المسلة

المسلة الحدث كما حدث

دراما تخوض في الشخصيات الإشكالية وتثير الانقسام بين المسلمين

دراما تخوض في الشخصيات الإشكالية وتثير الانقسام بين المسلمين

4 مارس، 2023

بغداد/المسلة:  تشكل الدراما عنصراً مهماً في تغيير وجهات النظر وصناعة الراي العام، بخصوص الاحداث السياسية والدينية والتاريخية، وقد دأبت الكثير من الدول على اعطاء اهتمام منقطع النظير للدراما، وخصصت لها اموالاً طائلة.

وبما ان ساحة الدراما اليوم، منحصرة لدول معينة دون اخرى، فقد استفردت تلك الدول بها عن طريق فضائياتها، بينما عقمت الدول الاخرى عن انجاب دراما منافسة.

وبما ان الدراما لها تاثير مباشر على المجتمعات، فقد حيدت دور الانتاج الرصينة، وتسيدت اخرى تشيع “التفاهة” و”البذاءة”، وتلهي المتلقي بامور اخرى بعيدة عن تاريخه الحقيقي، وهذا ما نشهده دائماً في شهر رمضان المبارك.

وراح البعض يدس السم في الدراما لكي يظهر لنا التاريخ المشوه بشكل جديد عبر اعادة تدوير بعض الشخصيات السلبية وتصدريها بصورة مزوقة كما يجري حالياً من طرح لملسل معاوية الذي انتجته قنوات الـ”mbc” السعودية بمبلغ وصل الى 100 مليون دولار.

المحلل السياسي هيثم الخزعلي يرى ان “غاندي سألوه عن أعظم اختراع أمريكي؟ إجاب هوليود، ومن هذا نعرف أهمية الثقافة والسينما في تسويق ثقافة الدولة وصنع صورة ذهنية عنها، وتسويق قيمها كجزء من الحرب الناعمة، والسينما والمسرح والمسلسلات الحصة الأكبر في خلق هذه الصورة”.

واوضح ان “العراق زاخر بملاحم حقيقية تعبر عن قيمه الإسلامية الأصيلة، وقيم شعبه النبيل، الا ان الإنتاج المسرحي السينمائي لم يغطِ اي شيء، مسلسل انتجته مصر حول قتال مع عصابات داعش نجح بتعبئة الشارع المصري وهو يتحدث عن ضابط مصري شهيد، بينما بطولات شهداء العراق سواء في مقارعة النظام البائد او الاحتلال او تنظيم القاعدة او داعش تذهب ادراج الرياح”.

ولفت الى ان “التقصير مسؤولية تشاركية، فالحكومة لم تطلق مشروع فني او وثائقي لتوثيق بطولات الحشد، وفصائل المقاومة معظمها لا يمتلك توثيق لقصص الابطال من أبنائها”.

وبين انه “لابد أن نحفظ هذا التراث للأجيال القادمة لانه طاقة دافعة لهم لصناعة المستقبل في ضوء هذه القيم، ولا يفوتني الإشادة بتجربة العتبة التي انتجت موسوعة (الجهاد الكفائي) والتي تجاوزت ٥٠ مجلدا، تصلح للإنتاج التلفزيوني السينمائي”.

بينما يقول الدكتور قاسم بلشان التميمي ان “الأعمال الفنية يراد منها ارسال رسالة خصوصا الاعمال التاريخية حيث يتم عن طريقها تلميع بعض الشخصيات التاريخية النكرة او ابراز الوجه الحقيقي لشخصيات أخرى”.

واوضح ان “الجميع يعلم ان ابا سفيان عدو الاسلام الاول وولده معاوية (وهذا فيها اختلاف) قد دمر وشق صف المسلمين لكن الملاحظ ان الاعلام أعطى حجما واعطى أهمية كبيرة لهذا المسلسل قبل عرضه بشهور وللاسف الشديد هي خدعة انطلت حتى على بعض وسائل الاعلام المنصفة ووفرت دعاية مجانية لهذا المسلسل “.

