بغداد/المسلة:
رعد هادي جبارة
طالعت اليوم مقالاً يخص العلم العراقي وألوانه و عبارة (الله أكبر) المكتوبة في وسطه، واعتبر الكاتب ذلك “عاراً على رجال الدين وجميع الساسة العراقيين و بالذات الشيعة”!!ووصف العلم الحالي بأنه علم البعث المقبور وأن ألوانه متناشزة!!
ولكن الحقيقة أن ألوان أعلام الدول ليست عاراً على علماءالدين والساسة ولا هي وحي منزل ولكنها لا تتبدل بسهولة وسرعة.
فمعظم أعلام بلدان العالم و دول المنطقة لا ولم تتغير منذ عشرات السنين، إلا في حالة تفكك الدول الفيدرالية ونشوء دول اخرى جديدة محلها،كما هو الحال بالنسبة ليوغسلافيا و الإتحاد السوفيتي و السودان وجيكوسلوفاكيا.
ولا أعلم لماذا هذه المبالغة وهذا الاصرار على كون العلم الحالي يمثل العار؟
بالعكس
فالعلم العراقي يحمل شعار (الله أكبر) وهو يزيدنا فخراً بأننا نستظل براية خفاقة هي راية (الله أكبر) وكل من يغره الشيطان بأن يمس علمنا بسوء ( نار او دوس او تمزيق وماشابه)تردعه تلك الجملة من أن يهين علم العراق ويسيء لرمز الوطن.
ولو لاحظنا -مثلاً- فإن علم لبنان لم يتغير منذ عقود،وعلم ايران بقيت ألوانه الثلاثة الرئيسية لم تتغير بين عهد الشاه المقبور و عهد الجمهورية الاسلامية بل اضيفت له عبارة(لا إله إلا الله ☫ ) وجملة (الله أكبر) كشريط على حاشية الالوان مكتوبة ٢٢ مرة لترمز ليوم انتصارها (٢٢بهمن).
وكما هو معلوم فإن في ايران (كما العراق) مسيحيين و زرادشت ويهود وغالبية من المسلمين؛ شيعة وسنة، وفيها مكونات قومية عديدة كالاكراد والعرب والفرس والاتراك والبلوش وغيرهم ومع ذلك ظل العلم الايراني كما هو منذ 44عاما ولحد الان لم يتغير مطلقاً.
وهكذا أعلام الدول التي تحترم نفسها كمصر وبلاد الشام والدول الخمس الكبرى وحتى بلدان الخليج.فلماذا هذا النزعة نحو تغيير العلم والإلحاح على تغييرة و إثارة هذا الموضوع بين الفينة والاخرى بلا ضرورة ،ودون داع ، و إشغال الرأي العام بهذه الأمور.
ومازلت أتذكر أبيات الشاعر العراقي الراحل جميل صدقي الزهاوي، والتي كنا نقرأها في الاصطفاف الصباحي منذ المرحلة الابتدائية،إذ يقول فيها:
عـــش هَـــكَــذا فــي عــلوٍّ أَيُّهــا العــلمُ
فــإنــنــا بــك بــعــد اللَه نــعــتــصــمُ
عـش للعـــراق لواء الحكــم تكلؤه
عين العــنــايــة من شــعـب له ذمـم
إِنِ احتُقرتَ فــإنَّ الشــعـب مـحـتَـقَـرٌ
أَو احتُرِمتَ فإن الشعـب محـترَمُ
ياأَيُّها العَــلمُ المحبوب شـارتُه
إنّا لك اليوم بالإجمـاع نَحترِم
المسلة – متابعة – وكالات
النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لا يعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.
أخبار ذات علاقة
هل بدأ العد التنازلي لحرب واسعة في الشرق الأوسط؟
“حزب الله” يعلن استهداف 23 موقعا للجيش الإسرائيلي
مسؤول أمريكي: المنشآت النووية ليست مستبعدة في الهجوم الاسرائيلي على ايران