المسلة

المسلة الحدث كما حدث

السلطة السياسية بين ادارة الدولة وادارة العشيرة

السلطة السياسية بين ادارة الدولة وادارة العشيرة

8 مارس، 2023

بغداد/المسلة:

رياض الفرطوسي

ثمة الكثير من الاحداث التي تجري حولنا والمجتمع في حيرة من امره في تفسيرها ‘ لذلك تكون النتائج دائما غير صحيحة في التشخيص ويمكن ان يبني المجتمع نتائج سلبية خاطئة بسبب ذلك ضد النظام السياسي وتتحول هذه القناعات الى نوع من انواع الفوضى والضجيج.

وعليه لابد من تحديد المفاهيم او اعادة بنائها وفهم اساس جذورها مما يساهم في تجنب المشاكل او حلها.

وهذه مهمة السلطة المعرفية في انها تعيد بناء المفاهيم وكيف يمكن ان يكون موقف الانسان من المجتمع السياسي وهو عادة موقف مبني على معطيات وصفية تتعلق بالوضع الاقتصادي والاجتماعي والفكري والعقلي.

الطبقة الاجتماعية التي تنتمي لكل هذه المعطيات هي التي عادة ما يصدر عنها الموقف السياسي. النظام السياسي ممثلا بطبقة الحكم ( وهم مجموعة من مناشىء اجتماعية وثقافية مختلفة ) يبحثون عن دور هنا او دور هناك ( اذا فشلوا في السياسة بحثوا عن دور في السوق الاقتصادي والعكس ايضا ) يتلخص مشروعهم في الاستمرار بالحكم والبقاء في السلطة من خلال التودد للحكم لتحقيق مكاسب ومصالح مختلفة ( وفق نظرية تبادل المنفعة ) بعضهم يعتقد ان لا قيمة له من دون عنوان وظيفي بارز او من دون منصب لان المنصب يحقق لهم مكانة اجتماعية ونفسية وعندما يتم تجريده من المنصب يصبح في مهب الريح وقد ينهار او يصاب بجلطة.لماذا ( لانه يعيش خواء داخلي وفراغ ذاتي) وعلى هذا الاساس تحدد هذه الطبقة قواعدها وقوانينها وموقفها من اجل الامساك بالسلطة.علينا ان نسأل هنا ما هي السلطة وكيف يمكن ان تحقق وجودها وحضورها . السلطة هي قدرة طبقة سياسية معينة على فرض سطوتها على مقررات المجتمع.اما كيف تحقق ذلك فمن خلال معطيين الاول هو(الهيبة).

وهذه الهيبة لا تتأتى بشكل عاجل وانما تحتاج الى عوامل زمنية وتراكم وقائع ‘ ولا يمكن ان تظهر بشكل مفاجىء او مصادفة . والهيبة تكسب السلطة الاحترام خاصة اذا كانت لدى هذه السلطة قواعد شعبية داخل المجتمع. المعطى الاخر الذي يعزز الهيبة هو ( الادارة ) او النظام الاداري . والادارة هنا تعني طاقم سياسي متمرس ( وليس طاقما من الموظفين الفنيين ) وهذا الطاقم لديه الامكانية على التعامل مع معاناة الناس واحتياجاتهم ويعرفون كيفية التفاعل مع عقل الشارع ويقتربون من همومه. نظام الادارة في المجتمعات الحديثة يقوم على تسيير احوال الحياة الاقتصادية والخدماتية بطريقة ذاتية محايدة.

لكن في واقعنا الامر ما زال مختلفا حيث تلعب العلاقات دورا اساسيا في هذا الامر فضلا عن تأثيرات الانتماء الطائفي والعرقي والعشائري على هذه القضية.

وقد تأخر لدينا موضوع الوصول الى نظام اداري صارم بسبب اننا نعيش حالة الانتقال من (القبيلة الى الدولة).

في داخل كل منا لا توجد الدولة بل توجد القبيلة وعند نزع المظاهر الخارجية من بدلة وربطة عنق تظهر الهشاشة الداخلية ومتكآت وعكازات العشيرة والمال والنسب والايديولوجيا والعلاقات.لذلك نرى ان هيبة الدولة في تراجع . ولا يمكن ان تتحقق الهيبة من دون ادارة صارمة كما لا يمكن ان تتحقق الادارة من دون هيبة.

والادارة هنا يجب ان تكون عادلة بمعنى انها لابد ان لا تنجرف خلف العواطف والمشاعر والمزاجيات والتوازن في كل ما من شأنه ان يحقق نجاح عمل الدولة.وقد يكون السؤال هنا هل ستنجح ( القبيلة السياسية ) القادمة من الانتماء والعشيرة والعرق من ما قبل الدولة الى الدولة والمدنية والحداثة وفرض الادارة والهيبة في الحكم؟


المسلة – متابعة – وكالات

النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لا يعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.

About Post Author