ويؤكد المحلل السياسي ابراهيم السراج ان “الدراما إحدى الركائز الأساسية في تغيير قناعات الشعوب وفي تجميل صورة شخصيات كان لها الدور الأكبر في محاربة الإسلام والمسلمين على حد سواء لذلك أسس محمد بن سلمان الهيئة العامة للترفيه وهي مؤسسة حكومية خصص لها موازنة مالية ضخمة وأصبحت مجال اهتمام كبار الفنانين والمخرجين والمشاهير بصورة عامة حتى أن ٩٥٪ من شركات الإنتاج الفني في مصر وبقية البلاد العربية توقفت عن العمل”.

ويضيف ان “السعودية عمدت من خلال أموالها على إنتاج اعمال فنية  تعكس صورة شخصيات تثير الجدل في العالم الإسلامي ،وفي المقابل كانت الجمهورية الإسلامية الإيرانية تنتج اعمال درامية نالت إعجاب الجميع لما تتضمنه من حقائق ومعلومات عن شخصيات دينية”.

وبين اننا “نمتلك مؤسسة السينما والمسرح وشبكة الإعلام العراقي وعدة مسارح عراقية ومئات الكتاب والفنانين لكن  في المقابل تجد الفنان العراقي والسيناريست والمخرج يتوسل  بمجموعة قنوات MBC أو قناة الشرقية من أجل إيجاد فرصة عمل له”.

في ذات السياق يرى المحلل السياسي محمد فخري المولى ان “موضوع الاعلام والقنوات الاعلامية مهم جدا لانه ضمن ادوات الحرب الناعمة وهو قوة فاعلة لرسم خريطة ذهنيّة للمتلقي “.

ويضيف ان “الاعلام العراقي لم ينظر للاعلام سوى اداة لحملة دعائية خلال فترة الانتخابات ثم كاداة ذات نطاق ضيق وافق اقل اتساع من ما يحدث ويخطط من الاطراف المعادية”.

واعرب عن امله “بعودة رؤيتنا باتجاه الاعلام العراقي وخططه المضادة، وما حدث اننا سلطنا الضوء ووفرنا للخصم دعاية مجانية بظل عدم وجود رقابة على الفضاء الإفتراضي والرقمي”.

من جانبه يعرب الكاتب وليد الطائي عن “اعتقاده ان هناك استهداف واضح للشيعة ومدن الشيعة والجنوب خصوصاً، من خلال الأعمال الفنية والدراما وغيرها من البرامج السياسية والثقافية، وفي كل شهر رمضان تصدر مجموعة مسلسلات كلها بلون واحد واستهداف واحد”.

وحمل الطائي “مسؤولية ذلك للقوى السياسية والأحزاب المعنية بمسؤولية الشيعة، لانهم تركوا أهلهم فريسة للمشاريع الخبيثة، علماً انهم يمتلكون إمكانيات وفضائيات قادرة على ردع كل المشاريع التي تستهدف الشيعة”.

في حين يرى المحلل السياسي حسين شلوشي ان “الانتاج الفني  في السياسات الاعلامية هو المؤثر الموازي  للخط الاخباري والبرامجي  في الاعلام ويعد اوسع منه لانه يستهدف المجتمع بشرائحه كلها ولا يقتصر على مجموعة او نخبة، وبذلك فان الفن والفنان عنصر  محوري في ايصال الرسالة (المرسل)”.

ويضيف شلوشي ان “الخطوة الاولى في الانتاج الدرامي  هو احترام هذه الشريحة  بالشكل الذي يعكس ويبين الاعتراف باهميتها، ولكنها تعتبر من الحلقات المفقودة في بناء الدولة حاليا او المعطلة على اقل تقدير او مسخرة بشكل لايفضي الى تكاملية انسانية في الدولة والمجتمع ويستثمر في غير موقعه الطبيعي”.

في ذات الموضوع يؤكد الكاتب مازن البعيجي ان “الفن عموما والدراما على وجه الخصوص قضية التفت لها العدو، واسس لها كل ما يجعلها سطوة وجهاز تحكم في العقول على مستويات عدة نال بها حتى اعرق الثوابت لدينا سواء قضية دينية أو أعراف اجتماعية”.

ويكمل البعيجي ان “ولاية بطيخ وغيرها التي لم تبقِ بإسم الفن الكوميدي شريحة إلا وهدمت أركان قناعتها عند المتلقي! وفي ذات الوقت اصبنا بمحنة ومصيبة كبيرة وهي غياب الكوادر التي تمتهن القتال على سواتر الفن كما يقاتل كل من دفعته العقيدة ليفدي روحه ودمه!”.

