بغداد/المسلة:
شيماء عقيل
كثر الحديث عن المواقع ذات المحتويات التافهة التي تحمل في طياتها ضرراً كبيراً للمجتمع وللصغار بالاخص ، وكتب العديد من الباحثين والمحللين بهذا الشان ولخصوا اسباب ازدياد مثل تلك المحتويات والتي من اهمها استجداء المشاهدات والحصول على اموال من خلال الترويج لسلع ومنتجات وعلامات تجارية تستخدمهم لزيادة المبيعات.
وصار واضحًا للعيان ان اصحاب تلك المحتويات لا يترددون في عمل اي شي في سبيل الحصول على متابعين وقد يصل البعض الى التصرف بحماقة تذهب هيبته وكرامته وقد يتلفظ البعض الاخر بالفاظ غير لائقة فالغاية لديهم تبرر الوسيلة.
ولست هنا بصدد تناول تلك العاهات التي امتلئ بها وسائل التواصل الاجتماعي بل ساتحدث عن موضوع ذا صلة وارتباط كبير بوسائل التواصل الاجتماعي، فبالرغم من وجود محتويات رديئة يوجد في المقابل مواقع ذات محتويات راقية تثقيفية هدفها بث الوعي والتوجيه نحو الاختيارات الافضل والامثل.
ومنها ذو توجه علمي وادبي وفني وثقافي يسعى صناعها في اضهار المعلومة على امثل واكمل وجه.
وعلى الرغم من ان تلك المواقع لا تستقطب اعداداً كبيرة مقارنة بالمواقع التافهة الا ان اصحابها مستمرين في تقديم اقصى ما بامكانهم كي يستفيد اكبر عدد ممكن من الناس من خبراتهم.
وقد تكون قصة احمد الغندور ببرنامجه ( الدحيح ) مثالاً حياً لنجاح المحتوى الهادف ذو التوجه التثقيفي.
فقد بدأ بامكانيات بسيطة لكن ببراعته وأسلوبه الساخر القادر على أن ايصال العلوم بطريقة خفيفة ومرحة ، استطاع «الدحيح» أن يكون واحدًا من أهم الأشخاص المؤثرين في الوطن العربي. حلقات البرنامج الذي أطلقه عام 2014 على منصة «يوتيوب» سجلت أكثر من مليار مشاهدة على مستوى العالم.
في سنوات قليلة أصبح أحدَ أكثر صُناع المحتوى العربي مُتابعةً، تم اختيارہ ضمن قائمة «روّاد الشباب العربي» التي تحتفي بإنجازات الشباب العربي ممن حققوا إنجازات إيجابية ومؤثرة في مجتمعاتهم. وأُدرِج ضمن قائمة الأشخاص الأكثر تأثيرًا في العالم العربي لعام 2018، واختير في القائمة القصيرة لجائزة IBC العالمية عام 2019 لأكثر الشباب المؤثرين في الإعلام.
شاب في العشرين من عمرہ قرر أن يفتح نافذة على العالم من داخل غرفته الصغيرة ليتحول خلال 7 سنوات من برنامج على اليوتيوب، إلى أحد اهم صناع المحتوى لم يعد أحمد الغندور مجرد طالب علوم تخرج في الجامعة الأمريكية يقوم بـتقديم النظريات العلمية بطريقة مرحه ، وإنما أصبح ظاهرة تستحق الدراسة والبحث في أسباب نجاحها.
الغندور وصل الى النجاح الذي يستحقه كل صانع محتوى هادف يحمل هدفاً ورسالة ويحقق طفرة في مجال ايصال المعلومة باسلوب فكاهي سلس ممتع.
في العراق هنالك العديد من المواقع التي تقدم محتوى راقي في مجالات مختلفة مثلاً الشيف شاهين وبالرغم من كونه خارج العراق الا ان اسلوبه وطريقة تقديمه للمحتوى عراقية بحته ، وهو شيف وصانع محتوى عراقي.
شارك في ”مسابقة ماستر شيف“ في المملكة المتحدة ووصل إلى مراحل متقدمة.
حاصل على بكالوريوس في الهندسة المعمارية عام 2018 من ”جامعة نورثمبريا“ في المملكة المتحدة.
يعمل كمطور للطعام مع العديد من المطاعم في الوطن العربي.
