابتعاد عن سياسة “التهديد والوعيد” والمضي بسياسة الحوار والتفاهم.
كما ان صلاة الجمعة الموحدة في العاصمة بغداد، فيها رسائل سياسية كثيرة، أبرزها بيان قوة القاعدة الجماهيرية الصدرية، وهذا ما على الجميع الانتباه له، فهذا الجمهور ربما يتظاهر أو يعتصم في أي لحظة أمام المنطقة الخضراء أو حتى داخلها إذا أمر الصدر بذلك لمنع تشكيل أي حكومة توافقية
كما أن لجوء التيار الصدري إلى الشارع بهدف عرقلة تشكيل الحكومة العراقية الجديدة أمر وارد جدا، خصوصا أن هناك تحشيدا سيكون اشبه بالتسونامي العقائدي الغاضب من قبل جمهور التيار الصدري ، ولاسيما أن التيار استخدم هذه الورقة (الشارع) سابقا في الكثير من الأزمات والقضايا”.
ويرجح ان لتيار الصدري لن يحرك الجمهور المشارك في الصلاة الموحدة نحو التظاهر أمام المنطقة الخضراء أو مناطق أخرى، لكنه سيكتفي بإيصال رسائل مهمة من خلال هذا التجمع الذي سيكون كبيرا جدا، وبعدها ربما تأتي خطوات الاحتجاجات، حتى لو كانت بعنوان شعبي وليس صدريا، للتعبير عن رفضهم الطبقة السياسية الفاسدة .
المسلة – متابعة – وكالات
النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.
أخبار ذات علاقة
من نظام الأسد إلى علم الاستقلال.. الإعلام السوري يغيّر جلده في ليلة وضحاها
العرب بين حداثة الزيف وأزمة الوعي
الازدواجية بين الأسد وصدام