هذا ويقول الكاتب اياد الامارة ان “لايوجد اعتراض  على عرض التاريخ مرة أُخرى بموضوعية وحيادية وبعيداً عن إثارات تريد رفع درجة حرارة الحاضر بما يعرض أمنه وإستقراره للتهديد”.

واوضح الامارة ان “الضرورة بمكان أن نقف بين فترة وأخرى لنسلط الضوء على حقيقة تاريخية معينة تكون درساً لنا وعبرة نستفيد منها في حاضرنا وفي مستقبلنا”.

واشار الى ان “معاوية لا يمثل نفسه ولا يمكن إعتباره بأنه من الأشخاص العصاميين الذين بنوا تاريخهم  بأنفسهم، فهو يمثل منهجاً أموياً يكن الكره ويحمل في داخله الحقد والضغينة للإسلام المحمدي الأصيل “.

ويرى المحلل السياسي د.كاظم جواد ان “الفن الهادف يحتاج إلى مقومات وأبرزها الوعي المجتمعي الهادف للحفاظ على تجديد منظومة الوعي من خلال توظيف المنظور القيمي التراكمي للامة وصياغتها باطر الحداثة وتبليغها إلى الجماهير وبما يشحن عواطفهم وعقولهم بوقود التحدي للمشاريع الناعمة التي اصبحت في وقتنا الحاضر أشد فاعلية وأقل كلفة”.

وينوه جواد الى ان “الشعوب التي حاولت أن تحمي ثقافاتها أمام الهجمة المعولمة والمغلفة بالهيمنة الأمريكية نجدها لم تصمد ادواتها الثقافية الحمائية في الحيلولة دون وصول الثقافة المعولمة إلى هذه المجتمعات وتمكن الاعلام الغربي بالتحكم به عن بعد إلا الشعب الإيراني وقادة الثورة الاسلامية الذين أثبتوا للعالم وبرغم الحصار الاقتصادي والسياسي تمكن هذا الشعب من توظيف تراثه القيمي الاسلامي وغير الاسلامي من الحفاظ على تماسك الشعب “.

ولم يستبعد جواد “دور إسرائيل الكبير في السيطرة على منابع الفن والإنتاج والسيطره عليه وتجفيف منابعه الوطنية بل تتدخل بإعادة وصياغة وكتابة التاريخ بصورة تخدم مصالحها وتضمن استمرارها وبقائها وتركز إسرائيل على العراق وبلاد الشام في عملية التطبيع كونها الرقعة الجغرافية والثقب الاسود للتغيير”.

ويؤكد المحلل السياسي قاسم الغراوي ان “عقول الشباب المتابعين للقنوات العربية سيتلقفون ما يطرح ، ويتاثرون بها باعتبار الأحداث مرئية في الوقت الذي نعجز فيه عن إنتاج مسلسل ديني هادف يغير أفكار الشباب من جهة ويرسخ القيم الصحيحة بدون رتوش او انحراف”.

وتساءل الغراوي “متى يخرج العقل العربي الراهن من معتقله؟ ولماذا يخشى العقل الراهن مواجهة الحقيقة في دهاليز التراث ؟ لماذا نخاف من عرض المسلسل مادمنا نمتلك الدليل العقلي والقرآني وأحاديث السنة النبوية؟”.

وشدد على “َضرورة مواجهة الحقائق المطروحه بحقائق مامذكور في التاريخ لنفند رؤية البقية للحدث دون تمحيص وتدقيق وبالتالي سنغير القناعات بالدليل ونكسب الذي في قلبه مرض”.

في حين يوضح المحلل السياسي قاسم العبودي بان “الفن إجمالًا هو اللغة الرابطة لجميع الشعوب، وعلى مر التأريخ منذ تأسيس الدولة العراقية الى عام 2003 كان العراق يتقاسم الريادة مع بعض البلدان العربية في أنتاج الفنون المختلفة،  بالرغم من أن نظام البعث الكافر قد سخر الإنتاج الفني لخدمته وتلميع صورته “.

