بغداد/المسلة:
منهل عبد الأمير المرشدي
من يتابع الخطوات التي يقوم بها رئيس مجلس الوزراء محمد شياع السوداني في التعامل مع الملفات الداخلية والأقليمية والدولية يجد نفسه امام حقيقة في غاية الأهمية تتلخص في إن ما يتعرض له السوداني من الضغوط الفاعلة لأطراف دولية كبرى وما يواجه من سلاطين الدولة العميقة وكبار حماة سطوة الفساد والفاسدين في الداخل اضافة الى طوعية العقل الجمعي لمساحة كبيرة من الشباب العراق لأجندة الفوضى المدعومه تحت مسميات تشرين وغير تشرين خصوصا في المحافظات الجنوبية , كل ذلك تجعل الرجل مضطرا لأن يراوح في مكانه كثيرا قبل التعامل مع اي طرف من الأطراف المذكورة.
الوضع العراقي بشكل عام حاضر على المستوى المجتمعي للإنفجار في اي لحظة بين فقير يعاني من وطئة العوز ومظلوم كان ينتظر الإنصاف ولم ينصف ومتقاعد كان يأمل رفع الحيف وتعديل راتبه الهزيل ويصرخ من دون أن يسمعه أحد وبريء مظلوم في قعر السجون وخريج يتأمل ان يجد وظيفة تليق بشهادته الدراسية وأبناء الشهداء الذين تجاهل القوم تضحيات أبائهم وعيون شعب شاخصة نحو ميناء الفاو الكبير واتفاقية الصين ولا يتلقوا الرد ولا امل في التنفيذ وغير هذا وذاك عشرات الآلاف من الشباب الجاهزين للتحرك بالكونترول وإشعال الفوضى واشاعة الخراب والدمار وفق إيعاز القائد او الزعيم او الرئيس وهلم جر.
السوداني يمارس رئاسته للحكومة العراقية في ظل هكذا وضع معقد شائك ضبابي مأزوم . ما بين الممكن واللامكن يتحرك الرجل رغم احترامنا لحسن النوايا وطبيعة الإخلاص ووطنية الرئيس الا انه لايستطيع حتى التوفيق بين ما يستطيع ولا يستطيع.
لأمريكا وقواتها وسفارتها وسفيرتها وعملائها فعل مؤثر وأثر مباشر في الشارع العراقي وفيما عليه ان يفعل او لا يفعل ولذلك اكثر من شاهد ودليل ومنها على سبيل المثال لا الحصر في تطوير العلاقة مع الصين والتعامل مع الإتفاقية الصينية وطريق الحزام والحرير.
ولإيران حضورها الفاعل في الميدان عبر توافقها مع الشريحة الإتماعية الأكبر والقوى الوطنية لفصائل المقاومة المناهضة لأمريكا وإسرائيل وما يمثل ذلك من موقف اجتماعي كبير على الساحة العراقية في التقاطع مع الإستراتيجية الأمريكية في المنطقة.
للسعودية حضورها الفاعل في الساحة العراقية عبر ترسيخ عدائها لإيران وصراع المصالح على الأرض وللمال السعودي أثر كبير في تحديد نهج الكثير من ساسة العراق وكذلك هو حال الكويت والإمارات وغيرهم من الأعراب الأشقاء.
للسادة الزعماء والسادة القادة والسادة الرؤساء من اركان العملية السياسية وسلاطين الدولة العميقة وحماة الفساد حضور قوي فاعل يمنع السوداني وغير السوداني من التقرب لمافيات الفساد او القصاص من اربابه . كل الذي ذكرته هو بعض من الكل الذي قيد يكون بعضه مما لا يقال ولا يجوز ان يذكر في عالم المضموم والمستور والمطموم في الوطن المهضوم.
نعود لعنوان المقال في إن السوداني بين الممكن واللا ممكن لا يستطيع ان يفعل ما يتمنى اوما كنّا نأمل فيه ومنه فعلينا الصبر والتأني ودعم الرجل وانتظار ما يمكنه ان يعمل في عراق لا يصلح للعمل فمهما كان او يكون فإن حكومة السوداني هي الأفضل من كارثة ومأساة وفضيحة حكومة الكاظمي.
المسلة – متابعة – وكالات
النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.
أخبار ذات علاقة
الدينار ينهار أمام الدولار.. هل يلوح شبح الـ1600 في الأفق؟
جونسون: نتنياهو زرع جهاز تنصت في حمامي الشخصي
نينوى تكشف عن مشاريع قيمتها بالمليارات متلكئة منذ 12 عاما