المسلة

المسلة الحدث كما حدث

قراءة في خطاب الصدر

قراءة في خطاب الصدر

18 يوليو، 2022

بغداد/المسلة: كتب حسنين الساعدي …

سمعنا خطبة الجمعة الموحدة  للصدv والتي ألقيت على جماهير المصلين في يوم ١٥ تموز ٢٠٢٢ فقد وجدنا اعتراض فئات من المجتمع العراقي على نقطة ذكرها  الصدر في خطبته وهي  أنه لا منة للحشد الشعبي بتحرير الأراضي من تنظيم داعش ولولا اهاليها لما تحررت ).

اما وجهة نظري الشخصية وتحليلي السياسي لهذه النقطة التي جعلها البعض مثيرة للجدل في منصات التواصل الاجتماعي وموضع خلاف وأتهام بل واتهامات ولي تعليق بالنقاط التالية:

اولا: إذا تحدثنا فقهيا بأعتبار الحشد الشعبي تشكيل امني عراقي وعقائدي اعتمد على فتوى المرجعية النجفية عند تأسيسه وتشكله في ١٣ حزيران ٢٠١٤ وهذا يعني الالتزام والارتباط بالفقه الديني الشيعي وكلام المرجعية النجفية فأن المرجعية قالت وحسب لسان وكلاؤها في صلوات الجمعة لسنوات سابقة وفي عدة مناسبات بأن الجحافل الشعبية العراقية التي نفذت ولبت نداء المرجعية وفتوى الجهاد الكفائي يجب أن يكون جهادها لله وحبا بالوطن وارضه الطاهرة لا أن يكون لأجل المكاسب الدنيوية البحتة وبالتالي فأن المنة بموضوع الجهاد.

ثانيا: ان المخاطب بهذه العبارة هم ليسوا مقاتلي الحشد الابطال المتواجدين في سواتر جبهات القتال بل القطط السمان والذئاب البشرية من السياسيين الذين يتكلمون بأسم الحشد الشعبي والفصائل المسلحة لكون هناك العشرات من الشخصيات التي برزت منذ يوم التحرير النهائي لاراضي الوطن من سيطرة داعش عام ٢٠١٧ ولليوم تتكلم وتتحدث بأنجازات الحشد الشعبي ليس حباً بالحشد بل رغبة في اقتناص مغانم سياسية بذريعة استغلال منجزات مقاتلي الحشد بل وهناك شخصيات واحزاب سياسية تتاجر بدماء شهداء الحشد وجرحاهم ومقاطع فديوات بطولاتهم من أجل الكسب الانتخابي والسياسي منذ دورة ٢٠١٨ واستمرت حتى دورة ٢٠٢١ ولليوم.

ثالثا: أن أمير المؤمنين علي عليه السلام الذي أمام ومؤسس المذهب الشيعي الذي ينتمي له قادة الاطار وقائد التيار والفصائل الحشدية الولائية يقول : { ترك المن زينة المعروف والمن يهدم الصنيعة والجود من كرم الطبيعة والمن مفسدة للصنيعة }.

ويقول الامام علي عليه السلام في كتابه ووصيته لمالك الأشتر :

{ إياك والمن على رعيتك بإحسانك أو التزيد فيما كان من فعلك أو أن تعدهم فتتبع موعدك بخلفك فإن المن يبطل الإحسان والتزيّد يذهب بنور الحق }
نلاحظ أن كلام السيد الصدر بخطبة الجمعة كان واضح للجماهير العراقية :

لم يقل لا دور للحشد ولا تضحية ولا جهاد للحشد بل قال ” لا مِنّة للحشد عليهم ” اذا كلمة ( لا منة ) لأننا اخوة بالوطن ومكونات العراق هم فسفياء عراقية جميلة ولن يمنّ الأخ على أخية لأنه أخيه وشريكه بالوطن.

رابعا: عبارة  الصدر هذه ( لا منة للحشد بتحرير الاراضي ولولا اهاليها لما تحررت) صدرت عن قائد شيعي عراقي بارز فيها رسالة اطمئنان للمكون السني العراقي بعد حملات اعلامية شوهت ابناء المكون واهالي المناطق الغربية من العراق التي كانت تشملهم كلهم بدعم الارهاب والتكفيريين والدواعش بدون التمييز بين متشددين عن المواطنين السنة البسطاء الوطنيين المحبين لوطنهم بعيدا عن التكفيريين ومخططاتهم ولذلك جاء خطاب السيد الصدر ليثلج صدور اهالي المناطق المحررة والمجتمع السني لأنهم لازالوا يشعرون بالظلم والخوف والرعب وهم بحاجة شديدة لأنهاء الجدال والتهم حول تورطهم بدعم الارهاب المختلفة التي تطالهم في كل مناسبة كذلك أرى أن نظرة السيد الصدر لا تريد تبديل الدواعش التكفيريين المتشددين الذين احتلوا المناطق الغربية بفصائل شيعية متشددة تكبت حريتهم وتمن عليهم بل بفصائل مسلحة وطنية معتدلة كألوية الحشد الشعبي المنضبط المتواجدين في اغلب المناطق.

خامسا: حان الوقت للنخبة المثقفة العراقية من اعلامين ومحليين سياسيين أن تتبنى الخطاب المعتدل الوطني والعمل على توعية كل فئات الشعب العراقي وأن نبتعد عن البحث والتدقيق في الأمور الجدلية والابتعاد عن إثارة المشاكل المجتمعية والفتن الداخلية والنظر للمواطنين العراقيين بكل اديانهم ومذاهبهم وقومياتهم نظرة واحدة معتدلة ويكفي تخويف وعزل المكونات العراقية من بعضها البعض بشتى التهم والتفسيرات الخاطئة للمواقف.


المسلة – متابعة – وكالات

النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.