وبين انه “بعد التغيير لم يتسثنِ للقائمين على ادارة المفصل الفني أن يولو الفن العراقي اهتماماً كبيراً ، وقد تعامل صناع القرار الفني بأزدواجية كبيرة مع بعض الإدارات الفنية المسؤولة عن الإنتاج الفني الذي تراجع كثيرا عن مستواه السابق”.

ولفت الى ان “الخلل يكمن في أدارة الإنتاج الفني ، علما لدينا كوادر فنية ممتازة جدًا لا ينقصها شيء سوى التمويل اللازم للإنتاج ، فمواجهة الحرب الناعمة ضرورة ملحة “.

وفي السياق يقول المحلل السياسي ضياء الدين الهاشمي ان ” الاعلام والسينما اعتمدت كاسلحة وظفت لها المال والامكانات والتقنيات الحديثة والتكنولوجيا المتطورة للوصول لكل بيت ويد ولمختلف الاعمار”.

وبين ان “الصراع العالمي هو صراع اديان وحضارات، وبما ان الاسلام اطروحة سماوية تمثل قيم حضارية جاءت كبديل ناسخ لمعظم ما حرف من ديانات سماوية وناسف للديانات الارضية المبتدعة وجهت حراب العدو لاستهداف الإسلام واتباعه ومريديه وتحريف تعاليمه وتفكيك مجتمعاته ونشر الانحلال والفساد بكل أشكاله فيه”.

ويضيف ان “الاسلوب الاخر الذي انتهجه العدو البذل المادي وتمكين الاذرع الفاعلة لديه  في الاستحواذ على مصادر السلطة و القرار والتمويل (النفط والثروات) والمواقع في الشرق الأوسط (الامة  الاسلامية )”.

واشار الى ان ” تفعيل الحروب والاقتتال الداخلي والمد بالسلاح والمال وتسخير الاعلام لاجل اشغال المسلمين عن هدفهم الأسمى في تصدير حضارتهم ومبادئهم السامية التي تسعد البشرية فعملوا على اثارة وافتعال حروب عبثية لدواع تافهة”.

في حين يؤكد الاعلامي حسن كريم ان “التعامل مع مشروع مسلسل معاوية ممكن اذا عرفنا الغاية، وقد يكون الهدف أن يجروننا للشتم واللعن والسباب وهذا مافعلناه منذ الاعلان عن انتاج المسلسل”.

وبين انه “قد يكونوا حققوا الهدف مبكرا ويضحكون على سذاجتنا بسرهم بعد استدراجنا لمنطقة القتل ببلاهة، فكل حركة لا يمكن التعرف على مركز أهدافها دون النظر للزمان والمكان”.

ونوه الى انه “بالنظر مليا للزمانكانية المشروع السعودي اليوم ستجد أنه أتى بعد دورة الخليج التي جرت قبل أشهر في البصرة والتي حققت انتصارا اعلاميا بعد أن أميط اللثام عن حقيقة الوضع في العراق ومستوى الامن والتحضر والرقي الذي تنعم به البلاد والذي صوره الاعلام الخليجي والعربي على أنه الجحيم ولا يمكن العيش والسفر والتنقل فيه وهذه الانتفاضة الاعلامية كانت بأدوات اعلامية خليجية وليست محلية “.

من جانبه يؤكد الكاتب علي عنبر السعدي ان “مسلسل معاوية – اثار حتى قبل عرضه –سلسلة من الجدالات السابقة ،ليس على شخصية معاوية وحسب ،بل امتدّ للتاريخ الاسلامي منذ انطلاقته الأولى ،مروراً بتعدد فرقه ومذاهبه ، التي ماتزال قائمة ومتصارعة بشتى السبل”.

واوضح ان “تاريخ الأديان في مسار الحضارات القديم، بعد وفاة الرسول الكريم  ،جاء اسلام آخر ، السيف فيه هو الحاسم ،والوعد بالجنّة واليوم الآخر ،لم يعد كافياً أمام المغريات بكؤوس وجوارٍ فائقات الحسن بنات ملوك وأمراء ، وأموال طائلة والتمتع بالملذات الحسيّة المباشرة ، وهكذا انطلقوا الى بلاد ذات انهار واخضرار ،متسلحاً بآيات جرى تأويلها طبقاً للحاجة”.

