المسلة

المسلة الحدث كما حدث

بغداد والمقدادية.. رواية (مدن ثكلى) للروائي علي التميمي

بغداد والمقدادية.. رواية (مدن ثكلى) للروائي علي التميمي

27 فبراير، 2023

بغداد/المسلة: وليد الشبيبي

بغداد والمقدادية .. ما بين جحيم المدن الكبرى وجنة عدن المفقودة
مقاربة وتناص
رواية (مدن ثكلى) للروائي علي التميمي

عند الكاثوليكي أمام الكاهن ، الأعتراف ، عند الفنانين والمشاهير ، المذكرات والسيرة الشخصية ، أما عند الأدباء فالرواية ، هكذا تكتب السيرة والمذكرات الشخصية واليوميات للأديب بغض النظر عن مدى دقتها وواقعيتها وقربها من الحقيقة ؟ الاعتراف والمذكرات الشخصية والرواية (الواقعية) ما يجعلها متقاربة ومتوافقة وان كانت هناك أخطاء وذنوب أوجبت الاعتراف للكاثوليكي أو كانت هناك نجاحات وإخفاقات بالسير والمذكرات الشخصية أو ربما لم تكن هناك ذنوب كبرى في الروايات ، لكنها بالنتيجة هو تطهير للحياة بعرضها وطولها لكاتبها ومدونها لان الحياة بحد ذاتها هي الخطيئة بعينها ، لعل هذا يتوافق مع المخيال الديني في الديانات السماوية (معاقبة آدم وإخراجه من الفردوس وطرده إلى الأرض) ويتوافق أيضا مع المخيال الفلسفي من أن الأخطاء مهمة كي نثبت بأننا أحياء لأن (الوحيد الذي لا يخطيء هو الذي لا يعمل شيئاً في حياته !) وعلى ذلك فكثيراً ما يجعل الروائيون يقتربون كثيراً من الفلسفة الكاثوليكية التي تجعل الإنسان دوماً يشعر بالذنب حتى وأن كان بهمة نبي ! لكن الذي يجعل مفترق الطرق بينها وبين المبدعين الثلاث (الكاثوليكي المعترف/مدون السيرة والمذكرات الشخصية/والرائي في روايته) أن الأولى ثار عليها قساوستها المبشرين بها (مارتن لوثر/كالفن سميث/زوينغلي) فأجترحوا طريقاً مباشراً إلى الطهر دون حاجة لوسيط مجسد فكرهم بالبروتستانتية (ممكن لديهم التوجه مباشرة لله تعالى لطلب الغفران دون حاجة لوسيط كالكنيسة أو منح صك الغفران أو التعميد أو الاعتراف أو التناول أو القس كما هو الحال بالكاثوليكية والأرثوذكسية) لكن الأخيرين أو الآخرين حتى ربما سيبقون يحملون أوزارهم (وان كانت طهراً بحد ذاتها) أو يحملون صلبانهم طوال حياتهم إلى آخر يوم في حياتهم.

في رواية الرائي/الراوي/الروائي علي جابر التميمي نكاد نلمس خطيئة الكتابة وصوابها في وقت واحد ، تماما كالخير والشر – الحب والكره – الصدق والرياء – الحياة والموت – الخطيئة والطهر – السواد الحالك والبياض الناصع ، تماماً كالحياة نفسها ، وأحيانا كالموت نفسه ، بتفكيك النص في الرواية ، نكتشف الكثير الكثير مما يخبئه الرائي في مسيرة حياته الحافلة بالنجاحات والإخفاقات مع عقل وقلب ومشاعر فياضة ، يصدر لنا سطوره المنثالة ولا نكاد نفرز الواقع من الخيال ، لأنها اختلطت على الرائي نفسه ، بين طموح استحال إلى خيال فتجسد حقيقة بالرواية وبين واقع مر استبعده في حياته المثلى بالرواية وبين كشف وضمور خرجت لنا (المدن الثكلى) التي كانت ثكلى لا لشيء الا لأنها ظهرت هكذا بمخيال الرائي ، فلا ينفع حتى لو كانت مدينة جذلة ترافع قرية غناء ، فليس المهم واقعها المجرد بل المهم والحقيقة الوحيدة هو الانطباع الذي ترسخ في وجدان وذاكرة الرائي ، لذا نراه متنقلاً من هذه القرية (الظالم أهلها) إلى آمال منشودة في مدن (كمدينة الأمل) لكنها لعلها أهلته لينتقل إلى (مدن الألم) فلا يعثر على الراحة لأن الالم عميق لا تكاد الحياة بأسرها تبرأ هذه الآلام !

