بغداد/المسلة:
وليد محمد الشبيبي
في تمازج فريد بين الأدب والقانون ، صدرت مؤخراً مجموعة قصصية بوليسية جديدة للأديب والإعلامي والقانوني علي جابر التميمي والموسومة بـ(جرائم مسرح الحياة) من القطع الصغير (5ر14× 5ر20 سم) ومن (206) صفحات ، هذه المجموعة القصصية ضمت (106) من القصص ذات الطابع البوليسي، وكما يقدمها المبدع فأنه سبق ان نشر تلك القصص القصيرة البوليسية في صحف محلية عديدة أعاد جمعها بهذه المجموعة حفظاً لها من الضياع، وهي مأخوذة من جرائم حقيقية كما يقول في مقدمة هذه المجموعة القصصية مع تغيير الأسماء، ومن يطالع هذه القصص البوليسية الشيقة يتوارد إلى ذهنه الأدب البوليسي العالمي الشهير الذي نجد فيه الريادة للبريطانيين من سلسلة الطبيب الاسكتلندي السير آرثر كونان دويل (1859 – 1930) مبتكر شخصية شارلوك هولمز الشهيرة وأيضاً الروائية البريطانية الشهيرة أجاثا كريستي (1890 – 1976) التي طبقت شهرتها الآفاق منذ عشرينات القرن المنصرم إلى وفاتها عام 1976 وحتى بعد وفاتها استمرت رواياتها الجديدة بالصدور حتى عام 1997 (توفيت وعمرها يناهز الـ 85 عاماً وألفت 85 رواية بوليسية بمعدل رواية كل عام)، والتي تعد أعظم مؤلفة روايات بوليسية في التاريخ (حيث بيعت أكثر من مليار نسخة من رواياتها التي ترجمت لأكثر من 103 لغات – ويكيبيديا) ومما ساهم في شهرتها بالشرق زيارتها للعراق ومكوثها فيه سنوات طويلة بحكم عمل زوجها الآثاري الشهير ماكس مالوان (1904 – 1978) مما ألهمتها حضارة وادي الرافدين وهي بين الآثار تنتظر زوجها المنقب الآثاري أن تؤلف أعظم رواياتها البوليسية ومنها رواية (جريمة في بلاد الرافدين – 1936) و(الموت على النيل – 1937) و(لقاء في بغداد – 1951) وغيرها، ولعل من طريف ما يروى أنها كلما كانت تسأل عن سر تعلّق (مالوان) بها وحبه لها كلما تقدمت في العمر وهي تكبره أصلاً تجيب: إنه أمر طبيعي، فزوجي عالم آثار يعشق الآثار القديمة.
والآن انتقل هذا الأدب البوليسي الشيق من بريطانيا إلى العراق بفضل مبدعنا المترجم لإصداره القصصي الشيق هذا، وهنا المبدع التميمي قد استطاع ان يمزج بين مجال إبداعه وعمله بين الأدب والقانون وهو أصلاً كان قاض ٍ متخصص في الدعاوى الجزائية لذا استطاع ان يخرج لنا بهذا الوليد النادر في عالم الأدب فمعروف ان الأدب البوليسي يعد من أصعب أنواع الأدب لما يتطلبه من خيال خصب وذكاء عال ٍ وعقلية قانونية قضائية كي تستطيع ان تخلق هذه الألغاز التي تصاحب الجريمة عادة إلى أن يقوم المبدع بحل خيوطها المتشابكة وصولاً إلى مفاجأة القارئ وأكتشافه الجاني الحقيقي بعد أن وجهت أصابع الأتهام غير مرة إلى آخرين وكان أبعد ما يكون عن دائرة الشك والاتهام وهنا يتجلى إبداع وذكاء القاص الحاد لتلاعبه بعقول ومشاعر القراء، وأخيراً نقول ان لهذا النوع من الأدب الفريد قراء لا تستهويهم إلا هذا النوع من الأدب البوليسي فهنيئاً للمبدع بهذا الوليد وهؤلاء القراء الأذكياء وهنيئاً لنا به وبهذا الإصدار الشيق الذي تفتقده ليست المكتبة القصصية العراقية فحسب بل حتى المكتبة القصصية العربية عموماً.
المسلة – متابعة – وكالات
النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لا يعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.
أخبار ذات علاقة
مسؤول ايراني: ملامح اتفاق روسي تركي لإبعاد الأسد عن الحكم
الصدر يدعو الى عدم التدخل العراقي في الشأن السوري: “كما فعلوا من قبل”
الارهابي الجولاني يستخدم اسمه الحقيقي للمرة الأولى