بينما يقول المحلل السياسي د. زهير الجبوري انه “بعد العزوف الكبير عن القراءة الذي صاحب الجيل الحالي وميله الى المعلومة السهلة الجاهزة مع تنوع وسائل الاتصال الحديثة وسهولة وصولها الى المتلقي  صار الاعلام واحدة من أهم أدوات صناعة وتشكيل الرأي العام  ومنها الاعمال الدرامية التي تحظى بمتابعة كبيرة من مختلف الفئات والشرائح”.

واوضح انه “بما ان الساحة الاعلامية مفتوحة ولا يمكن التحكم بها فأن أمثل وسيلة للرد على الاعمال الدرامية المشوهة لحقائق التاريخ والساعية الى تلميع صورة بعض الشخصيات المسيئة في التاريخ الاسلامي  هو انتاج اعمال درامية تكشف الحقائق وتنقب في  اعماق التاريخ المستند على الروايات الصحيحة “.

وشدد على “ضرورة ان تتولى القنوات الاعلامية الشيعية انتاج عمل دراميا واحدا في كل عام بشكل فني احترافي  وتسويق هذه الاعمال لتكون ردا على الاعمال المقابلة”.

في حين تؤكد الكاتبة د. سوزان زين انه “ليس ثمة إشكال في الدراما التاريخية إذا انطلقت من حاضنة التأليف التاريخي وفق أصوله، وجاءت لتخدم غاية علمية أو سياسية وفق أولويات الأمة وتحدياتها الراهنة”.

وبينت ان “هذا التخصيص السعودي، من منظومة نشطت في تمزيق التضامن السياسي للأمة، وتقف خلفها مرجعية فكرية تستسهل تكفير الآخر الإسلامي، فإن لهذا التخصيص مغزى لا تخطئه عين متابع، في تعميق الشرخ القائم حتى أبعد مدى”.

واكملت زين انه “إذا أردت ان اضرب مثلاً عن مسلسل معاوية أمام هذا الخبث الدرامي المخبأ لشهر رمضان، ما هو السبيل المرجو في احتواء تداعياته الفكرية والنفسية على مستوى العامة وأصحاب الأهواء ومتبعي المشاريع الخبيثة؟ هل يكون بإصدار عمل درامي حاد يعاكسه، ولكنه يجاريه في الطريقة، بنية الانتقام الثأري، مثل إصدار مسلسل عن أبي لؤلؤة كما يتردد؟ أو النأي السلبي عبر تجنب الخوض في الأمر برمته؟”.

في حين يؤكد الاعلامي علي الحواسي ان “أغلب المسؤولين (الإسلاميين) بعد 2003 ينظرون إلى الفنانين نظرة شك وريبة ويعتبروهم غير متدينين، وتم اعتبارهم بعثيين لأنهم رضوا بالعمل مع النظام السابق”.

وبين ان “عدم وجود هوية ثقافية متفق عليها للعراق حتى يتسنى لوزارة الثقافة أو شبكة الإعلام العمل بموجبها ( دولة بلا رؤية )”.

ونوه الى ان “الحل يكمن في أن يبادر اتحاد الاذاعات والتلفزيونات العراقية إلى إنشاء مجلس ثقافي (اعضاءه من مثقفي الولاية ) يضع رؤية ثقافية واعلامية مستندة إلى الاسلام المحمدي”.

ولفت الى ان “إنتاج أعمال درامية ( عمل درامي ضخم سنويا ) فضلا عن الأعمال الصغيرة الأخرى ( مسرحية ، أفلام قصيرة ، اناشيد “، مع ان  تركز الدراما ولو بشكل غير مباشر على دور المرجعية العليا ( السيد السيستاني ) وعلى قصص الحشد الشعبي في الجانب الاجتماعي وربطه بالجهاد” .

في ذات الموضوع ترى الكاتبة الدكتورة امل الاسدي أن” الدولة وسياستها وسياسيها، وكذلك التوجه العام للشيعة ومؤسساتهم، لايرون أن  للفن أهمية بالغة، ومازلنا نعاني من كلاسيكية الخطاب والتواصل، ولانلتفت أننا نعيش في عصر  الصوت والصورة المتحركة”.

واوضحت ان “أغلب الأحزاب السياسية التي تقود  البلد تبحث عن المشاريع التي تدر الأموال عليها، شركات استيراد، جامعات أهلية، مدارس أهلية، ولم يفكروا بقضية التوثيق الفني لقضايا الأمة!”.