شغفه باعداد الطعام جعله يجتهد في اعداد محتوى متقن باسلوب ذكي محدث استطاع ان يحقق ملايين المشاهدات واوصل الاكلات العراقية لتنافس الاكلات العالمية وبحبه للطعام تمكن من ان يحقق حلمه في فتح اول مطعم له في دبي واسماه يابا وهو مطعم يقدم اكل عراقي ولكن باسلوب حديث.
تفاجأ الشيف شاهين في احد الايام برسالة من احد الاشخاص على موقعه الالكتروني قال فيها ( اتمنى ان تمرض وتموت انت وعائلتك وان يحترق مطعمك ) قال شاهين انه لا يعرف هذا الشخص وليس له اي عداء معه ولا يفهم سبب هذا الكلام المليء بالحقد.
صانعة المحتوى ندى احمد من بابل تقدم فديوات ذات طابع توعوي اجتماعي باسلوب سلس ولطيف وتناقش قضايا هامة كالعنف الاسري وحقوق المراة والتنمر والعديد من المواضيع التي تعكس هموم المجتمع.
كشفت ندى انها تعرضت اكثر من مرة الى رسائل تهديد ووعيد وسب واهانات بابشع الالفاظ ودون ادنى مبرر ، فهي لا تقدم اي محتوى مسئ او خادش للحياء بل على العكس فان محتواها يخلو تماماً من اي اساءة او الفاظ بذيئة ، ومنهم من يبرر هذا الاسلوب في مهاجمة ندى ( باطار ديني ) وبانها تقدم محتوى فيه تحريض على تحرر المراة وانها لا ترتدي الحجاب وان صوتها عورة والخ من الحجج الواهية التي يتخذها بعض المتشددين لطمس اي صوت يطالب ببث الوعي.
حسين سعدون يتحدث في صفحته على موقع التواصل الاجتماعي باسلوبه الجميل في الطرح بعيد عن الابتذال،و اختيار رائع للمفردات لتصل بشكل مختصر و انيق الى المتلقي ليستفيد من المعلومة وتفتح امامه الابواب للبحث والمزيد من القراءة.
يتحدث عن الكتب القيمة باسلوب متقن ويؤكد على اهمية القراءة المستمرة ودورها في صنع انسان افضل وبالتالي اسرة افضل ومن ثم مجتمع افضل.
عادة ما يطرح الافكار ويربطها بالكتب مثل الحب والجمال والخلود والعاطفة .
حسين سعدون الذي يمتاز بالفكر التنويري والثقافة يفتح العقول امام ثقافات وحضارات وينبذ التزمت بالرأي والتعصب والانغلاق الفكري.
وعادة ما يستشهد باقوال المفكر العظيم وعالم الاجتماع علي الوردي الذي وبالرغم من مضي سنوات عدة على وفاته الا انه لا يزال يشكل تهديداً كبيراً لكل المتعصبين الرجعيين محدودي الفكر.
وربما هذا كان سبباً في اضمار العداء بل ولدرجة تصل الى التهديد لحسين سعدون لانه يعتبر تهديداً لهم ولفكرهم المتخلف الذي يعتاشون منه ويخدعون به اتباعهم لتحقيق مصالحهم وتغطية فسادهم ، ولو بحثنا في عقول هولاء المسئين لوجدناها نابعة من بيئة ضحلة لا تحتمل أي تطور أي وعي وتحاربه بشتى الأساليب وبذرائع لا أساس لها من الصحة.
انهم مجرد حشرات تحاول النيل من كل شي جميل له هدف سامي منتهكين بذلك حرية وحق كل فرد في التعبير عن افكارة ومعتقداته.
لا بد من قانون شديد فعال يكون له دور في ردع تلك الحشرات من تحقيق اهدافهم في عرقلة مسيرة المبدعين والمثقفين والواعين.
المسلة – متابعة – وكالات
النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.
About Post Author
أخبار ذات علاقة
تركيا تسعى لنهب النفط العراقي عبر أنبوب جديد مثير للجدل
تأجيلات أم تكتيك سياسي؟ ماذا يحدث وراء كواليس الانسحاب الأميركي؟
ارتدادات داعش.. الموصل بلا “كاريزما قيادة” وشعبها في العناية المركزة