معلومات عن الرواية

• الرواية من (112) صفحة من القطع الصغير
• الرواية على شكل أجزاء أو فصول بالأرقام وصلت إلى (47) فصل أو جزء أو قسم
• صدرت في تشرين الأول/أكتوبر 2016 من دار فاهم للطباعة بورق أصفر فاخر وغلاف أزرق اللون من نوع ورق (الآرت) الفاخر والأنيق والباهظ الكلفة
• لم يذكر تأريخ ومكان طبع الرواية .
• السارد/الراوي/الرائي يتنقل من صيغة الـ(أنا) إلى صيغة الشخص الثالث مع أسترجاعات (فلاش باك) وكأننا نرى العالم تارة بـ(عينيه) وتارة أخرى من (كاميرا) فوقية تظهر البطل في المشهد الكامل ، وكان يتحكم الراوي بهذه (الكاميرات) كيفما أتفق ولن يدع للقاريء (المشاهد) أية مساحة حرة سوى ما يريدها هو !

شخوص وأماكن وتأريخ الرواية

• الزمان مجهول لكنه يشي بأنه قد جرى في الحقبة من الفترة التي سبقت الحرب العراقية – الإيرانية (1980- 1988) إلى ما بعد أحتلال العراق في 2003
• قرية (أم الخيرات) في محافظة ديالى
• أم نادر (سنية) وزوجها العسكري (جمال) وشقيقها (إبراهيم)
• أولاد أم نادر :
1 – نادر (10 سنوات) 2 – محمد (9 سنوات) 3 – ساجد (8 سنوات) 4 – سناء (6 سنوات)
• حازم (خطيب ومن ثم زوج سناء)

بيت القصيد في أقسام الرواية وجوهرها

1 – إصابة بقرة (أم نادر) التي تعيل الأسرة بالإضافة إلى راتب زوجها العسكري (جمال) الضئيل . تريد ان تترك قرية (أم الخيرات) الظالم أهلها فالأسم مخالف لواقعها المليء بالكراهية.

2 – موت بقرة أم نادر وأضطرارها للعمل بالحياكة لتسد مصاريف الأسرة واستمرار تململها من هذه القرية (الظالم أهلها) التي لا تحمل من (الخيرات) سوى الأسم.

3 – الآن مضت (6) سنوات من الرواية وكبر الجميع ست سنوات – تعرض ساجد (ذي الـ 14 عاماً) إلى تحرش جنسي لم يعرف به سوى أمه التي طلبت منه التكتم لأنهم في مجتمع قروي قاسي تسود فيه الشائعة وهكذا أمر يعود وبالاً على المغتصب وأهله لا الغاصب ! رغم ان ساجد الوحيد من بيت أشقائه قد أفلح في مجال الدراسة واستمر فيها.

4 – الأنتقال لبيت جديد من قرية (أم الخيرات) الظالم أهلها إلى مدينة (الأمل) وأخيراً حلم أم نادر وأولادها يتحقق – الجميع قد كبر سنة أخرى ونادر صار عمره (17) عاماً وساجد (15 عاماً).

5 – بدأ الأولاد يعملون (نادر ومحمد) وبقيت سناء بالبيت تساعد أمها أم نادر (سنية) فيما بقي ساجد مواظباً على دراسته ، وعاد الأب (جمال) للجيش . تعرّف ساجد على أصدقاء جدد بالمدرسة وصار فقريباً منهم وهم كل من : 1 – محمد 2 – حسين 3 – حامد ، قرر ساجد أن يكون الأول على المدرسة فأنكب على المطالعة ليل نهار.
6 –


المسلة – متابعة – وكالات

النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لا يعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.