واضافت ان “هناك تصور عام يسير نحو تنميط المجتمع، وينظر الی الفن والفنانيين علی أنهم ضالون، يدعون الی الرذيلة، لهذا لاتجد شخصية دينية أو شخصية مؤثرة لها ثقل وتمتلك الأموال والتمكين، تفكر في إنشاء مؤسسة فنية متكاملة!”.

الكاتب مانع الزاملي يقول انه “لم تمضِ فترة زمنية طويلة على خليجي 25 حتى ننسى احداثها ورواياتها وقعها الراقي والرائع، ليس بطابعها الرياضي ، بل بالملحمة الشيعية البصرية الكريمة، التي كان ابطالها أتباع علي بن ابي طالب عليه آلاف التحية والسلام”.

وبين انه “كنا ننتظر نتائج ذلك عبر مبادرة سعودية خليجية ردا للجميل، والصدمة الكبرى التي نسفت كل امل وحطمت كل امنية هو جاءت بعزم العربية السعودية بث مسلسل معاوية في شهر رمضان القادم يحكي عن بطولاته وهو الذي افتى بسب امير المؤمنين علي بن ابي طالب”.

من جهتها ترى الكاتبة حليمة الساعدي انه “ليس بالامر الجديد تزييف الحقائق والتدليس على المغفلين من المسلمين الذين لا يبذلون جهدا في البحث عن الحقيقة عبر المصادر في امهات الكتب المعتبرة ودائما ما نجد السواد الاعظم من المسلمين يفضلون الحصول على المعلومات بطرق سهلة عبر المنصات ومن خلال  جُهّآل الخطباء”.

وبينت ان “اعداء الله يريدون ان يطمسوا الحقائق ويقلبوها ويلبسون على الناس دينهم فيجعلوا الحق باطلا والباطل حق، وما مسلسل معاوية الا حلقة من سلسة حقدٍ اموي متوارث”.

ولفتت الى ان “رئيس مجلس الشورى السعودي يعترض على اية قرآنية قرأها سفير الاردن وقصد بها العراق فقال ان هذه الاية نزلت بمكة وغاضه ان نتفائل بها كونها اية قرانية، اليس من الاجدر بنا ان نعترض على مسلسل يحمل الزيف والاكاذيب ويلمع بملعون لعن على لسان النبي صلواة الله عليه “.

وفي الختام يرى “مدير مركز الاتحاد للدراسات الاستراتيجية” محمود الهاشمي  ان “الثقافة بكل تفاصيلها تمثل عنواناً للتقدم والحضارة لانها تعبر عن ابداع الشعوب واصالتها ،وتعد الفنون بكل انواعها احد الركائز المهمة التي تقف عليها مباديء الثقافة”.

ويستطرد الهاشمي بالقول انه “لم يكن الفن يوما ترفاً بل تعبيرا عن عمق الامة ورسالتها الابداعية ،لذا فان رموز الفن والادب مازالوا تحفظهم ذاكرة التاريخ وترى فيهم انموذجا لاجيال الامة وان اعمالهم مدعاة للتقدير والاحترام”.

واوضح ان “الامة العربية والاسلامية تركت ارثا ثقافيا كبيرا ،مازلنا نفخر فيه وهو عنواننا امام الشعوب الاخرى ،وان المنجز الذي بين يدينا من اعمال المسرح والافلام السينمائية والدراما كبير ،وشكل وسيلة لتحفيز الشعوب على التحرر من الجهل ومن القيم الدخيلة لذا عمدت دول الغرب الى الالتفاف على هذا المنحز عبر افقار الشعوب اولا وسرقة المواهب واشاعة الرذيلة والاهتمام بالشؤون الثانوية البعيدة عن رسالة الامة واهدافها السامية”.

وبين ان “تسلل اعداء الامة الى التاريخ الاسلامي بعد ان وجدوا فيه مساحة لـ(الفتنة) فجاء مسلسل (معاوية) ليثير (الجدل) مرة ثانية ويحاول ان يسوق شخصية جاهرت في عدائها للاسلام والمسلمين ووقفت امام مشروع الامة الاسلاميي وشوهت التاريخ”.


المسلة – متابعة – وكالات

النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.