المسلة

المسلة الحدث كما حدث

تقرير غربي: أمريكا اطاحت صدام بلمح البصر.. والمستفيد الأول هم الشيعة والكرد وإيران

تقرير غربي: أمريكا اطاحت صدام بلمح البصر.. والمستفيد الأول هم الشيعة والكرد وإيران

10 مارس، 2023

بغداد/المسلة: يفيد تحليل نشرته وكالة فرانس برس أنه في العام 2023، لا يزال العراق بعيداً عن “الديموقراطية الليبرالية” التي تحدّث عنها جورج بوش عندما أطاح بصدام حسين قبل 20 عاماً، فالنزاعات الدامية والفساد وعدم الاستقرار هيمنت على البلد، كما ان هذا البلد اصبح حليفا ايران الخصم اللدود لأمريكا التي هي من ازالت نظام صدام حسين.

وبالنسبة لواشنطن، فقد كان صدام حسين عدوا، واليوم فان القوى المهيمنة على العراق متحالفة مع ايران، عدوة الولايات المتحدة، فما الذي تغير اذن.

كان الهدف المعلن للإدارة الأميركية واضحاً، فالأوامر الموجهة الى القوات الأميركية وقوات التحالف الدولي التي أرسلت إلى الصحراء العراقية في 20 آذار/مارس 2003 كانت مصادرة أسلحة الدمار الشامل المزعومة التي يملكها نظام صدام حسين. لكن قوات مشاة البحرية الأميركية (مارينز) لم تعثر على أي أسلحة دمار شامل.

في المقابل، ما حصل هو الإطاحة وبلمح البصر بالدكتاتور الذي كان يهيمن على السلطة في العراق منذ العام 1979. وتعهّد بوش “بفرض ديموقراطية ليبرالية” كبديل عن النظام، وفق ما يشرح المحلّل سامويل هيلفونت . لكن “الولايات المتحدة كانت تجهل كلّ شيء عن العراق”.

ويتابع المحلل، وهو أستاذ مساعد في الاستراتيجية والسياسة في الكلية البحرية للدراسات العليا في كاليفورنيا، “لم يفهموا لا طبيعة المجتمع العراقي ولا طبيعة النظام الذي أطاحوا به”.

في الواقع، فتح الغزو الباب أمام سلسلة من الأحداث الدامية: هجوم في 22 شباط/فبراير 2006 ضد مرقد شيعي في سامراء (شمال بغداد) كان الشرارة في اندلاع حرب طائفية ووقوع أعمال عنف غير مسبوقة استمرّت حتى العام 2008.

ومنذ العام 2003 وحتى العام 2011، تاريخ انسحاب القوات الأميركية من العراق، قتل أكثر من 100 ألف مدني عراقي، وفق منظمة “ضحايا حرب العراق”. في المقابل، فقدت الولايات المتحدة قرابة 4500 عنصر في العراق.

لكن الصدمة الكبيرة والأخيرة التي تعرّض لها العراق، كانت سيطرة تنظيم داعش على مناطق واسعة من البلاد في صيف العام 2014 شملت نحو ثلث مساحة العراق، وانتهت أواخر العام 2017 عندما أعلنت بغداد “الانتصار” العسكري على التنظيم المتطرّف بعد معارك ضارية ودعم من تحالف دولي بقيادة واشنطن.

ـ “على طريق الديموقراطية” ـ

وأفرزت أحداث العنف خلال العقدين الماضيين، تغييراً عميقاً في المجتمع العراقي الذي يتميز بتنوعه العرقي والمذهبي الكبير.

فقد تراجعت أعداد المسيحيين في البلاد بسبب تعرّض هذه الأقلية لهجمات خلال الحرب الطائفية، وانتهاكات على أيدي عناصر تنظيم داعش، ما أنتج موجاتٍ متتالية من الهجرة.

بالنتيجة، أصبح العراق يعيش حالة فوضى بعدما كان يعيش حالة حرب.

توترت العلاقات بين الحكومة الاتحادية وإقليم كردستان الذي يتمتع بحكم ذاتي ويسعى للمزيد من الصلاحيات، خصوصا بشأن ملفّ صادرات النفط التي تخرج من الإقليم.

وأواخر العام 2019، شهدت مناطق عديدة في البلاد لكن خصوصاً العاصمة بغداد، احتجاجات واسعة غير مسبوقة، تنديداً بـالفساد و”سوء الإدارة”  .

اليوم، يؤكد رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني في حديث لوكالة فرانس برس أنه يريد معالجة الفساد “وفقا للسياقات القانونية”، في بلد تهيمن هذه الآفة على أغلب مؤسساته ويحتل المرتبة 157 من بين 180 دولة من أكثر الدول فسادا في العالم، وفقا لمنظمة الشفافية الدولية.

لكن هذه مهمة صعبة، لأن “الفساد متجذّر في العراق”.

حالياً في العراق حيث ينتمي غالبية السكان إلى المذهب الشيعي، “لا تزال الأحزاب السياسية الشيعية أقوى اللاعبين” على الساحة السياسية

وفي سياق يتعلق برؤية  تقرير فرانس بريس، يقول الباحث العراقي المقيم في لندن عدنان أبوزيد، انه مهما كانت النتائج المخيبة للولايات المتحدة، او الفوضى التي حدثت، والانقسام العراقي، فان الشيعة هم الاكثر فوزا بالتغيير، فقط سيطروا على الحكم، وتزايد نفوذهم اليوم بشكل لم يسبق له مثيل منذ تاسيس الدولة العراقية التي كانت تعتمد النخبة السياسية في الادراة ومركز القرار، فضلا عن ان الغزو قلب تاريخ المنطقة رأسا على عقب منذ اكثر من ألف ومائتي سنة، فقد انشأ دولة شيعية مجاورة الى دولة ايران الشيعية ايضا، وقد رسم ذلك خارطة دينية واجتماعية وسياسية جديدة لمنطقة الشرق الاوسط والجغرافيا الاسلامية.

وتابع: المستفيد الآخر هم الأكراد الذين اسسوا لدولة كردية، في كردستان اذا نظرنا بعين الواقع، رغم انها على ورق الدستور، اقليما تابعا للعراق.

 


المسلة – متابعة – وكالات

النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.

About Post Author