بغداد/المسلة:انعقدت القمة العربية الصينية في السعودية في مرحلة حساسة من العلاقات الأمريكية السعودية، وهي مؤشر على إصرار الرياض في الانخراط في تحالف عالمي مستقطب بغض النظر عن رغبات حلفائها الغربيين.، كما تعد خطوة لكسب الصين كحليف في اي مواجهة بين دول الخليح وايران وابقاءها على الحياد في أقل تقدير.
وواضح ان بكين تدرك اهمية التوازن، الامر الذي دفع المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية وانغ ون بين، التأكيد على العلاقات الودية بين طهران وبكين، وقال: إن الصين تدعم دائما دول مجلس تعاون الخليج وإيران في تحسين العلاقات على أساس مبدأ الجوار.
لكن الباحث الاقتصادي نبيل جبار التميمي، قال لـ المسلة ان ايران اعترضت على مخرجات القمة العربية الصينية في الرياض، مشيرا الى ان طهران استدعت السفير الصيني وسلمته ورقه احتجاج.
وذكر التميمي لـ المسلة، ان القمة طغى عليها الجانب الاقتصادي، بل من الممكن تسميتها بانها قمة شراكة اقتصادية بامتياز، رغم افاق التعاون السياسي والدبلوماسي الممكنة، مضيفا الى ان السعودية حاولت من خلالها بناء شراكات صينية كبيرة مقابل تمرير اتفاقية التعاون ضمن المبادرة الصينية (مبادرة الحزام والطريق).
واستطاعت السعودية توقيع اتفاقيات وعقود شراكة تجارية عدة تهدف الى (توطين الكثير من الصناعات الصينية في السعودية)، وأيضا توطين وكالات صينية إقليمية (شرق أوسطية) في السعودية كقاعدة تنطلق منها الشركات الصينية في المنطقة.
وخصصت السعودية مدينة جيزان المطلة على البحر الأحمر كمدينة مركزية للصناعات (الصينية – السعودية)، وميناءها مرتبط بالمبادرة الصينية (الحزام والطريق).
وأضاف التميمي ان القمة طغى عليها الجانب السياسي والأمني، حيث أرادت الرياض ان تُقدم الصين كبديل دولي يفرض ويوفر الحماية السياسية والأمنية لدول الخليج ، ولم تتناول القمة الكثير من التركيز حول القضايا الاقتصادية التي على ما يبدو تم احتكارها للمصالح السعودية على حساب بقية دول الخليج.
وأشار الى انه قد نلتمس بعض الإشارات حول عدم اتفاق الدول الخليجية على القمة الخليجية – الصينية ويمكن متابعة ذلك من خلال متابعة طبيعة التمثيل الدبلوماسي للأمارات او سلطنة عمان او حتى الكويت وحجم مشاركتها في القمة، مضيفا الدول الخليجية الخمس قد تشعر بالغبن نتيجة توسع السعودية بعلاقاتها التجارية على حساب الدول الخليجية الأخرى، وقد يفتح الأبواب امام تنافس خليجي اقتصادي جديد.
واستطرد انه رغم تناول الزعماء في بعض كلماتهم القضايا الاقتصادية ورغم العنوان الكبير المتعلق بالتعاون والتنمية الا ان مخرجات البيان الختامي للجلسة كان مكرس للقضايا السياسية الدولية، ومن الممكن اختزال اهم ما جاء بالبيان حول تأكيدات عربية بشأن (الصين الواحدة) في إشارة لرفض الدول العربية لمشروع استقلال تايوان،
وأيضا تأكيدات تخص عالم متوازن متعدد الأطراف (وهي تأكيدات صينية، كررها الرئيس الصيني في اكثر من مناسبة – عالم جديد متعدد القطبية)، وأيضا إشارات للغرب تتضمن عدم التدخل بالشؤون الداخلية للبدان مستغلة مبادئ حقوق الانسان او حماية الديمقراطيات، وقد تساهم القمة في النهاية باتاحة الفرص امام الصينيين لتجديد علاقاتهم التجارية والاقتصادية اكثر فاكثر مع الدول العربية مستثمرين نزعة التنافس العربي والخليجي.
و أوضحت كلمة رئيس الوزراء محمد شياع السوداني اندفاعا واضحا نحو المبادرة الصينية (الحزام والطريق) لكن دون اعداد تخطيط مسبق.
و أشار الرئيس الصيني لإمكانية ان يكون العراق جسرا او منطقة تلاقي بين دول المنطقة والعالم مما يفتح الباب امام احتمالية ان تتطور العلاقة العراقية الصينية بناءا على رغبة البلدين.
المسلة – متابعة – وكالات
النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لا يعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.
أخبار ذات علاقة
توتر أمني غير مسبوق في مطار بيروت!
الحركات الناشئة: هل تُقصى مجدداً في لعبة التعديلات الانتخابية؟
ايران: نحن نستعد لعملية الوعد الصادق الثالثة